يكاد يكون هناك اجتماع شبه تام بين المحلليين السياسين والمهتمين بالشان السياسي العراقي حول حجم الثقل السياسي الذي يمثله الزعيمين علاوي والمالكي وقائمتيهما والدليل على ذلك واضح للعيان من خلال ما افرزته صناديق الاقتراع في انتخابات السابع من اذار(2010) حيث حصدت تلك القائمتين لوحدهما اكثر من ثلثي مقاعد البرلمان بعد ان جمعوا (180) مقعداً برلمانياً وهذايعني بشكل اكثر وضوحاً ان اكثر من ثلثي الشعب العراقي قد وضع

(عنبه) في سلة هاتين القائمتين متطلعاً من خلال برنامجيهما السياسي لتحقيق غد افضل ومستقبل مشرق يسود فيه الامن والامان وتتحرك فيه عجلة البناء والاعمار لتعيد ترميم وطن اثقلته جراحات النزاعات الطائفيه والعمليات الارهابيه ولربما سيكون الحظ قد ابتسم هذه المره للعراقيين ليأتي بصيص أمل لانقاذ سفينة الوطن التي ظلت تتلاطمها الامواج لترسوا نحو شاطئ الامان والاستقرار

فأتحاد تلك القائمتين ( العراقية , ودولة القانون ) سيشكلان بكل تأكيد اكبر كتله برلمانية والتي هي الفائزه بالاستحقاق الانتخابي لتأ خذ على عاتقها تشكيل الحكومه بعيداً عن المشاركه و المشارطه والشراكه والمحاصصه وما يترتب عليها من املاءات وتنازلات تحد من حرية رئيس الوزراء وتقيد بعض من صلاحياته وتكبل عمل اي حكومه وتضعف من قدرتها على النهوض وتحمل اعباء المرحله مثلما حدث مع جميع الحكومات التي افرزتها العمليه السياسيه عقب التغير السياسي منذ 2003 . حيث يعتقد العراقيون ان اللجوء الى حكومة شراكه ومشاركه تضم الفائزين والخاسرين سيكون بمثابة سكين تنحر به الديمقراطيه من الوريد الى الوريد وعودة الى المربع الاول الذي مازالت مرارته بالسنتنا .

فأتحاد تلك القائمتين اللتين تمثل كافة اطياف الشعب العراقي كفيل بقلب اي طاولة مستديرة كانت او مضلعه والوقوف طوداً شامخاً تتكسر عليه طموح انتهازيي الفرص والمنتفعين والمستفيدين من خلافات الفرقاء السياسين , ناهيك عن تمتع هذا التحالف الوطني الذي سيجمع المالكي و علاوي بقبول شعبي واسع وهذا الشيْ الذي نوهنا عنه لايلغي مشاركة بقية الكتل السياسيه الاخرى , بل العكس سيكون لهم دور فعال في متابعة عمل الحكومه ولعب الدور الرقابي الهادف تحت قبة البرلمان . بما فيها تنفيذ اتفاقية سحب القوات الاجنبيه من العراق (2011) . فلا يعقل ان نتصورما سيجمع الكتل السياسيه ومايحملونه من متناقضات ومتضادات وخطوط حمراء وزعل سياسي ليجلسوا في مقصورة القياده ويتنازعواعلى استلام دفتها (كسفينه واحده وتعدد ربانها).

فمن اجل بناء عراق قوي لابد من وجود حكومة قويه ومعارضه قويه تكون مرأه عاكسه لاداء تلك الحكومه وبذلك نكون قد احترمنا الاراده الوطنيه ورسخنا البناء الديمقراطي بشكل سليم وانقذنا العمليه السياسيه من المأزق الذي يلاحقها خصوصاً وان البعض يحاول جاهداً وضعها في عنق الزجاجه والا فلا حاجه لنا بعد الان ان نهدر الملايين من الدولارات كل اربع سنوات في اجراء انتخابات لا تحترم فيها ارادة الجماهير. ويتم اختزالها بطاولة مستديره يستقل الجالسون حولها من اجل تحقيق اهدافهم ومصالحهم الفئويه والحزبيه الضيقه بعيداً عن تطلعات الشعب وطموحاته فلم يعد بعد اليوم وقت للانتظار والشعب مازال يضحي بالغالي والنفيس من اجل ان يحظى بحياة حره كريمه .

ومن اجل هذا ستكون تلك الدماء الزواكي بمثابة الدعوه الوطنيه الحقه الى الزعيمين الوطنيين المالكي وعلاوي لتذويب تلك الكتل الجليديه والجلوس جنبا الى جنب لعقد لقاء القمه في المصارحه والمكاشفة من اجل رسم خارطة طريق بقلم وطني خالص ليشكلا بالفعل معول هدم للمشروع الطائفي وقبره الى الابد , فالاثنان اليوم يمثلان قطب الرحى ان لم يكوناهما الرحى بذاتها وعيون ابناء الشعب العراقي تربى لذلك اليوم التأريخي والمصافحه التأريخيه لتكون بلسماً لتضميد جراحات الوطن ...
فتاح الشيخ