 |
-
كلمة سماحة السيد المجاهد حسن نصرالله دام عزه
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين ابي القاسم محمد بن عبدالله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الاخيار المنتجبين وعلى جميع الانبياء والمرسلين والشهداء والمجاهدين في سبيل الله منذ آدم الى قيام يوم الدين.
يقول "الله" سبحانه وتعالى في كتابه المجيد بسم الله الرحمن الرحيم " يا ايها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين, ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء ولكن لا تشعرونا, ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات. وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون, اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك المهتدون".
نحن في الايام القليلة الماضية واجهنا كأمة وليس فقط كحماس او كشعب فلسطيني, واجهنا مصيبة كبيرة وفاجعة عظيمة, وهذا لا يمكن التنكر له؛ ففقد هذا العالم المجاهد وهذا القائد الكبير ليس امرا بسيطا في حسابات المعركة وفي حسابات المواجهة وفي حسابات العاطفة, وعندما نتعرف اكثر على شخصية من فقدنا تعظم المصيبة – قبل قليل تحدث أخي العزيز الاستاذ خالد (مشعل) وتعرض لهذه الشخصية وأبعاد هذه الشخصية، وانا اختصارا للوقت لن أعيد ولن أكرر، وبالتأكيد الاستاذ خالد هو أعرف مني بشيخنا الشهيد – لكن ونحن امام هذه المصيبة وامام هذه الخسارة, لا يمكن ان نتجمد او ان نتوقف او ان نسقط, نحن تعلمنا من كتاب الله سبحانه وتعالى كيف نواجه المصائب وكيف نحول المصيبة الى مغنم للامة، الى ربح بدل ان تكون خسارة, فالله سبحانه وتعالى قال لنا في كتابه "وعسى ان تكرهون شيئا وهو خير لكم".
عندما نواجه مكروها او مصيبة او كارثة سوف يترك هذا المكروه اثاره الطبيعية علينا, فنحزن ونتألم ونبكي ونشعر بالخسارة؛ ولكن نتطلع الى الجانب الاخر – ونحن نتوكل على الله وسنتعين بالله – كيف نحول هذه الخسارة الى فرصة. هذا المعنى قالته الايات القرآنية قبل الف واربعماية سنة واليوم جاء علم الادارة الحديث ليقول في العصر الحاضر " ان القيادة الناجحة والامة او الفئة الموفقة هي التي تستطيع ان تحول التهديد الى فرصة.
ان خسارتنا للشيخ احمد ياسين كقائد ورمز هو تمديد لمشروع المقاومة ولثقافتها وخيارها, للمقاومة الميدانية, للانتفاضة, للافق, للامل, الذي تتطلع اليه امتنا خلال المقاومة ومسؤولية كل القيادات الواعية والمخلصة في هذه الامة وبالدرجة الاولى في فلسطين وبالاخص في حماس, كيف نحول هذا التهديد الى فرصة.
عندما نأتي وندرس الاهداف التي توخاها العدو من خلال قتله الشيخ احمد ياسين, ونعمل على اسقاط هذه الاهداف ونحول دماء الشيخ احمد ياسين بدلا من ان تكون وسيلة لتحقيق اهداف العدو, تكون عونا وسندا لتحقيق اهداف الشيخ احمد ياسين, وهذا معنى مقولة ان ينتصر الدم على السيف, وليس وحده الدم ينتصر على السيف؛ فالدم الذي يحمله اهله فيخلصون له ويثبتون عنده وينشرونه في كل بقاع الارض ينتصر على السيف يكسره ويهزمه, وهذه هي المسؤولية الكبرى في هذه المرحلة.
لا اريد ان ادخل في تفاصيل كثيرة, ولا اريد ان اعدد اهداف العدو وقد قيل وكتب الكثير في الايام القليلة الماضية، ولكن اريد ان اقف عند بعض النقاط السريعة لمواجهة هذا التهديد القائم والتحدي الموجود.
