أشلاء بشرية حول العالم ..

كتابات - علاء الزيدي

كنت أشاهد النشرة المسائية الأخيرة ( العالمية ) لقناة " الحرة " الليلة البارحة ، عندما لفت نظري أمر يحرص عليه اليهود فيما يتجاوزه غيرهم غالبا .

تحدثت النشرة عن مواطن إسرائيلي اشترى حطاما لباص تعرض لعملية انتحارية ، ثم شحنه إلى أوروبا وأميركا بآلاف الدولارات ، لكي يطوف به في الشوارع وينصبه في الساحات العامة ، مبرهنا على بشاعة وخطورة ما يسميه بالإرهاب .

قدرة عجيبة على تسيير الدعاية و توجيهها ، اعتمادا على وقائع و حيازات متناهية البساطة ، قد لا يلتفت إليها العقل العادي .

لو أردنا مقارنة هذا المثال نسبويا مع استثمار العراقيين الشيعة لمجزرتي كربلاء والكاظمية البشعتين ، كدنا أن نواجه بكذا صفرا على الشمال . في عرض بضع دقائق من ظهيرة واحدة ، لديك ما يقارب الثمانمائة ضحية بين شهيد وجريح ، لكنك تعجز عن طباعة ملصقاً واحداً يحمل صور الضحايا تستنهض به الضمائر النائمة هنا وهناك ، مثلما فعل الإسرائيليون في لاهاي ، رغم أن أموال مرجعياتك تضاهي ثروة حسن البلقية سلطان بروناي .

إن لم نستطع إطلاق فضائية شيعية تشرح مأساتنا وتبين مظلوميتنا للعالم بلغاته الحية ، ونحن نستطيع بالقطع بكل هذه الحقوق المتناثرة يمينا وشمالا ، فلا أقل من حمل الستة عشر كيسا من الأشلاء التي تحدث عنها وزير الصحة ، في ثلاجة متنقلة حول العالم ، مادام أحد لم يطالب بها بعد .

دمغونا طوال قرون بكذبة عبد الله بن سبأ ، فلا أقل من أن نستفيد من تجربة قومه بعد أن بلغت القلوب الحناجر .

قيل ويقال لم يفعلها مسلم . فلنقل للعالمين : أجل لم يفعلها مسلم ، بل زنديق وكافر بكل شرائع السماء والأرض ، وعليكم أن تساعدونا على اجتثاثه من بلاد الرافدين والحرمين ، وإلا فانتظروا إرهابه حتى في مخادع نومكم