شكرا لكم .... فقد خذلتمونا :
سيناريو محاولات إجهاض حكومة المالكي
كتابات - د. رافع الطرفي
مستهل:
شكرا للجعفري ...
شكرا للصدرين...
شكرا للمجلس الأعلى ...
شكرا للوطنيين...
لقد خذلتمونا
خذلتم الشيعة ..
وقدمتم الحكم
على أطباق الذهب
لجلاديكم السابقين..
فشكرا لكم اجمعين ..
النص:
أن يشهد المسار السياسي تحولا في رغبة الشعب لإجراء تغييرات في قراراته السابقة ،عندما يفشل المكون الماسك بزمام الحكومة من تلبية حاجاته وفشله في تحقيق الوعود التي قطعها على نفسه ، فهو آمر مقبولا إلى حد كبير في المعادلات السياسية التي تعيش مخاض الحكم الديمقراطي ..
لكن ما يخالف المنطق والحكمة رؤية هذا التكالب المستميت من مختلف القوى المشاركة في العملية السياسية و دول عربية وإقليمية ودولية تعمل وبشكل صريح لإزاحة نظام سياسي عن الموقع الذي تأهل له باستحقاق انتخابي وتفويض وإرادة شعبية حقيقية ،وهو الأمر الذي يخرج عن التصديق ويخرج عن المنطق والموضوعية..
والمدهش إن مجمل هذا المسعى يتلخص باجتماع الإرادات المتناقضة متوحدة ومتخندقة تحت هدف واحد هو (رفض إعطاء ولاية ثانية، بأي شكل من الإشكال، لرمز الحكومة الحالية ) وتحت قاعدة اجتمع الجميع تحت عنوانها ( الغايات تبرر الوسائل).
وعندما نفتش عن سبب سريع بعيدا عن التحليلات السياسية المعقدة تصل إلى إجابة واضحة وصريحة لا يخشى الجميع التصريح بها هو إن الرجل نجح بكل ما تعنيه الكلمة في مشروع قيادة الدولة!! لكن هذا النجاح لم يصب في صالح الإطراف المتضررة منه فاجتمع إخوة يوسف على قد سلطته من دبرها لسحق وإطفاء بريق نجاح تجربته مجتمعين على هدف مشترك هو أن لا يروا أخا لهم ينجح الشعب باختياره لولاية ثانية ، نتيجة لما قدمه من انجازات رغم المعوقات والعصي التي وضعت بعجلة حكومته وكيلت لها العشرات من التهم التي لم تصمد أمام الزحف الجماهيري التي اختارت ائتلافه وبقوة .
واستذكارا لماض قريب تثبت الوقائع ان الرجل أتى الحكومة وسلمت له مسؤولية قيادتها تحت أحلك الظروف وأشدها وطأة في تاريخ العراق و لم يغبطه عليها اي من شركاء العملية السياسية او من المناهضين، بعد أن أيقن الجميع وراهنوا مسبقا على فشله الأكيد بظل أجواء طائفية محتقنة وافتقار بنية الدولة لأبسط مقومات السيادة والشرعية بغياب الأمن وانعدام سلطة القانون وانعزال مناطق من البلاد تحت رحمة تنظيمات القاعدة ومليشيات الأحزاب..وتفشي الفساد الإداري و إشاعة الخراب الشامل.. كل ذلك جعل المنطق السياسي يحكم على إن مهمة حكومة رئيس الوزراء ( الشيعي ) ولدت وهي ميتة من أساسها..
لكن الرجل وهو من حاضنة إسلامية عرفت بقوة مواقفها وصلابتها وعمق إيمانها بالإنسان ، أل على نفسه إلا أن يكون أمينا للمسؤولية التي سلمت له مؤمنا بها و فق مبادئ جوهرية.
أولها ، إيمانه بقضية فكره الدعوي الذي يرجح كفة التحدي لنيل الشهادة على أن لا يساوم المرء على قول الحق والعدل والالتزم بهما ..
وثانيا، إن الرجل تسلم مسؤولية قيادة بلد يمتلك اصبر واشجع شعب على الكرة الأرضية بامتلاكه مقومات صنع الإرادة ورفض الظلم والطغيان وقدرة النهوض من وسط المعانات والخروج من المحن والزحف على الجراح للمضي إلى الأمام..
وطبقا لهذه المعطيات توفرت للرجل قاعدة الارتكاز ليكون رجل المرحلة بلا منازع بعد أن تقاعس من تقاعس وانهزم من انهزم وانتهز منهم من انتهز، حالة الفوضى متصيدا في الماء العكر ليربح المنافع وسرقة ثروات البلاد تاركين العراق يغرق في متاهته ومستقبله المجهول..
