ناظم الكربولي: "البعثيين دخلوا في سباق البرلمان كقوة حقيقة غير معلنة، وتمكنت من تغيير المعادلة السياسية"
20/03/2010

(السومرية نيوز) الانبار - عبر قياديون في حزب البعث العراقي المنحل عن "ارتياحهم" لما وصفوه بـ"خسارة ألد أعداء الحزب" في الانتخابات البرلمانية، مشيدين بقرارات هيئة المساءلة والعدالة بحرمان مرشحين من المشاركة في الانتخابات لأنها "رفعت رصيد المصوتين للعراقية"، فيما نفى قيادي آخر أن يكون للبعثيين أي دور في فوز "العراقية"، عازيا فوزها إلى فشل بقية القوائم في اختيار الشخصيات المناسبة وإصرارها على ضم أسماء حافظت على ثوبها الإسلامي السابق.

نتائج الانتخابات ستؤدي إلى إضعاف النفوذ الإيراني
ويقول عضو مكتب تنظيمات حزب البعث سابقا صدام عبد صبار الفهداوي لــ"السومرية نيوز"، إن "خسارة الجلبي والصغير والربيعي وحمودي وعراب المساءلة والعدالة علي اللامي كان أفضل خبر تتلقاه قيادات البعث في العراق منذ الإطاحة بالرئيس بوش في الانتخابات الأمريكية الماضية"، على حد وصفه.

ويضيف الفهداوي قائلا إن "علامات السعادة بدت واضحة على جميع زملائه في العراق"، كما أن البعثيين تلقوا رسائل تهنئة من قيادات البعث في سوريا تبارك لهم ما وصفوه بـ"يوم الفضيحة للخاسرين".
وكشف الفهداوي أن "أمين سر حزب البعث العراقي قطر العراق عزة الدوري أعرب عن سعادته في رسالة بعثها لخلايا البعث العراقي من تمكن العراقيين من اكتشاف حقيقة الأعداء، وانقشاع الغبار الذي كان يغطي حقيقتهم لدى العراقيين"، على حد قوله.
ويعتقد الفهداوي الذي قتل اثنان من أبنائه خلال معارك مدينة القائم عام 2005 أن "الانتخابات وما أفرزته من نتائج ستؤدي إلى إضعاف النفوذ الإيراني في العراق مع دور أكبر للدول العربية وستؤدي إلى تخفيف الإجراءات القمعية ضد البعثيين"، ويشير إلى أن "من المؤمل أن يصدر حزب البعث بيانا في غضون الأيام القادمة يتحدث فيها عن التطورات السياسية في العراق وما أفرزته الانتخابات البرلمانية".
قرارات المساءلة والعدالة قلبت السحر على الساحر
من جهته، يقول القيادي في حزب البعث أبو محمد القيسي لــ"السومرية نيوز"، إن "حكومة المالكي والسياسيين وقادة حملة إقصاء واجتثاث البعث فشلوا في إدارة خطوط اللعبة كما ينبغي وانقلب السحر على الساحر"، وفقا لتعبيره.

ويشيد القيسي بهيئة المساءلة والعدالة لأنها "قدمت للعراقية عشرات الآلاف من الأصوات على طبق من ذهب بسبب قراراتها الأخيرة ضد مرشحين لهم تاريخ بعثي أو يتمتعون بعلاقات مع الحزب"، ويطالب علاوي بـ"الاعتراف بأن غالبية الأصوات التي ذهبت لقائمته كانت بسبب ذلك"، حسب تعبيره.
ويستدرك القيادي البعثي بالقول إن "الإقصاء كان واضحا في قائمة العرقية أكثر من أي قائمة أخرى، إلا أن علاوي تكفل وبطريقة ذكية بالدفاع عنهم حتى صار خصما للهيئة ما جعله يكسب قلوب البعثيين إلى قائمته، ليس حبا بهم، بل من اجل إفشال مخططات وأجندات خارجية وداخلية لإبعاد التيار العروبي والعلماني الرافض للهيمنة الخارجية وتسلط الأحزاب الدينية على العراق حيث خلق حالة من العناد لدى الكثير من العراقيين لكسر تلك المخططات"، كما يقول.
علاوي كسب الرهان
ويضيف القيسي أن "علاوي جذب شخصيات يعلم جيدا أنها تحمل تاريخا بعثيا حافلا، لكنه راهن على أمرين الأول هو تجاوزهم سيف الهيئة وترشحهم وكسب أصوات البعثيين بالتالي، والثاني كسب تأييدهم في حال تم رفضهم ليظهر على انه وطني وغير راض عن تلك القرارات، وكان هو في كلتا الحالتين كاسبا".

ويرى القيسي أن "البعثيين الشيعة وعائلاتهم منحوا أصواتهم لقائمة علاوي، وهو ما يفسر حصولها على العديد من المقاعد في الجنوب، مبينا أن "المعلومات المتوفرة لديه تفيد بتمكن 23 من المرشحين في عموم العراق والذين يحضون بتأييد ودعم من حزب البعث من الحصول على أصوات كافية تمكنهم من الفوز بمقعد برلماني، فيما ابعد أكثر من تسعين مرشحا آخر، اغلبهم من بغداد وديالى والانبار جراء قرارات الاجتثاث".
من جانبه، يؤكد عضو قيادة شعبة الصمود لحزب البعث السابق ناظم الكربولي لــ"السومرية نيوز"، أن "عدد البعثيين في العراق يفوق عدد أعضاء حزب الدعوة بزعامة المالكي أو حتى التيار الصدري بزعامة الصدر"، مشددا على أن "البعثيين دخلوا في سباق البرلمان كقوة حقيقة غير معلنة، وتمكنت من تغيير المعادلة السياسية"، وفقا لقوله.
وهاجم الكربولي بعض الشخصيات السنية البارزة في العراق بسبب تحالفها مع أحزاب مقربة من إيران وساعدت على غزو العراق، مبينا أن "بعضهم زار طهران وتلا الفاتحة على قبر الخميني، فيما شارك آخرون في تدمير النجف والفلوجة وسامراء، إلا أنهم فشلوا وخسروا موقعهم السياسي والاجتماعي في العراق"، حسب تعبيره.
ويعبر القيادي البعثي عن ارتياحه لخسارة عدد كبير من الذين اعتاد العراقيين على مشاهدتهم على الشاشات، لأن ما حصل "يعتبر نصرا لنا كبعثيين وهو أمر مفرح لنا للغاية"، ويستدرك "وسنشمت بهم أكثر في الأيام القادمة"، على حد قوله.
دورنا كان هامشيا وعلاوي فاز بسبب فشل الآخرين
فيما خالف القيادي البعثي نوري فزع آراء "زملائه في النضال" كما يصفهم، قائلا إن "فوز علاوي لم يكن بسبب حزب البعث، لأن دور البعثيين في الانتخابات كان هامشيا، ويعود فوزه إلى أن بقية القوائم فشلت في اختيار الشخصيات المناسبة، وضمت إليها أسماء حافظت على ثوبها الإسلامي السابق، الأمر الذي سبب في تراجع نتائجهم".

ويوضح فزع أن "علاوي تقدم لأنه نجح في اختيار شخصيات جديدة وتحظى باحترام الشارع العراقي، فضلا عن أنه بدأ حملته الانتخابية مبكرا قبل أربعة أشهر تقريبا بشكل سري حيث عقد اجتماعات وندوات مطولة لاختيار أبرز الشخصيات في كل محافظة، وضمها إلى قائمته وكانوا هم سبب فوزه".
ويشير القيادي البعثي إلى عامل آخر لفوز علاوي وهو أن "العراقيين أصبحوا بحاجة إلى التغيير، حيث ملوا من النمط الديني والوجوه التي قدمت مع الغزو الأمريكي أو شاركت فيه"، ويستدرك "وبغض النظر عن فوز هذا أو ذاك فان البعث شرب كأس النشوة والسعادة بسماع أنباء خسارة شخصيات عرفت بعدائها للبعث"، حسب وصفه.
وكانت هيئة المساءلة والعدالة، وهي الهيئة المختصة بإبعاد أعضاء حزب البعث عن دوائر ومؤسسات الدولة، قد أصدرت قرارات قبل الانتخابات أبعدت من خلالها نحو 510 مرشحا متهما بانتمائه سابقا لحزب البعث الذي يحظره الدستور العراقي، ومن بينهم زعيم كتلة الحوار الوطني صالح المطلك المتحالف مع كتلة العراقية بقيادة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي، إضافة إلى النائب ظافر العاني.
وكانت نتائج أكثر من 89% من عمليات العد والفرز في الاقتراع العام و70% من الاقتراع الخاص في الانتخابات البرلمانية العراقية، التي أعلنت عنها مفوضية الانتخابات مساء الخميس الماضي قد أظهرت تقدما جديدا لقائمة رئيس الحكومة المنتهية ولايتها نوري المالكي، إذ حصل على 2448451صوتا في عموم البلاد، مقابل 2408520صوتا حصل عليها منافسه المباشر رئيس القائمة العراقية أياد علاوي، فيما راوح الائتلاف الوطني العراق ثالثا بحصوله على 1859532صوتا. وبحسب النتائج ايضا يبقى المالكي أولا في سبع محافظات من بينها بغداد وهي بابل وكربلاء والنجف والمثنى وواسط والبصرة، في حين حل الائتلاف الوطني الأول في ثلاث محافظات جنوبية هي ميسان وذي قار والقادسية.
وفي الوقت الذي حقق فيه المالكي نتائج متدنية جدا في المحافظات السنية، بقيت نتائج منافسه علاوي جيدة في المحافظات الشيعية، إذ ضمنت النتائج الحالية حصوله على 2 إلى 3 مقاعد في بابل، ومقعد في كربلاء، ومقعد في النجف، ومقعد في واسط، ومقعد في القادسية، ومقعدين في البصرة، ومقعد في ذي قار، فضلا عن تصدره في خمس محافظات سنية مع فوارق شاسعة جدا في أربع منها هي الانبار وديالى وصلاح الدين ونينوى بالإضافة إلى كركوك.
وكان نحو 12 مليون عراقي شاركوا، في السابع من آذار الجاري، في ثاني انتخابات برلمانية تشهدها البلاد منذ إقرار الدستور والثالثة من نوعها عقب العام 2003، حيث صوت الناخبون عبر القائمة المفتوحة على اختيار 325 عضوا للدورة الجديدة لمجلس النواب المرتقب والتي تستمر لمدة أربع سنوات مقبلة.