النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    207

    نسب السادة ال صدر وتاريخ الاجداد .

    نسب السادة ال صدر وتاريخ الاجداد .
    بقلم |مجاهد منعثر منشد
    السادة ال صدر من نسل علوي حسيني ، وحسب نبيل، وجذور طاهرة . هذه الجذور اخرجت من صلبها الطاهر علماء اعلام سطروا .اروع الامجاد في العلم والدفاع عن بيضة الاسلام .وكما هم علماء مجتهدين وفلاسفة كذلك مجاهدين والتسمية نسبة إلى جدهم الاقدم السيّد صدر الدين. .
    وأن لقب السادة آل صدر الدين قد تحوّر في غضون الثلث الاول من القرن العشرين من آل صدر الدين إلى آل الصدر ..
    وهذه الأسرة العريقة قد اتّخذت ألقاباً مختلفة باختلاف العصور طيلة ما يزيد على قرنين، فكانوا يلقّبون تارةً بـ(آل أبي سبحة)، وأخرى بـ(آل حسين القطعي)، وثالثة بـ(آل عبد الله)، ورابعة بـ(آل أبي الحسن)، وخامسة بـ(آل شرف الدين) وأخيراً بـ(آل الصدر).
    التسلسل النسبي ::ـ
    السيد محمد صدر الدين بن السيد صالح شرف الدين بن السيد محمد بن السيد ابراهيم شرف الدين بن السيد زين العابدين ابراهيم بن السيد نور الدين علي بن السيد علي نور الدين بن السيد الحسين عز الدين بن السيد محمد بن السيد الحسين بن السيد علي بن لسيد محمد بن السيد عباس تاج الدين أبي الحسن بن السيد محمد شمس الدين بن السيد عبد الله جلال الدين بن السيد احمد بن السيد حمزة أبي الفوارس بن السيد سعد الله أبي محمّد بن السيد حمزة «القصير» أبي أحمد بن السيد محمد أبي السعادات بن السيد عبد الله أبي محمّد بن السيد محمد الحارث أبي الحرث بن السيد علي «ابن الديلميّة» أبي الحسن بن السيد عبد الله أبي طاهر بن السيد محمد «المحدّث» أبي الحسن بن السيد طاهر أبي الطيّب بن السيد الحسين «القطعي» بن السيد موسى «أبي سبحة» بن السيد ابراهيم المرتضى الأصغر بن الامام موسى الكاظم بن الامام جعفر الصادق بن الامام محمد الباقر بن الامام علي زين العابدين بن الامام السبط ابي عبدالله الحسين الشهيد بن الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليهم الصلاة والسلام)1.
    جد السادة ال صدر هو الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) من ابنه السيد ابراهيم الاصغر حيث كان الامام له اولاد باسم ابراهيم اثنان الاول هو ابراهيم الاكبر. ويذهب المؤرخين والعلماء في بحوث وتحقيقات بأن السيد ابراهيم الاكبر لم يعفب ذرية وهو أحد أئمّة الزيديّة في اليمن 2. ومدفون في مقابر قريش ببغداد 3. والثاني هو السيد ابراهيم الاصغر الملقب بالمجاب والمرتضى فهو الرابع من وُلد موسى الكاظم : إبراهيم المرتضى ، وهو الأصغر ، ظهر باليمن في أيّام أبي السرايا 4. وهو لام ولد ويلقب بالمرتضى وهو الاصغر ظهر باليمن أيام أبي السرايا، وكانت أمه نوبية اسمها تحية5.
    وقال الشيخ المفيد في الإرشاد: إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام، وكان شجاعاً كريماً، وتقلّد الإمرة على اليمن في أيّام المأمون من قِبل محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام، الذي بايعه أبو السَّرايا بالكوفة، ومضى إليها ففتحها وأقام بها مدّة، إلى أن كان من أم أبي السرايا ما كان، فأُخذ له الأمان من المأمون 6.وعدّه الشيخ الطوسي ضمن أصحاب الإمام الرضا (عليه السلام) 7. ونقل الشيخ القطيفي البحراني شعراً في مدحه عن (التحفة):
    ثمّ ابن موسى الكاظم الشريف ... شيخٌ كريمٌ كاملٌ معروف 8.
    و روى الشيخ الصدوق في ( عيون أخبار الرضا عليه السّلام ) بإسناده عن بكر بن صالح، قال: قلتُ لإبراهيم بن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السّلام: ما قولُك في أبيك ؟
    قال: هو حيّ. قلتُ: فما قولك في أخيك أبي الحسن ؟
    قال: هو ثقة صدوق. قلتُ: فإنّه يقول إنّ أباك قد مضى.
    قال: هو أعلم بما يقول. فأعَدتُ عليه فأعاد عليّ. قلتُ: فأوصى أبوك ؟ قال: نعم. قلت: إلى مَن أوصى ؟ قال: إلى خمسةٍ منّا، وجعل عليّاً المتقدّمَ علينا9.
    وكتب عن قبره الشيخ محمد حرز الدين :ـ ابراهيم الاصغر الملقب بالمرتضى ,ويعرف ايضا بالمجاب ,ابن الامام موسى بن جعفر وذكر ان امه اسمها تحية, توفي ببغداد في الجانب الشرقي .ونقل جثمانه الى الحائر الحسيني بكربلاء مرقده في الحائر الحسيني في كربلاء المقدسة خلف قبر جده الامام الحسين (عليه السلام) في زاوية الرواق بالجهة الشمالية الشرقية الغربية .ووصفه بعض النسابين كان سيدا اميرا جليلا نبيلا عالما فاضلا روى حديث عن ابائه (عليهم السلام ).وروى ان الامام موسى بن جعفر (ع) اباه اخبر به قبل ولادته حيث قال :ـ ان هذه مؤنسة التوبية ستلد لي غلاما لايكون في ولدي اسخى منه ولااشجع ولااعبد ثم قالوا :ـ فما يكون اسمه حتى نعرفه ,فقال (ع) :ـ اسمه ابراهيم .واليه ينتهي نسب الكثير من السادة الموسوية .وعده النسابون من المكثرين في العقب .وفي عمدة الطالب ـ واعفب ابراهيم المرتضى من رجلين موسى ابو سبحة وجعفر 10. ويؤيّده ما ذكره صاحب ( عمدة الطالب )، فقد قال بعد أن ذكر إبراهيم وذكر عقبه: وهؤلاء كلّهم في الحائر 11. ويذكر السيد بحر العلوم اشتراكه في الثورة على العبّاسيين :ـ لمّا ثار أبو السَّرايا: السَّري بن منصور الشيباني في الكوفة سنة 199 هـ واحتلّها وقُوِي أمره، أسند إلى إبراهيم بن موسى الولايةَ على اليمن، فسار إبراهيم إليها فأذعن له أهلها بعد وقعة يسيرة بينهم 12. وخاف المأمون العبّاسي منه فخادعه باستخلافه على اليمن، ثمّ إنّ الإمام الرضا عليه السّلام تشفّع فيه لدى المأمون بعد انكسار أبي السرايا، فشفّعه فيه وأطلق سراحه، ثمّ دسّ له السمّ فمات 13.
    وسنة (202هـ) حجّ إبراهيم بالناس ودعا لأخيه الإمام علي بن موسى الرضا(ع) بعد المأمون بولاية العهد14.
    وكانت وفاته في زمن خلافة المنتصر بالله (محمّد العبّاس) الذي نادى بالعفو العام عن زوّار الحسين. وقد بقي القبر ظاهراً حتّى خراب العمارة السابقة التي تمّ بناؤها سنة (814 هـ) إلى سنة (1216 هـ) وهي السنة التي شنّ فيها الوهّابيّون الغارة على كربلاء. وقد جدّدت العمارة ومحي القبر المذكور بأمر المسؤول العثماني يومذاك. ولم يبقَ ظاهراً إلاّ قبر إبراهيم المجاب بن محمّد العابد في الزاوية الشماليّة الغربيّة من رواق مرقد سيّد الشهداء الحسين بن علي (ع)15.
    واعقب السيد ابراهيم الاصغر المجاب المرتضى السيد موسى ابو سبحة16. ويقال له: موسى الثاني .ا يكنّى أبا الحسن 17. وقيل: أبا عبد الله 18. كان كثير الذكر من الزهاد العباد و كان صالحاً متعبّداً ورعاً فاضلاً..ويسنخدم السبحة في الذكر فقيل له: أبو سبحة . لكثرة تسبيحه19.وهو من رواة الحديث المعتبرين الثقات روى له ابن الطقطقي الحسني كتاباً فيه سلسلة الذهب يروي عنه المؤالف والمخالف.