النقطة الأولى، ان جريمة القتل البشع التي ارتكبها الصهاينة بحق شيخنا الجليل والاخوان الذين كانوا معه وهم خارجون من المسجد يجب ان يكون لها دوي في ضمير هذه الامة.
من جملة المعاني التي يجب ان تثيرها في الوجدان هي تأكيد حقيقة هذا العدو لمن يعرف حقيقته وكشف حقيقة هذا العدو لمن ما زال جاهلا او يتجاهل. فجريمة قتل الشيخ احمد ياسين تقول لكل العرب والمسلمين وشعوب العالم ان "اسرائيل" هذه وهذا الكيان الذي تديره حكومة العدو هو كيان وحشي ارهابي سرطاني, هو كيان ذات طبيعة عدوانية, وهذه من دلالات الجريمة. ولذلك امام هذه الحادثة يزداد الذين آمنوا ايمانا بما آمنوا به من قبل, وبما انكشف لهم من حقيقة هذا العدو, واما الذين ما زالوا مترددين او ما زالوا يتحدثون عن الخيارات السلمية, ومن اعجب ما سمعنا هي دعوة بعض النخب الفلسطينية لحماس وفصائل المقاومة ان لا ترد على اغتيال الشيخ ياسين وان تلقي السلاح وان تلجأ الى المواجهة السلمية. المواجهة السلمية مع من ؟ مع شارون, مع الكيان الصهيوني, مع عصابات الارهاب والقتل وارتكاب المجازر. مع من ؟ مع الذين قتلوا انبياءهم قبل ان يقتلوا انبياءنا وسفكوا دم علمائهم قبل ان يسفكوا دم علمائنا , وذبحوا اطفالهم قبل ان يذبحوا اطفالنا. هذه هي المجموعة الارهابية التي نواجهها اليوم على ارض فلسطين المحتلة وفي منطقتنا.
أقول للبقية في العالم العربي والاسلامي , في لبنان وفي فلسطين وكل المنطقة, وبعض الذين يحسنون الكتابة واستخدام اللغة الاكاديمية ويتحدثون بطريقة حضارية , اما آن لكم ان تؤمنوا وان تكتشفوا حقيقة هذا العدو وتبدلوا من موقفكم تجاهه, وتكفوا عن دعوتنا الى الصلح معه والسلام معه والتعايش معه والشراكة معه, الا يخجل بعض من في امتنا امام هول الجريمة والمظلومية التي تجسدت في قتل واستشهاد الشيخ احمد ياسين, ان يستمروا بالمجاهرة بهذا المنطق وبهذه اللغة.
اقول لهؤلاء ان كنتم واقعا غير مقتنعين فقد آن لكم ان تقتنعوا، وان كنتم تتحدثون عن السلام والشراكة والصلح للتغطية على عجزكم وضعفكم ووهنكم فاحتفظوا بعجزكم لانفسكم واحتفظوا بوهنكم لانفكسم ولا تقولوا ولا تكتبوا ولا تثيروا ما يبعث على الوهن والضعف واليأس في قلب هذه الامة. في دلالات الجريمة ايضا في ما يعني حقيقة الادارة الاميركية الشيطانية والفيتو الاميركي والمساندة الاميركية شاهد جديد ليزداد الذين آمنوا ايمانا بشيطانية هذه الادارة وهذا المشروع، وشاهد جديد نضعه امام اولئك الذين ما زالوا يتحدثون بقناعات مختلفة ونقول لهم اميركا تثبت في كل يوم، ليس فقط في العراق, من جديد في فلسطين من خلال "الفيتو"، انها تغطي القتل والارهاب والجريمة، بل هي شريك كامل في القتل والارهاب والجريمة. إذا، كيف تلجأون اليها وكيف تراهنون عليها؟ كيف تتصورون ان الادارة الاميركية هي الملاذ والملجأ وهي الغوث الذي يمكن ان يأتيكم ليحمي اعراضكم وكرامتكم وحتى عروشكم؟ هذه النقطة الاولى من جملة دلالات هذه الجريمة.
النقطة الثانية التي يجب ان يفهمها العدو وان يطمئن لها الصديق ويثق بها المحب وشعوب امتنا، ان حركات المقاومة الحالية - لا اريد ان اتحدث عن الماضي والتاريخ - لم تعد في تداولها واستمرارها وبقائها متوقفة على شخص محدد ولو كان مؤسسا او رمزا او قائدا عظيما. هذه المقاومة لم تصنع في مكان آخر، لم تصدر الينا، هذه المقاومة صنعها ايماننا والتزامنا وشعوبنا ونساؤنا ورجالنا واطفالنا وصغارنا وكبارنا، وهي تعبير عن ارادة جدية صادقة حقيقية، ولذلك لا يتصورن احد في هذا العالم انه يمكن شطب حركات المقاومة من خلال شطب قياداتها، هؤلاء مشتبهون. بل كانت التجربة تقول دائما في هذا المجال، عندما تتوفر حركة مقاومة صادقة ومخلصة وصابرة ومحتسبة وتُقتل قيادتها ينقلب السحر على الساحر ويشتد عودها ويتصلب وتقوى ارادتها ويتنزّل عليها النصر لان الله مع الصابرين والصادقين والمتوكلين، وهذا ما يغفل عنه الصهاينة. هم يغفلون عن هذه الصلة المعنوية القائمة بين هؤلاء المجاهدين الذين هم عباد الله ومع الله سبحانه وتعالى الذي يمدهم بالقوة والعزيمة والصبر والثبات والهداية ويسدد رؤيتهم ورميتهم. وبالتالي لا يجوز ان يقلق احد على ذهاب اي قائد مهما كان عظيما، ولا تقلقوا ايضا من التهديدات القادمة أو الاغتيالات القادمة إن حصلت. حركة المقاومة وبالمجمل مشروع المقاومة تجاوز مرحلة امكانية ان يشطب بشطب قيادته، وهذا من عناصر القوة الاساسية التي تتمتع بها المقاومة حاليا. هذا ما حصل مع "حزب الله" عندما قتلوا امينه العام القائد الشهيد عباس الموسوي. هذا ما حصل مع "حركة الجهاد الاسلامي" في فلسطين عندما قتلوا امينها العام الاخ القائد الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي. هذا ما حصل مع "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" عندما قتلوا امينها العام القائد الشهيد ابو علي مصطفى، وهذا هو الذي يحصل اليوم مع حماس، وما مسارعة حركات المقاومة الى ترتيب اوضاعها التنظيمية والقيادية بهذه السرعة المذهلة الا رسالة للعدو على انكم مشتبهون من خلال اهدافكم في القتل.
التجربة قالت لنا ايضا وهذا ما نشاهده اليوم في "حماس" انهم عندما يقتلون القائد الرمز من جملة اهدافهم ان يمزقوا هذه الحركة فتتماسك وتتوحد وتتحاب, واذا كان من كدر في بعض نفوس قيادييها واصحابها يغسله دم العزيز الذي سفك ظلما، هكذا تجري الامور. ولذلك نحن مطمئنون على حركات المقاومة ومطمئنون هنا على حركة حماس ، على وحدتها وتمسكها بنهج مؤسسها وتواصلها، وأنا قرأت بعض السخفاء الذين تحدثوا عن تنافس قيادي هنا وهناك، واسأل على ماذا يتنافس القياديون في "حماس" و"الجهاد" او في "حزب الله" او في اي فصيل مقاومة آخر. وما هو الذي ينتظرهم عندما يصبح احدهم رقم واحد او رقم اثنين او اكثر في تنظيمه او في فصيله، هل ينتظره الا القتل؟ هذا لا مكان له وهذه من نقاط القوة الاساسية.
