النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    العراق المحتل
    المشاركات
    801

    افتراضي إنهيار القيادة الشيعية في العراق ..



    لا يمكن لأي متابع أو معايش لأوضاع الشيعة في العراق الآن إلا أن يخرج بنتيجة محزنة و مفزعة للوضع الحالي المأساوي ، و هو وضع أقل ما يوصف بأنه فوضوي و منقسم على نفسه و متخلف. فوضوي لأنه ليس له وجهة ثابتة و منضبطة بسياسة واضحة و معلنة ، و ليس له برنامج متكامل أو متناسق مع ظرفه الذي يمر به.

    و منقسم على نفسه ، و هذه أوضح من الشمس وقت الضحى ، فالشيعة ككيان لا تجمعه الآن إلا الشعارات و اللافتات و المناسبات و القتل الجماعي الذي لا يفرق بينهم ، و لكنهم في الحقيقه تيارات بدأت تتصارع و تتنافس لفرض نفوذها على حساب الأخرى ، و هذا أحد أسباب ضعفها. و لا يوجد إشكال في تعدد الإجتهادات و إختلاف الرؤى ، لكن المصيبة أن يتحول ذلك إلى صراع يقوض وحدتهم و يشرخ صفهم. و أوضح مثال على ذلك أن الشيعي العراقي أصبح ينابز أخيه الشيعي بأنه "حكيمي" أو "ًصدري" أو "سيستاني" ، و شهدت بعض مساجدهم تلاحماً و شقاقاً بسبب الإختلاف في من يقلد هذا أو ذاك من المراجع. و لأول مرة في تأريخ شيعة العراق الحديث ينقسم الشيعة في تحديد أول أيام العيد ، فيعيد هؤلاء في يوم ، و يعيد الآخرون في اليوم التالي و هم يعيشون في الحي نفسه!

    و متخلف لأنه أغلق على نفسه اسطورة هيمنة "المرجع" و "العالم" و "الآية" و "المعمم" و "السيد" كطريق وحيد للتلقي عن الله و لفهم الواقع و الحياة التي يعيش و يرى في أشخاصهم رمزاً لفكره و عقيدته ، و لأنه رضي بأن يكون من العوام الذين لا يفقهون في أمور الدنيا و الدين أكثر مما يفيض عليه المستعمم ، فكان طبيعياً أن تنعكس ثقافة هؤلاء المستعممين و رؤيتهم المتخلفة و القاصرة للحياة على ثقافته و سلوكه .. هذا أولاً ، وثانياً لأنه يعيش حالة الإنفلات من الكبت الذي لاحقه لعدة عقود و الرغبة في ممارسة كل ماكان يعد ممنوعاً منه حتى و إن كان يمس بانسانيته و كرامته التي تفضل الله بها عليه. و لأن كان السبب الأخير ممكن أن يتعرض إلى الزوال حال عودة الوعي و مراجعة النفس ، فإن هيمنة الكادر "الديني" و سطوته و تعظيمه كفيلة برده القهقرى كلما أراد النهوض و التفكير خارج إطار (( إنا أطعنا ساداتنا و كبرائنا فأضلونا السبيلا )). و الملاحظ أن العلاقة بين العامي و المستعمم هي علاقة جدلية ، فلا يجرؤ العامي على مخالفة المستعمم حتى في نحنحته ، و لا يجرؤ المستعمم في تعكير مزاج و هوى العامي في ممارساته و انحرافاته عن صلب ما يدعو إليه لئلاً يفقده ذلك مركزه و سطوته.

    هل هذه أسباب أم نتائج ؟

    برأيي أن الأوليان – الفوضى و الإنقسام - نتيجة لغياب المرجعية و القيادة الواعية الموحدة ، أما التخلف فهو سبب و نتيجة معا و هو برأيي العصب الذي يملك التغيير في كل هذا. فالذي يجمع هذه الظواهر الثلاث هو نتيجة غياب المرجعية عن الواقع الحركي المؤثر و انهيارها تماماً. المرجعية لا تعني أشخاصاً بألقاب و كنى تقطع النفس قبل أن تصل لأسمائهم ، إنها تعني إنتماءً ، و مسؤولية ، و وجوداً حقيقياً فاعلاً ، و واقعاً ، و متابعة للأحداث ، و إحاطة كفوءة بمشاكل الناس و متطلبات الواقع ، و تسييراً حكيماً و حازماً لأمور المؤمنين ، و فوق هذا كله تعني جهاداً ، و إيثاراً ، و تضحية. إن هذا كله لا يمكن أن يأتي به شبح لا يعرف منه إلا إسمه ، و لا كاهن لا يجيد سوى هضم أموال الناس بالباطل و المتاجرة بدمائهم و التسلق على جماجمهم و المراهنة على تخلفهم و لا بصبي ليس له حظ من علوم الدنيا و الدين سوى إرث و أتباع إرث لايجيدون سوى فن الدعاية و التنفير!

    هل كتب على الواقع الشيعي أن ينقسم بين قيادة لا تمثلها إلا "مرجعية" معممة و بين مقلدين لا يجيدون سوى الهتاف و التقليد ؟ أين الكادر المثقف و الواعي و المتمرس في الحياة و المتمكن من تحمل مسؤولية المجتمعات و نموها بالشكل الصحيح كما هو حال بقية الأمم و المجتمعات التي شقت طريقها و نهضت من نكباتها لتتعلم منها و تتلافى الأخطاء التي تكبها على وجوهها ، و هي بعد لا تملك رصيداً فكرياً إلهياً كما ندعي نحن؟! هل عَدِمَ المجتمع الشيعي بروز هكذا كادر قادر على أن يضع الأمور في نصابها الصحيح و يأخذ بزمام الأمور من أيدي الكهنة الذين كانوا كالسندان لمطرقة صدام التي أهلكت جيلاً من العلماء و المثقفين الأكفاء الذين كانوا مرشحين لقيادة الجماهير و توحيدها و توجيهها إلى المسار الصحيح.

    إن الواقع اليوم يجعل الأمل في أو المراهنة على المراجع و المستعممين في تصحيح المسار و تلافي الإنهيار هي مراهنة خاسرة على عاجز و قاصر و معدوم الكفاءة ، و الحياة لا تتوقف باختفاء هؤلاء أو تثاقلهم إلى الأرض ، بل هنا يبرز دور الجيل المصلح و الواعي لزمنه و مشكلاته ليمارس دوره أولاً في توعية الناس لضرورة التغيير ، تغيير ملامح القيادة و سماتها في عقل الشيعي و نزع اسطورة "المعمم" و قدسيته و استبدالها بسمة الإنسان الكفوء و الواعي و المتقي ، و ضرورة محاسبته على أساس الكفاءة والعمل. و هذه تتطلب مراجعة شاملة للمفاهيم و عرضها للإختبار أمام القرآن ،و العقل و تجارب الأمم!

    لقد حدثت مجزرتان كبيرتان للشيعة في العراق بعد سقوط نظام أحرق أخضرهم و يابسهم ، فماذا قدمت هذه "القيادة" المتمثلة بالمرجعية للضحاياً و ماذا عملت من تدابير من أجل تلافي هذا الجرم من جديد ؟ لاشيء ! ماذا قدمت أمام الدستور الذي صمم لإهدار حقوقهم و تهميشها ؟ لا شيء ، بلا .. قدمت لنا عرضاً مسرحياً في تذبذبها و تخبطها و طفولة تفكيرها! هذه قيادة غير موجودة و مرجعية منهارة و فاشلة.

    إن القيادة الناجحة لأي مجتمع اليوم لا يقوم بها شخص واحد و ليس في مستطاعه ذلك ، بل لابد من وجود مؤسسة من ذوي الخبرة و الإختصاصات المختلفة المتعلقة بكل مفاصل الحياة السياسية و الإجتماعية و العلمية و غيرها تقوم بخدمة الناس – و لا يخدمها الناس – و تثبت هي ولائها لقيم الدين و المجتمع و ليس المجتمع هو من يقوم بتقديم ولائه لها.
    أليس الله بكاف عبده ؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    عودة العمائم الى الحوزات يجب ان يكون مطلب لكل شيعي .. فبدونه لايمكن ان تسير الامور في اتجاهها الصحيح .. لأن صاحب العمامة مهما كان على درجة من الغباء او انعدام النزاهة يمتلك بعمامته الكفة الراجحة في الميزان اجتماعيا ..
    ثم الامتناع عن دفع الحقوق للمعممين خاصة بعد ان اثبتوا بالملموس والمحسوس والشائع انهم ليسوا اهلا للثقة والأمانة وتشجيع الناس على صرف الحقوق مباشرة لمستحقيها ومحليا اي ان كل منطقة تقوم بأعباء مساعدة فقرائها ..
    انقل هنا واقعة طرفاها احد رجال الدين الاعلام توفاه الله برحمته .. كان يتورع عن اخذ الخمس .. ولايستلم خمسا من احد الا وسلمه الى المرجعية وجاءه الى دافعه بايصال .. وآخر ممن يتصدرون الواقع العراقي اليوم .. حينما انفعل الأخير على الاول .. وقال له من اين جئتنا بهذه البستة .. تعلم العوام على الوصولات ..
    يجب ان يواجه الشيعة واقعهم ومستقبلهم بروح مدنية بعيدة عن سلطة وهيمنة اهل العمائم .. خاصة وان هذا السلك قد شهد في السنوات الاخيرة وبعد تضخم منافعه انتفاخا كبيرا في رواده .. بحيث لم يعد هناك اي مقياس او معيار للتعمم .. ويشهد الله اعرف شخصا لاشك ان الحمار اكثر فهما منه .. ولاميزة له الا ان لديه بودي مناسب وانه ابن شيخ لايقل عن ابنه بلاهة .. وقد صعد الابن في السلم الى اعلى الدرجات وصارت له مؤسسة واملاك واصبح يتصدر اجتماعات المعارضة بعمامته المدروزة بعناية .. بإعتباره ديكورا لابد منه لإتمام ملامح الصورة .. وقد انتقل الآن الى العراق وصار يجتمع بكبار المسؤولين العراقيين والاجانب .. ولمعرفتي الوثيقة به استطيع القول بأنه يمكن ان يبيع العراق كله بالفتات .. هذا وامثاله صاروا اليوم النوع الغالب في مؤسسة الحوزة الشريفة ..
    اختراق هذا الواقع ليس بالأمر السهل .. وايصال الناس الى مرحلة من الوعي بحيث يدركون حقيقة اين مصلحتهم الحقيقية .. ليست مهمة يسيرة .. بل ان هذه المؤسسة الخطيرة تستطيع ان تمحق الانسان وتمسخه .. وتجعله نسيا منسيا .. خلال مداولات القانون الانتقالي .. تحدث احد اعضاء مجلس الحكم الافندية مع ولي امر العراقيين القصر محمد رضا السيستاني فأسمعه كلاما فظا .. ووصل الامر الى حد الصراخ .. وعندما خرج الاعضاء من مقر المرجعية قال احد الاعضاء المعممين للعضو الافندي .. فوخت قلبي بكلامك .. فرد عليه اذا كان كلامي يرضيك فلماذا سكت ولم تتكلم .. فأجابه اخاف منهم ان يمسخوني ..
    المسألة هي مسألة حياة ومصير بالنسبة للشيعة في العراق .. ولابد من السعي الى قيادة حقيقية تنبثق من واقع الناس وتتحسس الامهم ومصالحهم ولاتستعلي عليهم .. وتتنزه عن المصالح والمكاسب الشخصية الضيقة .. هل هناك افق لمثل هذه القيادة .. جوابي سيكون كلا .. وقد يكون جواب اي اخ هنا كذلك .. لانملك الا ان نعبر عما في نفوسنا وضمائرنا مما يمليه الواجب الشرعي والاخلاقي .. مع اني يائس من اي اصلاح .. فمؤسسة يمتد عمرها الى الف سنة لايمكن تصحيح وضعها بمجرد كلمات وقد حاول مصلحون كبار .. مراجع ومجتهدون .. فلم يبق لهم من أثر .. وماسيأتي من كوارث ربما يكون ادهى وأمر ..
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2003
    المشاركات
    226

    افتراضي

    سيدنا الجليل أبوعلي:

    لماذا لاتزورالسيد السيستاني بنفسك وياليتك تأخذ الأخ أبو الحارث معك وتستعرض معه الأمور(بصراحة لا أعرف كان هذا ممكنا في السابق) وتسمعا منه.

    بعض ماتذكره لمسه غيرك من علماء كبار(تشهد له ساحات النت) وخرج من الحوزة.

    قصدي الشكوى لا تنفع ويجب عمل شئ. صرنا مثل الطبيب الذي يعرف المرض ولا يعرف العلاج.
    حسبي الله ونعم الوكيل

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    70

    Cool الانهيار اصاب القيادات الخاصة بابناء العامة

    من العجيب ان يحكم احدهم بانهيار القيادات الشيعية والتي تعيش الان في قمة ازدهارها رغم الاختلاف والخلاف الموجود في كل زمان ومكان ولا نعتقد بعدم وجوده لدى اي من المذاهب والتيارات الدينية والسياسية .
    ثم اذا كانت هذه القيادات المتعددة والمتفقة على قضية رئيسية هي الحرص على مصلحة العراق والعراقيين بخلاف القيادات الكردية والسنية التي لا تفكر الا بتحقيق مصالحها الخاصة ...
    ووجود قيادات دينية ذوات شعبية كبيرة كسماحة السيد السيستاني وسماحة الشيخ اليعقوبي وسماحة السيد مقتدى الصدر وسماحة السيد المدرسي بالاضافة الى القيادات السياسية كالاستاذ ابراهيم الجعفري والسيد عبد العزيز الحكيم والاستاذ موفق الربيعي ...الخ ، هو شيء رائع ومفرح.
    ثم اذا كان الانهيار حاصل فمتى كان لهذا البنيان موجود قبل سقوط نظام العوجة الملعون
    النظام الذي استطاع من قمع كل القيادات الشيعية مقابل تنصيب ابناء السنة امراء وقادة على كل العراقيين .
    اما الانهيار فهو حاصل فعلا في القيادات السنية التي لم تتفق ولن تتفق الى حد الان على العمل المشترك وان كان التيار القوي يميل نحو مقاطعة الشيعة وعدم خلق محاور للتعاون معهم .
    [foq] لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه
    الامام علي (ع)
    السلام على امير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين[/foq]

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2003
    المشاركات
    226

    افتراضي

    شكرا مولانا الكريم ناصر الحق:

    مولاي بارك الله بكم بما إنكم قريبين من العراق ومايجري فيه فبالله عليك واصل ثم واصل بإتفحافنا عن كل مايجري هناك كما فعل الأخ البهادلي.

    شكرا على رسالتك الخاصة مولاي أجبتك عليها وسامحني عن كل تقصير.
    حسبي الله ونعم الوكيل

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    70

    السلام على ابي الضيم الحسين الشهيد (ع)

    الفاضل السيد مهدي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله حير الجزاء وأوفره
    انا خادم لكل عراقي شريف ولكل موالي لمحمد وال محمد صلى الله عليه واله
    واطلب من الله لك التوفيق والعمل لصالح الدين والمذهب وصاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف
    ودمتم سالمين
    [foq] لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه
    الامام علي (ع)
    السلام على امير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين[/foq]

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني