وضعوا فوق فمي كلب حراسة ،
وبنوا للكبرياء في دمي سوق نخاسة ،
وعلى صحوة عقلي أمروا التخدير أن يسكب كأسة ،
ثم لما صحت: "قد أغرقني فيض النجاسة " ،
قيل لي : " لا تتدخل في السياسة " ؛
تدرج الدبابة الكسلى على رأسي إلى باب الرئاسة ،
وبتوقيعي بأوطان الجواري ،
يعقد البائع والشاري مواثيق النخاسة ،
وعلى أوتار جوعي ، يعزف الشبعان ألحان الحماسة ،
بدمي ترسم لوحات شقائي ،
فأنا الفن وأهل الفن ساسة ،
فلماذا أنا عبد، والسياسيون أصحاب قداسة ؟
قيل لي : " لا تتدخل في السياسة " ؛
شيدوا المبنى وقالوا أبعدوا عنه أساسة ،
أيها السادة عفوا، كيف لا يهتز جسم عندما يفقد رأسه ؟

احمد مطر


عرس بنات آوى

أ مظفر النواب
ماذا سوف تفعل يا رفيقَ المر ؟
عرس بنات آوى .. أنت تعرفه قديما :
نحن نجلس في المساء الرطب تحت سقيفة القصب ،
والوسائد والحشايا من نديف الصوف
والشاي الذي ما ذقتُ طعما ، مثله ، من بعد
والناس ...
والظلامُ يجيءُ ، مثل كلامنا ، متمهلا
والنخل أزرق
والدخان من المواقد كالشميم
كان هذا الكون يبدأ..
.....
.....
.....
فجأةً ، تتناثرُ الضحكاتُ بين النخلِ والحلفاء ،
عرسُ بناتِ آوى !
...
أ مظفرُ النواب
ليسَ اليوم كالأمس (الحقيقةُ مثلَ حلم الطفل )
نحن اليوم ندخل فندقا للعرس
( عرس بنات آوى )
أنتَ تقرأ في صحائفهم ، قوائمهم
فتقرأ:
يمرون بالدهناء خفافا عيابهم *** ويخرجن من دارين ُبجر الحقائب على حينِ ألهى الناس جلُّ أمورهم *** فندلا رزيق المال ندل الثعالب
.....
أ مظفر النواب
دعنا نتفق ..
أنا سوف أذهبُ نائبا عنك
( الشآم بعيدة )
والفندق السري أبعد..
سوف أبصقُ في وجوهِ بنات آوى
سوف أبصقُ في صحائفهم
وأبصق في قوائمهم
وأعلنُ أننا أهلُ العراقِ
ودوحةُ النسبِ
وأعلنُ أننا الأعلونَ تحتَ سقيفةِ القصبِ ..

سعدي يوسف
لندن : 11/12/2002