النقطة الثالثة، نحن نواجه او سنواجه وبدأنا نواجه حملة تهويل واسعة في فلسطين بشكل اساسي وحركات وقيادات المقاومة في لبنان، في سوريا، في المنطقة، بدأنا نواجه حملة تهويل واسعة جدا، وللاسف انخرط بها بعض الاعلام العربي وبعض الشخصيات العربية.
الصهاينة كل يوم يضعون لائحة اسماء ويقولون سنقتل فلان وفلان، إقتلوه، من يمنعكم؟ يعني، هل استطعتم ان تقتلوه وما قدرتم عليه حتى الان؟ كل يوم يستخرجون لوائح أو تسرب لوائح للاغتيال، فنسمع كلاما عن تدمير بيروت – انه يمكن لاسرائيل ان تقوم بتدمير بيروت، من يخدم هذا الكلام؟ - ونسمع كلاما عن تدمير غزة. اذا كنتم تتحدثون عن مظلومية بيروت وعن مظلومية غزة او نسمع كلاما عن قصف سوريا، اذا كنتم تتحدثون عن مظلومية سوريا جيد، ولكن اتصور ان هذا انخراط في الحرب النفسية التي تشن اليوم على اعلى صعيد ضد بقية المواقع الصامدة والمقاومة في امتن. لكن أنا أقول لكم أن هذه ليست اكثر من حرب نفسية، فلنكن مطمئنين. اذا ارادوا ان يقتلوا مثلا الدكتور عبد العزيز الرنتيسي وقد حاولوا في السابق، او الاخ خالد وقد حاولوا في السابق، او حاولوا قتل اي اخ في "الجهاد" في شهداء الأقصى او بقية الفصائل، فهم قتلوا ويحاولون ان يقتلوا. في لبنان نفس الشيء، هذا موضوع ليس بجديد حتى نقول جد جديد عند العدو. هذا موضوع قديم يعملون له منذ سنوات طويلة ولم يتمكنوا. لا يجوز ان نتأثر بهذه الحرب النفسية - طبعا نحن لسنا متأثرين - ولكن نقول هذا لاهلنا وشعوبنا وأمتنا، هذا امر اعتدنا عليه وسنواجهه.
في موضوع الاغتيالات أحب أن أقول شيئا. سمعت او قرأت اليوم أو بالأمس أن بعض الاسرائيليين يقولون ان "اسرائيل" ستستمر في العمل، فعندما يتكلمون عن لبنان يقولون ليس شرطا ان نرسل طائرات تقصف في لبنان مثلما قتلنا الشيخ احمد، انما هناك عبوات مجهولة ستنفجر بالسيارات كما حصل في الماضي وسيبقى الفاعل مجهولا، يعني هذه شطارة. نحن نقول لهم قد تنالون منا في بعض الاماكن وفي بعض المواقع على مستوى المقاومة في لبنان، فنحن وجود ممتد. ولكن اريد ان اؤكد هنا، واتمنى ان يحفظ هذا بين هلالين للذكرى في وقت قريب، اقول للاسرائيليين نعم نحن نعلم بان هناك اهدافا سوف تعملون عليها من خلال عبوات ناسفة. اتمنى ان يحفظ هذا بين هلالين للذكرى في وقت قريب، انا اقول للاسرائيليين نعم نحن نعلم بان هناك اهدافا سوف تعملون عليها من خلال عبوات ناسفة، وسترسلون جنودكم وليس عملائكم، لتنفيذ هذه العمليات، وانا اقول لهم في بعض هذه الاماكن بالتأكيد نحن بانتظارهم ونرجو الله ان يقعوا في ايدينا لنجدد ملحمة انصارية. وهنا ايضا سنحول التهديد الى فرصة، سنحول التهديد الى نصر، واذا امكن الله منهم ومن رقابهم احياء سوف يكون عونا جديدا لبقية احبائنا المنتظرين الصابرين المحتسبين في سجون الاحتلال. اذا الحديث عن الاغتيالات لا يخيفنا، بل بالعكس يجدد عندنا روح النشاط والهمة العالية والحضور والجهوزية باتجاه تحويل التهديد الى انتصار، وانا اقول الليلة للاسرائيليين نحن هنا في لبنان بانتظاركم، والحديث عن القتل والاغتيال لن يغير في المعادلة شيئا.
النقطة الرابعة، يجب التأكيد بإختصار هنا، ان المقاومة وحركات المقاومة هي صاحبة مشروع استراتيجي، وبالتالي من الطبيعي ان تكون هناك ردود فعل، ولكن ليست المقاومة ردود افعال، وانما هناك عمليات مستمرة وجهاد متواصل ومواجهة قائمة وطويلة لتحقيق هذه الاستراتيجية. اليوم من خلال هذا الفهم نستطيع ان نقول ان الدماء الزكية لشيخنا الشهيد واخوانه الشهداء يجب ان نساعدها ونمكنها من ان تؤدي دورها الكبير لتحقيق هذه الاستراتيجية وخصوصا على مستوى الامة. ما شاء الله على مستوى الشعب الفلسطيني، ما شاهدناه في الايام القليلة الماضية في شوارع المدن والمخيمات الامر واضح، يجب ان نحمل هذا الدم الى الامة ليستيقظ من بقي نائما، وينتبه الغافل، ويخلع الجبان ثوب الجبن، ويثق الخائف بالله القوي القهار. بهذا الدم، ان مئة الف خطاب من احمد ياسين في هذه المرحلة قد لا تتمكن من تحريك هذه الامة، ولكن لو اخذنا دمه الزكي المظلوم يمكن ان نوقظ به هذه الامة، يمكن ان نوقظ به هذه الشهادة المظلومة، من خصوصيات شهادة الشيخ احمد ياسين هذه المظلومية، هذا الطابع الانساني الخاص، الاخلاقي الخاص في هذا الشهادة. اليوم يجب ان نعمل على ان نحيي فينا وفي امتنا حس المسؤولية تجاه ما يجري في فلسطين مجددا بعد كل الترهل الذي اصاب الواقع خلال العام الماضي او العامين الماضيين، فقد تعب الناس، تعبت الشوارع العربية، تعب السياسيون، وتعبت الاقلام، ولكن لم يتعب الدم الفلسطيني من الجريان في الطرقات والمدارس والمخيمات والحقول والشوارع.
اليوم ايها الاخوة، في فلسطين يصمدون ويقاتلون، ومسؤوليتنا جميعا واضحة، ان ندعمهم، الاخوة قالوا هذا قبل قليل.
الانتفاضة تتعرض منذ مدة لتجفيف مصادر التمويل، اليوم لا يستطيع احد على جمع التبرعات في العالم. ليس لمقاومة ولا لـ" حماس"، اذا جمع احد التبرعات لتكفل يتيم يلاحق في الولايات المتحدة الاميركية، وفي الاتحاد الاوروبي ويزج به في السجن بعنوان انه يدعم الارهاب. تجفيف مصادر التمريل، الحصار الاعلامي، الضغط على وسائل الاعلام، حتى التهديد بإقفال بعضها، الحصار السياسي والتئييس السياسي، ما هي افق هذه المقاومة؟ الى اين ذاهبة؟ الى اين ستصل؟ التصفية والقتل اليومي، المطاردة في كل انحاء العالم. اليوم هؤلاء المقاومون وقيادات هذه الفصائل لا ملاذ آمن لها في اي مكان من العالم، حتى في سوريا او في لبنان، او اذا ذهبت الى بلد صديق هي بحاجة الى اجراءات دقيقة للحفاظ عليها. اذا هذه الانتفاضة تواجه. وما هو المطلوب من شعوبنا واضح.
قيل قبلي ولا اعيد، ما هو المطلوب من حكامنا والنظام العربي الرسمي ايضا واضح، فلا اعيد ولكن اقول، يجب ان يثير فينا هذا الدم الزكي المظلوم روح المسؤولية من جديد، والرد، رد الامة، على اغتيال الشيخ احمد ياسين يجب ان يكون اوسع عملية احتضان من جديد لانتفاضته ومقاومته وشعبه وقضيته، والا نكتفي بعبارات الاستنكار والادانة والمجاملة.
هنا ايها الاخوة، نحن امام استراتيجية واضحة، في فلسطين كيان مأزوم ونحن نتحدث عن افق واضح. يعني اليوم قد يقول لنا البعض انتم تخطبون وتحرضون وتثيرون الحماسة والعاطفة, اين هو مشروعكم وما هو الافق الذي تتطلعون اليه؟ نقول نعم مشروعنا واضح ولكن هناك من لا يريد ان يقبل من لا يريد ان يعقل من لا يريد ان يفهم من لا يريد ان يستوعب.
هذا الكيان يستفيد من كل نقاط الضعف في هذه الامة ومن كل فرص الضعف لتثبيت هيمنته وسيطرته وتفوقه علينا, ولا مكان وبصراحة للصلح مع هذا العدو ولا للسلام الخادع مع هذا العدو ولا للتعايش مع هذا العدو. هل يترك احدكم طفله او امرأته او اباه العجوز في زنزانة مع سبع ضار يمكن ان يلتهمه في اي لحظة؟ ثم ياتي ويقول نعم لقد اخذت العهود والمواثيق من هذا السبع الضاري , فماذا يقول الناس عن هذا؟ هل يقولون عنه عاقل ام يقولون عنه مجنون؟ بعض الناس يقولون ان العقلانية تقتضي ان تقبل بأسرائيل وان تتصالح وتتعايش معها, "اسرائيل" المسلحة من اقصى راسها الى اخمص قدميها بالسلاح المتطور وبالرؤوس النووية, ثم نترك لها مقدساتنا واعراضنا ودماءنا واطفالنا واجيالنا ونقول لقد وقعنا معها المعاهدات واخذنا منها المواثيق. الم يعط هؤلاء واباء واجداد هؤلاء العهود والموثيق لله, فماذا فعلوا بعهودهم ومواثيقهم؟ هذا هو العقل, العقل ان لا تترك عرضك وارضك واجيالك في مكان واحد مع ذئب مفترس, مع ضبع متوحش, مع سبع ضار, هذا هو العقل, واما الجنون فهو ان تفعل ذلك.
نحن ندعوا بعض مجانين هذه الامة الى العقلانية, نحن ندعو بعض "الخوت" في هذه الامة الى ان يستعيدوا شيئا من عقلهم ووعيهم, من عيونهم العمياء ليبصروا جيدا بالعيون وبالقلوب, هذا هو مشروع حركات المقاومة ولا نختبىء خلف اصبعنا.
مشروع حركات المقاومة في المنطقة هو ان تعود كل ارض وكل شبر وكل بيت وكل حقل وكل حبة رمل وكل قطرة ماء الى اصحابها الحقيقيين والشرعيين في لبنان, في فلسطين, في سوريا, بلا اي لبس. انا لا اتحدث عن الاداء وعن الضوابط وعن التكتيكات وتوزيع الادوار وتكاملها بل اتحدث عن مشروع, عن الاستراتيجية الواضحة التي كان يحملها شيخنا الشهيد وتحمَّل من اجلها كل تلك العذابات وقضى في سبيلها مظلوما شهيدا على باب بيت الله "سبحانه وتعالى" في غزة.
من اجل هذا المشروع أيضا، في الممارسة والواقع نتحدث عن افق مفتوح، فأفق التسوية مسدود، افق المتصالحين المنهزمين المتهالكين على ابواب بوش وشارون افق مسدود. اما افق المقاومة فمفتوح. "اسرائيل" انهزمت من لبنان وكلنا نعرف لماذا خرجت من لبنان، فبعض الحمقى يكتبون: خرجت "اسرائيل" من لبنان تطبيقا للقرار 425، فأين تطبيق القرار 425؟ عجيب ان هناك لبناني لا يزال يتكلم بهذه الطريقة، وهو يعرف والاخرون يعرفون انه ولا يوم اعترفت "اسرائيل" بالقرار 425، وكانت تسخر منه وليس فقط لم تعترف به.
واليوم تريد ان تخرج من غزة فعندما خرجت من لبنان كان شعارا انتخابيا، واليوم الخروج من غزة شعار انتخابي لتعويم شعبية شارون، وعندما اعترض بعض وزارئه قال "غيروا الحكومة" نجري استفتاء، نجري انتخابات, لماذا؟ لان شارون يعرف المزاج والمناخ العام لشعبه الاستيطاني في فلسطين المحتلة، وان الاكثرية الساحقة تؤيد هذا الانسحاب من طرف واحد من قطاع غزة، وهذا انتصار جديد للمقاومة، وهو افق مفتوح. فلا " كامب دايفيد " ولا "اوسلو" ولا كل العرب كانوا يستطيعون ان يخرجوا الصهاينة من غزة، ولكن دماء الاطفال والشهداء ودماء شيخ الشهداء احمد ياسين سيخرجهم من قطاع غزة، وهذا افق مفتوح. وغدا سيتكرر المشهد، ثقوا بربكم وشعبكم ومقاومتكم، سيتكرر في الضفة، وفي مزارع شبعا والجولان، وفي بقية فلسطين المحتلة. السير التاريخي، السنن التاريخية، القوانين التاريخية، الاسباب والمسببات,المنطق الحقيقية والوقائع كلها تؤشر بهذا الاتجاه.
نحن الذين نسير مع اتجاه الريح الصحيح, المتخاذلون في هذه الامة هم الذين يعاكسون التيار ويأملون بالعفو كما عفت المقاومة عن العملاء في ايار عام ألفين؛ يأملون بالتسامح, بقلب المقاومة الرحيم الذي شاهدوه في عيون ووجوه الكثير من المواقع وفي مقدمها هذا القلب العطوف للشيخ احمد ياسين. اذا نحن نتحدث عن افق واضح، وندعو للمواصلة في اطار هذه الافق الواضح.
واؤكد في كلمة اخيرة، واقول لاخواننا في فلسطين كل الشعب الفلسطيني, ولكن اخص بالذكر اخواننا في "حماس ": نحن معكم, في لبنان معكم, في مقاومتنا اللبنانية معكم, في حزب الله ومقاومته الاسلامية معكم , كونوا واثقين ان دمكم هو دمنا وان عرضكم هو عرضنا وان شيخكم هو شيخنا وان مصيرنا واحد وكرامتنا واحدة وهذا يعني ان معركتنا واحدة. نحزن لحزنكم , نفرح لفرحكم, وبكل وضوح حربكم حربنا, سلمكم سلمنا. واكرر لحماس ولقيادة حماس ما قلته في تشييع الاخ الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي وفي محضر الاخوة وفي محضر الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين الذي انتخب حينه الاخ العزيز الدكتور رمضان عبدالله, اعيد ما قلته في ذلك الموقف لان هذا هو الموقف الآن والوقت المناسب, اقول لقيادة حماس، لرئيس مكتبها السياسي الاخ المجاهد الاستاذ خالد مشعل، لقائدها في غزة الاخ الدكتور المجاهد عبد العزيز الرنتيسي ولكل قياداتها وكوادرها وابنائها ورجالها ونسائها وصغارها وكبارها ,اعتبروننا نحن في حزب الله من الان, من امينه العام الى كل قيادييه وكوادره ومجاهديه ورجاله ونسائه وصغاره وكباره اعضاء في حركة حماس تحت قيادتكم, جنودا في حركة حماس تحت قيادتكم، واعلموا باننا ان شاء الله اخوانكم واخواتكم في لبنان سوف نفي بهذا الالتزام وبهذا الانتماء وبهذا التوحد. اليوم المقاومون دم واحد, جسد واحد, روح واحدة, مشروع واحد , افق واحد , امل واحد , غاية واحدة ولن يتخلى احدهم عن الاخر ولو تخلى عنهم كل العالم.
واختم بالقول ولو بقيت اجزاء كبيرة من امتنا غافلة او متهاونة او متسامحة فان المقاومين والمجاهدين وحركات المقاومة وبقية الامة التي تناصرهم وتؤازرهم ستواصل طريقها نحو النصر وستصنع النصر للجميع وتهديه للجميع, وتفتح ابواب فلسطين لكل من يريد ان يحج الى بيت المقدس والى قبلة المسلمين الاولى.
ان تخلي البعض عن مسؤوليتهم لن يغير في سير المعركة شيئا , البعض يقول الآن الاميركيون قادمون الى المنطقة ففتشوا عن مكان لكم في القافلة الاميركية. ونحن نقول "اسرائيل" مدبرة واميركا مدبرة والمشروع الحقيقي للمقاومة هو المقبل, فابحثو لكم عن موقع او مقعد في هذه الحركة التاريخية الانسانية الشريفة التي كتب لها ان تنتصر.
في ايام عاشوراء حدثتكم طويلا عن فتح بالغلبة وفتح بالشهادة, ان دماء الشيخ الشهيد احمد ياسين واخوانه هي لن تصنع فتحا, هي الآن فتح بالشهادة من خلال دلالالتها وآثارها وتداعياتها. ان شاء الله سنكون جميعا اوفياء لهذا الدم الذكي، سوف يتواصل هذا الجهاد الدامي ولن يكون في مستقبل ايامنا الا النصر, يصنعه المجاهدون بقبضاتهم والشهداء بدمائهم وكما كان في حياته رمزا للمقاومين والشهداء يبقى الشيخ احمد ياسين رمزا للمقاومين والشهداء حتى النصر وبعد النصر والى قيام الساعة.
اعزي من جديد عائلته وأخواته ورفاقه وابناءه وكل شعبه وكل امتنا بفقد هذا العزيز وابارك لهم بهذه الشهادة المباركة والعظيمة, بهذا المقام الالهي الرفيع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ناقشوني وقوموني فلربما كنت أنا على خطأ
-
ليس غريباً أن يقف سماحة السيد المجاهد حسن نصر الله الى جانب حركة حماس و يدعمها بهذا الشكل و يجب علينا كعراقيين أن نشكره على ما بذله من أجل حماس أولاً لأن حركة حماس المجاهدة البطلة وقفت مع الشعب العراقي و أدت الواجب الواقع على عاتقها ففي الوقت الذي لم يستطيع الشعب العراقي من أقامت مجالس الفاتحة على روح سيدا شباب أهل الجنة الشهيدين عدي و قصي أبناء بطل الأمة أسير الأسلام و القدس صدام حسين هبت حركة حماس المجاهدة بقيادة زعيمها الروحي الى تلبية نداء الأسلام و العروبة و أقامت المجالس في غزة ثلاثة أيام و نشكره ثانيةً على وقفته المشرفة الى جانب المقاومة الباسلة المجاهدة المناضلة لأخواننا البعثيين و الوهابيين حفظهم الله في الرمادي و تكريت و الموصل و تأيده إياهم في أغلب خطابته و في قناته المنار حفظها الله و التي تهتم كثيراً للشعب العراقي و تفكر بنا ليل نهار و تدعوا المحللين من أمثال عبد الصدام عطوان و مصطفى بكري و ذلك من أجل أجاد حلول لمشاكل الشعب العراقي !!
فشكراً لك يا سماحة السيد المجاهد و بارك الله فيك!!
و لنذهب نحن الى الجحيم فداء لسورية و أيران و حزب الله
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |