أثناء تصفحي عبر الإنترنت إكتشفت أن الإخوة التركمان الشيعة عندهم المجلس الشيعي التركماني.
وقد لفت إنتباهي هذا المقال الذي وضعوه في صفحتهم.
-------------
بسم الله الرحمن الرحيم
وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ
وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ
ستراتيجية الشيعي ... بين هدوء سلمان الفارسي وهجومية ابي ذر الغفاري
يعتبر الصحابيان سلمان الفارسي (المحمدي) وابي ذر الغفاري في قمة الهرم الصحابي. فيكفي سلمان قول الرسول ص فيه "سلمان منا اهل البيت"، وكفى ابا ذر قوله ص فيه "ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء برجل اصدق لهجة من ابي ذر"
اضافة الى ذلك فانهما كانا من خلص شيعة الامام علي ع وحواريه.
ولكن لو تتبعنا سيرة حياة هذين المنتجبين في صلابة ايمانهما، وقوة عقيدتهما، وشدة طاعتهما لأمام زمانهما الحقيقي، كانا في كانا نفس الوقت يختلفان في اسلوب دعوتهما وطريقة تحركهما في ساحة الصراع بين قوى الخير والشر
ففي حين كان ابي ذر يفضح الانحرافات علانية ويجهر بالنهي عن المنكر والامر بالمعروف ويستفز حكومة معاوية في الشام في زمن الخليفة الثالث، كان سلمان واليا على منطقة المدائن من قبل الخليفة الثاني. علما انهما عاشا وماتا في زمن الامام علي ع. اي بمعنى اخر؛ ان الامام علي ع كان راضيا عنهما كليهما بالرغم من اختلاف منهجهما واستراتيجيتهما
وكذلك حال الشيعة اليوم في اختلاف تحركهما وطريقة جهادهما في السعي لضمان حقوق الشيعة في العراق. فكل له ستراتيجية يراها الانسب والملائم لضروفه في سبيل تحقيق هذا الهدف النبيل
فلنترك كل مجموعة تعمل بما تراه مناسبا وحسب اجتهادها وراي مرجعها. واجتناب - كل الاجتناب - من محاولة فرض ستراتيجية مجموعة معينة على مجموعة اخرى، فان ذلك اول الوهن
وهذا لايعني التوقف عن اهداء النصيحة او الحوار او حتى الانتقاد (البناء)، فهذه الامور كلها تعزز وتقوي الاواصر بين الشرائح المختلفة. ولكن يجب الانتباه - كل الانتباه - من الصراع.
وَلاَ تَنَازَعُواْ
وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ
وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ
وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
فان بين الانتقاد والصراع شعرة
وتزداد رؤية هذه الشعرة وضوحا كلما زاد نكران الذات وترك السعي وراء المنصب وطلب الرئاسة
حشرنا الله واياكم مع سلمان وابي ذر
المجلس الشيعي التركماني
Turkman Shiia Council
www.tsc.4shia.net
tsc@tsc.4shia.net
توضيح
لنفرض، على سبيل المثال وليس الحصر، ان هناك ثلاث ستراتيجيات مطروحة في الساحة العراقية لثلاث مجموعات شيعية. واحدة تركز على الحوار والاجتماعات مع الخصوم، ان صح التعبير. وثانية تتخذ من المضاهرات والعصيان المدني ستراتيجية لها. وثالثة تتخذ المقاومة المسلحة كوسيلة لكسب الحقوق المشروعة (وهذا الاخير مستبعد بدون اتفاق وشورى بين مراجع الشيعة، ولكننا اتينا به كمثال لتوضيح فكرة اختلاف الستراتيجيات). فقد يبدو ضاهريا ان هذه التيارات المختلفة، بالرغم من اتفاقها في الهدف (الحصول على كل حقوق الشيعة) انها متضاربة المصالح أوانها تبديد للطاقات والجهود.
وهذا قد يكون صحيحا، ومؤلما، وغير جائز شرعا وعرفا وعقلا، فيما اذا كانت هذه المجموعات متصارعة - والعياذ بالله. اما اذا احترمت كل مجموعة ستراتيجية الاخر وحرية اختياره، في ظل المراجع، فان هذا الاختلاف هو في الواقع تعزيز وتقوية لكل المجموعات الشيعية الثلاث اعلاه
ولتوضيح اكثر ومبسط: فالمقاوم المسلح سيوصل رسالته الى الخصوم بان المقاومة هذه هو احد خياراتنا ان لم تعطونا حقوقنا، والمتضاهر لسان حاله يقول: اننا نتضاهر الان والا سننظم للخيار المسلح مع اخواننا الاخرين، والمحاور سيظهر للخصم ان الشيعة عندهم خيار التحاور مفتوحا ايضا، وان لم تستجيبوا للحوار فان المقاومة والعصيان سيستمر، ولا سلطة لنا عليهم، لانهم احرار في اختيار طريقة تحركهم
إنتهى