مبعوث اسقف كانتربري في العراق يخشى نشوب حرب اهلية في حالة تهميش السنة الذين يمثلون 20 بالمئة من السكان حسب ماسمعه من رجال دين منهم
القس وايت "تحدثت مع رجال دين سنة ابدوا مخاوفهم بشأن حالة عدم الرضا بين السنة واحتمال انضمام افراد منهم لصفوف المقاتلين او تعاونهم مع جماعات أجنبية مثل القاعدة اذا ما تعرضوا لضغوط تفوق طاقتهم"
بغداد - أعرب القس اندرو وايت المبعوث الخاص لاسقف كانتربري في الشرق الاوسط يوم الاحد عن مخاوفه من نشوب حرب أهلية في العراق اذا فشلت الادارة التي تقودها الولايات المتحدة في كسب تأييد الاقلية السنية في البلاد. وحذر وايت الذي يتوسط في المفاوضات بين سلطة الاحتلال والاطراف المتصارعة في العراق من العواقب الوخيمة لتهميش السنة فيما تسعى الاغلبية الشيعية للحصول على مزيد من السلطة. وقال وايت "أكثر ما اخشاه ان ينفجر السنة اذا تعرضوا لضغوط هائلة. يجب كسب ودهم والا خاطرنا بنشوب حرب أهلية."واضاف في حديث لرويترز "تحدثت مع رجال دين سنة ابدوا مخاوفهم بشأن حالة عدم الرضا بين السنة واحتمال انضمام افراد منهم لصفوف المقاتلين او تعاونهم مع جماعات أجنبية مثل القاعدة اذا ما تعرضوا لضغوط تفوق طاقتهم."

وهيمن السنة على الحياة السياسية في العراق لفترة طويلة بما في ذلك فترة حكم الرئيس السابق صدام حسين.

وسبق ان توسط وايت لانهاء حصار فرض على كنيسة المهد في بيت لحم وأحداث شغب بين المسلمين والمسيحيين في شمال نيجيريا وسيبدأ يوم الثلاثاء مبادرة في العراق يجمع خلالها بين زعماء قبائل ورجال دين.

ويأمل مركز المصالحة والسلام الذي أسسه في العراق أن يترك تأثيرا على المواطنين لتجاوز دائرة العنف التي تجتاح العراق منذ الغزو الامريكي.

وانصب الجانب الاكبر من الاهتمام السياسي في فترة ما بعد الحرب على شيعة العراق فيما دعا المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني لاجراء انتخابات مباشرة تبرز التفوق العددي للشيعة الذين يمثلون 60 بالمئة من السكان.

وعمل وايت مع جماعات دينية في العراق لمدة خمسة اعوام. وقال ان السنة الذين يمثلون 20 بالمئة من السكان يشعرون بعزلة متزايدة في وقت تتصاعد فيه التوترات الطائفية وهجمات التفجير والاغتيالات.

واضاف "السنة خائفون. انهم يريدون ان يوضحوا انه في احد قصور صدام على سبيل المثال كان يعمل 8500 شيعي و2000 سني ومع هذا ينظر اليهم الجميع الان على انهم كانوا انصارا لصدام."

وشهد ما يطلق عليه اسم المثلث السني في شمال وغرب بغداد معظم الهجمات التي قتل فيها عشرات من الجنود الامريكيين ومن افراد الشرطة وقوات الامن العراقيين الذين ينظر اليهم كمتعاونين مع قوات الاحتلال بالاضافة الى مقتل مدنيين.

وكان الرد الامريكي عنيفا الا ان الغارات على مخابئ المقاومة المشتبه بها قادت الى نتائج عكسية في بعض الاحيان مما اثار غضب العراقيين وربما دفعهم الى الانضمام للمقاومة.

ويتسم الشيعة بدرجة عالية من التنظيم ويخضع معظمهم لتوجيهات السيستاني بينما يصعب على السنة ايجاد قناة سياسية واحدة تمثلهم.

وقال وايت "نقول للسنة ان عليهم ان يتحدوا والا أصبح موقفهم صعبا."

واضاف ان دعوة زعماء رجال الدين والقبائل له لتأسيس مركز المصالحة والسلام كانت مشجعة ولكنه يراها ايضا دليلا على مخاوفهم بشأن مستقبل البلاد.

وقال "الجميع خائفون الان. هناك توترات بين جميع الاطراف. الوحدة ضرورية لمنع نشوب حرب أهلية."(رويترز)


بدون تعليق =X: