القُبح السياسي وتفجيرات بغداد
أحمد سعيد / أستراليا

أعتبر البعض من أصحاب الرؤية الضيقة وقليلي المعرفة بحقيقة اللعبة السياسية الراهنة في العراق ، إن إرسال مقتى وفداً من التيار الصدري الى السعودية لمشاورة (أُولاد عمومتهم) هناك بشأن تشكيل الحكومة العراقية المرتقبة ، وإطلاق شعارلا حكومة بدون العراقية الذي تبتناه عمار الحكيم ، هو نوع من المقاربة السياسية ومبادرة لترطيب ألاجواء بين العراقيين والمحيط العربي لان العراق لا يمكن أن يبقى بمعزل عن ذلك المحيط ( النتن ) وإن هذا الحراك العبقروني قد يخفف من وطأة التحامل وألاتهامات الموجهه للاحزاب الشيعية العراقية بالأنصياع للمخططات ألايرانية ، وفي نفس الوقت يحمل بين السطور تهديداً واضحاً لإئتلاف دولة القانون بهدف الضغط لتحقيق مطالب الصدريين والمجلسين بخصوص طرح مرشح بديل للسيد نوري المالكي لمنصب رئاسة الوزراء . وكان الرد العملي لهذه البهلوانيات المقتداوية العمراوية والتي تكشف عن مراهقة سياسية واضحة في سلوك ألاثنين ، رداً قبيحاً ومؤلما تبنى دفع ثمنه العشرات من الضحايا في شوارع بغداد الحبيبة ، بعد تفجيرات دامية وليومين متواصلين طالت أغلب مناطق العاصمة بغداد ، وفي وقت رحب فيه البعضٍ ممن يُسمَونَ بالساسة وما هم ألا قتلة أجلاف ، بهذه المبادرة الذليلة كعلاوي وصالح المطلك الذي أعتبر تصريحات عمارالحكيم تنم عن وعي ونضج سياسي في خطاب ألائتلاف . بينما تعامل السعوديون بحذرمع وفد مقتى الذي ربما سينال عقاباً صارما فيما لو كان هذا الحراك دون إذن الحرس الثوري وألاطلاعات ألايرانية .