.. كل ذلك جرى تحت مباركة وترحيب جوار عربي وإقليمي يخشى صحوة جديدة للعراق يخرج منها قويا معافى ويكون نموذجا في التحول من النظام الدكتاتوري الاستبدادي الى الحكم الديمقراطي، وبالتالي سيكون الطريق معبئ لقيام شعوب المنطقة بإجراء تغيرات على ساستها وهو ما سوف يحصل لا محال..
وتحت هذه الأجواء والظروف بدا الرجل مشروع قيادة الدولة بطريق ملغمة بكل أنواع المطبات والعواصف لكنه بدا متأنيا في قراءته لتشخيص العلل ووضع الخطط الطارئة لصنع الدواء والمعالجات الناجعة لإخراج البلاد من أزماتها وإعادتها لوضعها الطبيعي ،وقرر أن لا يساوم ولا يجامل ولا يماطل ولا يحابي فسار ماضيا بانجاز اكبر تحدي واجه العراق ،لم تقو أمريكا المحتلة وبكل ما امتلكته من قوى لوجستية وعسكرية على تثبيته على ارض الواقع ويتمثل بإعادة هيبة الدولة وفرض وبسط سيادة القانون وتحقيق الأمن، وهي المشكلة التي جاهد أعداء العراق على إعاقة تحقيقها لإجهاض مشروعه السياسي الجديد ، لكن الرجل اعتمد بعد التوكل على الله على تقديم حياته مشروعا للخلاص عندما قاد أقوى حملة لفرض القانون في العاصمة بغداد لإعادة وضعها الطبيعي بعد ان تحولت أزقتها ومناطقها الى ثكنات عسكرية وكانت شوارعها تفرغ من الحياة في رابعة النهار وبعد أن نجح في خطوته الأهم في العاصمة ، ذهب إلى الجنوب تسبقه تكهنات إن الرجل لن يعود إلا بقطعة قماش يشيع بها إلى بارئه ساعتها سيندب النادبون من بعده قائلين" لقد حذرناه وقلنا له إن الأمن لن يتحقق هناك " طالما إن أمريكا لا تريد ذلك تحت مشروع الفوضى الخلاقة التي ابتدعته سياستها، بمباركة جوار عربي وإقليمي لا يريد رؤية عراق ديمقراطي متماسك ، والمقاومة لا تريد والمليشيات مستعصية على الحل فنصحه الجميع ليعود إدراجه و يتقبل أمر الواقع ...
لكن الرجل وضع كل ذلك بحساباته ومضى في مشروعه مدركا إن الوطن أثمن من كل التكهنات والمراهنات وذهب لتسقط القنابل على مسافة أمتار من موقع قيادته للعمليات لم تزده إلا إصرارا على المواصلة وضرب بقوة كل معاقل الإرهاب والمليشيات التي قطعت أوصال الجنوب العراقي ووسطه وشماله الى مناطق استحواذ للقوى الخارجة على الدولة والقانون ،تقاسمت موانئه ومطاراته وشوارعه وسرقت ثرواته وفرضت على الناس دفع الإتاوات ومصادرة حرياتهم وسرقة أحلامهم..، لكن الرجل لم يضعف أمام هذه الضغوط معززا بإرادة الجماهير فرجع الرجل وبيده أقفال الملف الأمني في البصرة تحت إعجاب قوات الاحتلال التي راهنت على فشله بعد أن عاد تاركا الشوارع و المحال آمنة حتى الصباح تنعم بالأمن والحرية ..
ولم يهنا لينطلق مجددا إلى الشمال ليربط أناسها بجنوب البلاد بأروع مشروع للمصالحة الوطنية التي تجاوزت الطائفية والفئوية وأسس أساسا متينا لها أعيد بموجبها مشروع الوحدة الوطنية كان البعض يعتقد انه مجرد حلم صعب المنال، ومجرد صحوة وقتية يعود بعدها كل شيء إلى سابق عهدة برؤية الجثث تعود لترمى في الشوارع لكن الرجل اثبت إن أمنه الذي تحقق بإرادة وطنية اتحد المواطنون لديمومته بعد ان لمسوا جديته وصدقه فتعاضدوا معه بمختلف مكوناتهم وانتماءاتهم ليشمر الإخوة صحوتهم لمقارعة القاعدة في اخطر معقل لهم في الانبار بعد ان شيدت دولتها الإسلامية هناك تصدر منها الفتاوى الجهادية لقتل العراقيين وعاثوا في المنطقة الغربية فسادا بحجة الجهاد والمقاومة لينهض أهلها بصولة الصحوات التي أخرست مشروعهم وأحلامهم إلى الأبد.
كل ذلك يستقرى في المفهوم السياسي على إن الحكومة نجحت بكل المعايير السياسية ليكون ممثلها وهو (الشيعي)،رجل المرحلة بجدارة وبوقت يعد قياسي بالنسبة لأوضاع شاذة كالتي يمر بها العراق آنذاك.
ولكن هذا النجاح اكسب الرجل أعداء جدد خطف انجازه الواضح البساط من جهات عدة ..
• مليشيات كانت تستفيد من الفوضى منتعشة بفرض سيطرتها على مناطق العراق ونهب ثرواتها.
• قوى أرادت إضعاف مركز الدولة مستثمرة تواجدها في الوزارات لمصالح حزبية وفئوية.
• دول جوار بدأت تفقد سيطرتها في التحكم بالداخل العراقي ورسم مشهده السياسي.
• أجندات إقليمية صارت تشعر إن مشروع العراق السياسي خرج من دائرة السيطرة النفعية ..
كل ذلك جعل الرجل مكبلا من كل الأطراف، وأهمها أمريكا التي شعرت إنه لا يمثل طموحها في ان يكون رجلها ومنفذ سياستها وهو الذي فرض تحديد سقف زمني محدد لخروج كامل قواتها من أراضيه، موقعا معها معاهدة تلزمها بمواقيت مشترطة لم ترغب بها وخسارتها مشاريع لم تستطع ان تجد لنفسها موطئ قدم للاستفادة منها، وبالتالي فالرجل وفق هذه المراجعة يعتبر قد قتل نفسه بنفسه ..
لكن الرجل وبخطوة لا تقل جرأة عن سابق انجازاته شكل ائتلافا سياسيا هو (ائتلاف دولة القانون) خاض من خلال برنامجه تجربة انتخابات مجالس المحافظات واستطاع ان يحقق نجاحا كبيرا فيه وهي الخطوة التي وضعته على جادة الخصوم النوعيين من أبناء طائفته الذين رأوا في هذا الائتلاف خروجا عن قاعدة التحالف السابق و قلبا للموازين في المعادلة السياسية المألوفة وهو ما جعله على الجانب المضاد لتوجهاتهم لكنه صمد أمام التحديات ومضى يسارع لإعادة أعمار بناء الدولة على أسس وطنية صحيحة متجاوزا المشروع الطائفي والحزبي وحظية خطوته بقبول شعبي وسياسي من مختلف المكونات من دون أن تهدأ الاصطفاف المضادة لحكومته التي بدأت بالاتساع وهذه المرة التقت واصطفت كل إراداتهم لإزاحته من الطريق كل حسب الهدف الذي ينشده فقررت جهات عدة العمل على :-
• محاربة مشروعه المعطل لأحلامهم في نهب ثروات العراق وأزاحتهم من المشهد السياسي وعليهم استرجاع مواقعهم السابقة في رحم السلطة والمحافظة على آخر المتبقي من عناوينهم فيها ..
• الرغبة في الانتقام وازدياد الصلف السياسي لان الرجل لم يساوم ويقبل برهان العراق عبر أجندات عربية وإقليمية تريد تسييره على وفق ما تريد.
• شق الصف الدعوي الذي ينتمي اليه الرجل وتغيير نمط القيادة بتأسيس واجهات مضادة فتت من عضده وتركته بلا مساندة لإضعافه تنظيميا في أحلك الظروف وأقساها.
• فرض شروط للتحالف والتخندق مع قوى نفر الشعب من أدائها في حاضنة لا يكسب العراق منها سوى العودة إلى المربع الأول.
• الخضوع إلى إرادة عربية وإقليمية في رسم وتشكيل الخارطة السياسية في العراق.
لكن الرجل ومن خلال منظومته الحكومية اثبت إصرارا على الموقف والثبات عليه وهو ما جعله يتهم بالاستفراد بالسلطة والاستبداد في الحكم كما يدعون فجهزوا له العدة للإطاحة به منتهرين مساحة انتخابات البرلمان الجديد ليفرغوا ثقل وطئتهم عليه فسعوا إلى استباقها بحشد كل الطاقات لمحاربته وإفشاله وإبعاد الناخبين عنه ممهدين لذلك بعرقلة مشاريعه الحكومة وتحجيمها ا لجعل الناس تنتقد أداءه، او من خلال إيقاف موازنة الحكومات المحلية التي يتمسك بالعدد الأكبر منها في حاضنة ائتلافه ،حتى يقال ان الحكومة عاجزة عن تقديم خدماتها للمواطنين وتارة بعرقلة مشاريع الاستثمار حتى لا تنتعش مشاريع البنى التحتية وتمتص البطالة وتنمو حركة الصناعات وأخرها إيقاف مشروع 115 ألف درجة وظيفية تعود بالمنفعة على الآلاف من العوائل بالعيش الرغيد أوقفت تحت قبة البرلمان بحجة استثمارها في الدعاية الانتخابية .!!
وآخرها الهجمة القوية التي تعرض لها من خلال تجنيد الشبكات والمواقع والمطبوعات مسندة بمال سياسي ضخم لإفشال مشروع وصول الرجل إلى ولاية ثانية والحيلولة دون مضيه لإكمال مشروعه الوطني في إعادة العراق الى موقعه المؤثر في الساحة الدولية والعربية والإسلامية .
فبدؤوا الحملة بسلسلة التفجيرات الدامية لزعزعة الأوضاع التي وعى الشعب إبعادها وأحس الهدف من ورائها لسحب البساط من تحت أفضل ما تستند عليه حكومة الرجل في شعبيتها وهو فرض الأمن والاستقرار لتسقط قبل موعد الانتخابات او تقلل من تأثير نجاحاته على اقل تقدير، لكن الرجل وبائتلافه القوي خاض الانتخابات معتمدا على الشعب والمراهنة على وعيه فجاءت النتائج في أول ملامحها لتقض مضاجع الجميع ممن اصطف للإطاحة بالرجل وخيب اندفاع الناس الى صناديق الاقتراع أمال الخائبين رغم القنابل الصوتية والمفخخات التي انزلوها على رؤوسهم لكن كفة الميزان بدات تتضح لصالح ائتلاف الرجل وبقوة منذ ظهور الأرقام الاولية فسارع الجميع لإيقاف زحف هذا النجاح الذي وظفت للحيلولة دون تحقيقه ملايين الدولارات وجندت العشرات من القنوات والمرتزقة مسارعين إلى مصادرة إرادة الشعب وهذه المروة تجرءوا بتزوير الانتخابات بطريقة ذكية اختزلوا خلالها كل مساعي السنوات الماضية فبدأ مشروع قرصنة النتائج لصالح كفة كتلة عرفت شخصياتها بإصرارهم وتمسكهم بعودة أزلام النظام البعثي وإعادة قتلة الشعب والجلادين والمقابر الجماعية والكربلائيات والمجازر الحلبيجية لقيادة دفة الحكم من جديد ..
والغريب ان الجميع شارك بهذا النفس من خلال التزام الصمت وعقد الألسن، بحجة المشروع الديمقراطي والمصلحة الوطنية ، حتى المرجعية شاركت في هذا المشهد الماساوي مدعية وقوفها على مسافة واحدة من الجميع بما في ذلك القتلة!! بعد ان أعطت لهم شرعية التسليم باستقبالهم في عقر دارها مباركة انضمامهم إلى مشروع الحكومة القادمة !!!
النتيجة:-
* تعسا لشعب لا يعرف قدر نفسه بانتخابه جلاديه
* شكرا لطائفة تأتي الحسين بزحف مليوني لتآكل القيمة بعد موته ولا تعرف قيمة ما أراد وضحى من اجله عندما حنت أصابعها تختار حكم معاوية وأحفاد أل سفيان .
*- تعسا لساسة لا يصلحون لحكم الناس لأنهم تعودوا أن يكونوا هم المحكومين طول التاريخ أذلة خانعين .
*- تعسا لطائفة لا تشعر بالخجل فهي لا تغار على دينها وعقيدتها وتنتقم من حكامها الشرفاء فتذهب لتفتت عضد عقيدتها ليكونوا عبيدا في دنياهم لا أحرارا.
* شكرا للجعفري الذي ظل ساكتا على رؤية أخوته تنهش يهم الضواري وفضل السفر إلى شقته في لندن بانتظار المنتصر ليدلوا له بحديث شفاف.
* شكرا للصدريين الذين شتم علاوي (حجتهم) في عقر دارهم ورما القنابل على رؤؤسهم في مقابرالنجف وجاءوا ليقبلوا رأسه ليقبلهم في وزارة البعث الجديد .
* شكرا للمجلس الأعلى الذي اثبت وبلا أدنى شك إن عنوانه الأصح مجلس الدرك الأسفل عندما أصبح لهاثه محموما للعودة إلى تسلم مقاعد في الحكومة حتى لو كان الذي يحكمهم هو شارون المهم أن يبقى نسلهم محفوظا فيها لا ينقطع فيها، ولتذهب روح محمد باقر الحكيم الجهادية إلى جهنم .
*- شكرا لكل الوطنيين من القوى السياسية الذين ساوموا على وطنيتهم بالسكوت على هذه المهزلة مقابل أن ينعموا بمقعد قد يتصدق به (علاوي) عليهم بعد أن صار شعار الجميع من يأخذ أمي يصبح عمي ..
وأخيرا نقولها بكل أسى لشعب قبل أن ينام أبناءه في المقابر الجماعية ويسحق في الحروب ويترك يأكل "النفاش" ولا زال يرضى بالذل والهوان يتقلب على مواجعه بلا ردة فعل ولا يمتثل إلى مقولة .. إذا الشعب أراد الحياة ولا هم يحزنون..
ralturfy2010@yahoo.com