لقاء المشتركات والمتناقضات بين علاوي والمالكي
كما قال العلوي قد أفرزت نتائج الإنتخابات فائزين هما المالكي وعلاوي وهي حقيقية لايمكن لنا إنكارها للاصوات التي حصل عليها كل منهما بغض النظر عن الاعتراضات التي نشأت بسبب عمليات العد والفرز وسأتحدث بواقعية عن طموح الرجلين وبرنامجهما وما يُخططان له من خلال ما ذكراه في مقابلاتهما الصحفية قبل وبعد الانتخابات وحتى يومنا هذا .
والملاحظ أن كلاهما يحاول جر العربة باتجاه مختلف وإن اتحدا في الخطاب الوطني ويوصف كلا منهما بالرجل القوي وهما يسيعيان بقوة وكل على حد لرئاسة الوزارة القادمة .
والدكتور علاوي يرى ان هذه فرصته الاخيرة لاستلام رئاسة الوزراء ،والسيد المالكي يرى انه قدم كل مابوسعه لتخليص العراق ومازال قادرا على العطاء وبانتظار الايام القادمة لاكمال ما بدأه وما بناه .
وبرنامج الدكتور علاوي هو تصحيح الامور حسب طريقته وربما تصل الى إعادة جميع المؤسسات الامنية التي كانت تمارس القمع والقتل وهذا ما ظهرت بوادره حال اعلان حصول العراقية على 91 مقعدا فظهر رجال مسلحون بعظهم بلباس ملثم باسلحة خفيفية ومتوسطة يحرسون احتفالا تُردد فيه أناشيد المرحلة البائدة مع العلم العراقي القديم .
كما أنه يريد للقوات الامريكية أن تبقى في العراق لتنفيذ مشروعه الذي اتفق عليه مع الاخرين.
والسيد المالكي يريد المضي ببرنامجه الوطني ببناء قوات مسلحة غير مسيسة قادرة على حماية البلد وخروج آخر جندي أمريكي بحسب الاتفاق مع الولايات المتحدة.
كما أنه يرى في عودة البعث الى الحكم كابوسا وبمثابة انتحار جماعي جديد للشعب العراقي .
وربما يدفعهما إبتزاز القوائم الخاسرة إلى أن يلتقيا لوضع رؤية مشتركة جديدة ولكن كيف يمكن لهما أن يوظفا لقاءهما للمرحلة المقبلة في إنجاح مستقبلهما السياسي .
ويقول بعض المحلليين في هذا المجال إن البرغماتية والواقعية السياسية قد تدفعهما إلى تناسي الحملة الانتخابية ويتنازلا عن بعض وعودهما الانتخابية وتجميدها في هذه المرحلة !!!
ونتساءل ماذا سيحقق علاوي والمالكي من لقائهما ؟
من الملاحظ أن الدكتور أياد علاوي إعترف في أكثر من لقاء صحفي وتلفزيوني أنه توسط وأرسل أكثر من مبعوث للمالكي للقائه ويبدو من خلال كلامه إصرار على هذا اللقاء .
ويعزو بعض المحللين الى أن هذا اللقاء سيكسر الحاجز النفسي الذي ولدته الحملة الانتخابية لدولة القانون والائتلاف الوطني ضد البعث وعودته عن طريق القائمة العراقية وقد تنازل الائتلاف الوطني عن طريق السيد عمار الحكيم بمدحه للدكتور علاوي وكذلك للقائمة التي يتزعمها.
كما أن هذا اللقاء سيعد إعترافا من المالكي بواقع البعث الجديد في الخريطة السياسية العراقية ل 2010
كما ان هذا اللقاء سيعطي فرصة لأياد علاوي الذي يشعر بأنه بعيد عن أجواء الحوار مع دولة القانون وحزب الدعوة بالذات منذ أيام المعارضة وحتى يومنا هذا ،وستجعله في حوار مباشر مع دولة القانون لعدم ثقته في ما يحاور الاخرون وكتلته لاتملك الا 12 مقعدا من مجموع 91 مقعدا قبيل إعادة العد والفرزو كذلك قرار المحكمة بابعاد المشمولين بهيئة المساءلة والعدالة.
أما المالكي فإنه يبعث بأكثر من رسالة بهذا اللقاء أولها أنه ماض في المصالحة الوطنية وأنه غير إقصائي ومنفتح على الجميع وأنه لا يملك عقدة تجاه علاوي أو غيره وانما الخلاف في المنهج وفي الرؤية للعراق الجديد .
وربما يكون اللقاء تماشيا مع الرغبات التي أوصلت العراقية الى ان تحصل على 91 مقعدا في البرلمان القادم لتكون واقعا لايمكن تجاوزه في الخارطة السياسية للبرلمان القادم.
ولكن هل سيؤدي اللقاء الى أن يتجها الى جر العربة باتجاه واحد ؟ هذا ما أشك فيه
عبدالأمير علي الهماشي