    كان يقول: أخبرني أبي إبراهيم، قال: حدّثني أبي موسى الكاظم، قال: حدّثني الإمام الصادق جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي محمّد بن علي الباقر، قال: حدّثني أبي علي بن الحسين، قال: حدّثني أبي الإمام شهيد كربلاء، قال: حدّثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(، قال: حدّثني رسول الله-، قال: حدّثني جبرئيل عن الله تعالى أنّه قال: «لا إله إلاّ الله حصني، فمن قالها دخل حصني، ومن دخل حصني أمن من عذابي 20.
    وقدم الى بغداد مع أبيه فاستوطنها حتّى توفّي سنة (210 هـ) أو (220 هـ)، ودفن في مقابر قريش قرب قبر جدّه الإمام الكاظم، وقبره اليوم غير ظاهر21. واعقب السيد موسى ابا سبحة اولاد منهم السيد حسين القطعي ورد اسمه في اكثر من مصدر 22. .وذكر في تحفة الطالب ان السيد الحسين القطعي كان من ولده طاهر23.
    وكان الحسين القطعي يحفظ القرآن، وقد رشّح للخلافة ببغداد سنة (334 هـ) 24. واعقب السيد حسين القطعي اولاد منهم السيد الطاهر وله وصية 25. وهي مشهوره ومعروفه لاحد اولاده .وهي من ارقى الوصايا لايسعنى المجال لذكرها .ولكن نذكر راي بعض المؤرخين فيها :ـ
    ابن الأثير ممتدحاً هذه الوصية "جمع فيه كل ما يحتاج إليه الأمراء من الآداب والسياسة وغير ذلك، وقد أثبت منه أحسنه لما فيه من الآداب والحث على مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم، لأنه لا يستغني عنه أحد من ملك وسوقة 26.
    وقال ابن خلدون في مقدمته في الثناء على كتاب طاهر بعد أن ذكر بتمامه "هذا أحسن ما وقفت عليه في هذه السياسة والله يلهم من يشاء من عباده 27.
    وقال ابن كثير حين ذكر ولاية عبد الله بن طاهر: "وقد كتب إليه أبوه من خراسان بكتاب فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واتباع الكتاب والسنة.... وقد تداوله الناس بينهم واستحسنوه وتهادوه فيما بينهم28.
    جدهم السيد صالح .
    السيّد صالح بن السيّد محمد الكبير بن السيّد إبراهيم شرف الدين بن السيّد زين العابدين بن السيّد نور الدين العاملي الجُبعي .
    ولد سنة 1122هـ في قرية شحور قضاء صور- جنوب لبنان . وتوفي سنة 1217هـ ودفن في النجف الاشرف .كان السيدعالماً جليلاً، محترماً، عالماً بالفقه والأصول. الذي كان يُعرف بالسيّد صالح الكبير العاملي المكي من كبار العلماء في عصره. انتهت إليه رئاسة الإمامية في البلاد الشامية.
    وكان كثير الاطلاع غزير الحفظ واسع الرواية، وله في الطب والرياضيات يد قارعة وقدح معلّى.
    واعقب ثلاثة اولاد هم :ـ
    1. السيد الشهيد هبة الدين .
    2. السيد صدر الدين محمد .ولادته 1193 .ووفاته 1264ﻫ.موضع البحث ..
    3. السيد محمد علي. ولد سنة 1195 .وتوفي سنة 1241هـ ودفن في النجف الاشرف.
    تعرض السيد صالح شرف الدين لاضطهاد أحمد الجزّار في إطار حملة الجزار الشاملة باضطهاد العلماء المسلمين الشيعة في جبل عامل .
    فأقدم جنود الجزار على قتل ابنه الاكبر السيد هبة الدين و كان في الحادية و العشرين من عمره أمام بيت والده في قرية شحور و بحضوره ثم اعتقلوا السيد صالح و بقي تسعة أشهر في معتقله في عكا إلى أن تمكن من الفرار إلى العراق حيث أقام في النجف الأشرف.
    تبع السيد صالح إلى النجف الاشرف أخوه السيد محمد الذي ألحق به زوجته و ولديه السيد صدر الدين و السيد محمد علي. صار السيد صدر الدين ابن السيد صالح من جهابذة علماء الدين و تزوج ابنة المجتهد الاكبر الشيخ كاشف الغطاء29.
    السيد صدر الدين محمد ابن السيد صالح .
    المولود في الحادي والعشرين من ذي القعدة 1193ﻫ في قرية (معركة) من قرى جبل عامل لبنان30.
    والمتوفى في الأوّل من صفر 1264ﻫ بمدينة النجف الأشرف، ودُفن في الصحن العلوي للإمام علي(عليه السلام ). . والدته: بنت الشيخ علي بن الشيخ محيي الدين من أسباط الشهيد الثاني.
    وفي العراق |النجف الأشرف وعمره ست سنوات نشأ و نما علميّا. ثم هاجر إلى الكاظميّة، وبلغ درجة الإجتهاد وهو في السابعة عشر من عمره. وكان مرشحاً لتبؤّ المرجعية العامة لولا إنتقاله إلى أصفهان. ثم عاد إلى النجف الأشرف، و توفي و دفن في النجف الأشرف.
    كانت رحلته مع اهله من لبنان إلى العراق سنة1197ه، بدأ نبوغه وهو طفل حيث كتب حاشية على شرح قطر الندى في النحو وهو ابن سبع سنين. وله رسالة في حُجّية الظن يُعلم منها أنه كان من اهل العلم بمشكلات مسائل الاصول في سن الاثني عشر، ثم اصبح فيما بعد من كبار فقهاء عصره، وشاعراً مُجيداً، وأديباً متميزاً، وكان من الدعاة الاشداء في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، من ازهد اهل زمانه، وله مصنفات كثيرة، منها ( تكملة الآمل )، وله ترجمة في ( روضات الجنات ) و ( أعيان الشيعة ) و ( معارف الرجال ) وغيرها.
    ومن اشعاره :،
    ظلم عظيم غليظ مظلم ظهرت .. منه شـواظ لظـى في العظم والظفر
    أيقظت كاظـم غيظ غير منتظر .. ألفاظ وعظ ولا ظام إلى ظفر
    فظلت حافظ حظّي ما ظننت ولا .. حظرت بالظعن ظل الظهر عن نظري
    يقول السيّد حسن الصدر:
    سمعت من شيخ الأدب الشيخ جابر الشاعر الكاظمي مخمّس الهائية الأزرية: أنّ السيّد صدر الدين كان أشعر من السيّد الشريف الرضي الذي هو أشعر شعراء قريش31..
    وقيل في كتاب مباحث الأُصول 32.
    من أساتذته
    الشيخ محمّد باقر الأصفهاني، المعروف بالوحيد البهبهاني، السيّد محمّد مهدي بحر العلوم، والده، السيّد صالح الموسوي العاملي، الشيخ سليمان معتوق العاملي.
    من تلامذته
    الشيخ مرتضى الأنصاري، الشيخ محمّد بن حسن المازندراني، المعروف بشريف العلماء، السيّد محمّد حسن الشيرازي، المعروف الشيرازي الكبير، السيّد محمّد هاشم الموسوي الخونساري، السيّد محمّد باقر الخونساري.
    من أقوال العلماء فيه
    1ـ قال الشيخ محمّد حسن النجفي، المعروف بالشيخ الجواهري(قدس سره): «السيّد جالَس جميع العلماء وبحث معهم، ووقف على أذواقهم ومسالكهم، هذا والله العجب العُجاب، ونحن نعدّ أنفسنا من الفقهاء، هذا الفقيه المتبحّر».
    2ـ قال الشيخ عباس القمّي(قدس سره) في الكنى والألقاب: «الحبر النبيل والعالم الجليل، الماهر في الفقه والأُصول والحديث والأدب والرجال».
    3ـ قال السيّد حسن الصدر(قدس سره) في تكملة أمل الآمال: «كان عالماً ربّانياً، لا تأخذه في الله لومة لائم، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويُقيم الحدود والأحكام، وكان من أزهد أهل زمانه، لم يحظ من الدنيا بنائل».
    من مؤلّفاته
    شرح الوافية، شرح مقبولة عمر بن حنظلة، شرح منظومة الرضا (ع) أسرة العترة، المستطرفات في فروع لم يتعرّض لها الفقهاء، التعليقة على رجال أبي علي، رسالة في مسائل ذي الرئاستين، رسالة في حجّية الظنّ، القسطاس المستقيم، قوت لا يموت، قرّة العين.
    و كانت للسيد (فدس سرة ) كلمات و مقاطع خاصّة لدى مناجاته للّه تعالى منها قوله33: رضاك رضاك لا جنات عدن......و هل عدن تطيب بلا رضاكا"
    تزوّج السيّد صدر الدين ـ قدس سرة ـ من كريمة الشيخ الأكبر صاحب كشف الغطاء، و ولدا ابنا اسمه السيد محمد علي المعروف ب (آقا مجتهد) و كان من أكابر عصره و نوادره. 44. واعقب السيد صدر الدين محمد خمسة علماء دين أصغرهم السيد اسماعيل الصدر .
    السيّد إسماعيل ابن السيّد صدر الدين محمّد ابن السيّد صالح الموسوي العاملي .
    ولد عام 1258ﻫ بمدينة إصفهان في إيران .و تُوفّي في الثاني عشر من جمادى الأُولى 1338ﻫ بمدينة الكاظمية المقدّسة، ودُفن بجوار مرقد الإمامين الجوادين(عليهما السلام) في الكاظمية المقدّسة 35.
    وفال الشيخ مرتضى آل ياسين (قدس سره) في تاريخ وفاته::
    لئن يك أخفى الله شخصك في الثرى.... فهيهات ما أخفى فضائلك القبر
    لقد كنت سر الله بين عباده.... ومن سنن العادات أن يكتم السر
    فطوبى لقبر أنت فيه مغيب...فقد غاب في أطباق تربته البدر
    ولست بمستسق له القطر بعد ما...غدا بثراه اليوم ينتجع البدر
    تخيرت صدر الخلد مثوى فأرخوا..من الخلد إسماعيل طاب له الصدر36.
    بعد وفاة والده عام (1264 هـ) تربّي في كنف أخيه السيد محمّد علي المعروف بـ(آقا مجتهد) وكان معروفاً بالذكاء الخارق حتى عدّ في أوائل بلوغه سنّ التكليف من العلماء الفضلاء.
    أصبح من خواص تلاميذ المجدّد الشيرازي ، وبعد هجرة المجدّد الشيرازي إلى سامراء بقي السيد الصدر يمارس نشاطه العلمي في النجف الأشرف . سافر في النصف من شعبان من سنة (1309 هـ) إلى كربلاء لزيارة الإمام الحسين عليه السّلام ، وهناك وصلته رسالة من أستاذه الشيرازي يطالبه فيها بالسفر إلى سامراء فلبى دعوة أستاذه، وذهب إلى سامراء ، وكان عازما على الرجوع إلى دار هجرته النجف الأشرف ، لكنّه حينما وصل إلى سامراء ألزمه استاذه بالإقامة فيها . وكان السبب في ذلك أنّ السيد المجدّد الشيرازي كان قد ترك التدريس في سنة (1300 هـ) تقريباً: لكثرة الأشغال والمراجعين ، فأناط مسؤولية التدريس بالسيد إسماعيل الصدر ، وذلك في عام (1309 هـ) فأصبح محورا للتدريس في الحوزة في سامراء . كان قدس سره يتتلمّذ على يد السيد المجدّد الشيرازي الذي هو تلميذ لأبيه السيد صدر الدين ، ولاخيه السيد محمد علي المعروف بـ(آقا مجتهد) ، ولكنّه لم يعرّف نفسه للسيد المجدّد ، والسيد لم يكن يعلم أنّه ابن استاذه ؛ ذلك لأنّه حينما هاجر من اصفهان إلى النجف الأشرف عزم على أن لا يعرّف نفسه لأحد ، حتى لأولاد عمه واسرته في بغداد والكاظميّة : زهداً بالمكانة الاجتماعيّة والمقامات التي تترتّب على ذلك ، وليكون أكثر قدرة على تربية روحه وتهذيب نفسه ، إلى أن صادف أنّه تشرّف بحج بيت اللّه الحرام ، وبعد عودته إلى النجف الأشرف أخبر السيد الشيرازي بعض تلاميذه ممّن كان يعرف السيد الصدر بأنّه قد قدم من الحج السيد إسماعيل الصدر بن السيد صدر الدين ، فعزم السيد الشيرازي قدّس سرّه على زيارة ابن استاذه وهو لا يعلم أنّه تلميذه المحبوب والمقرّب منه ، فحينما زاره في بيته فوجئ بأنّ هذا هو ذاك التلميذ الذي كان موضع إعجاب استاذه ، فوقف متعجّبا قائلاً : أنت السيد إسماعيل الصدر بن السيد صدر الدين؟
    فقال : بلى ، فيزداد الاستاذ اعجاباً بهذا التلميذ وبمكارم أخلاقه..ولما توفي استاذه السيّد محمّد حسن الشيرازي في سنة 1312، رجع الناس إليه بالتقليد، وصار المرجع العام. وفي عام 1334ﻫ سافر إلى الكاظمية المقدّسة واستقرّ بها إلى آخر حياته.
    أساتذته:
    1 - السيد محمد علي المعروف بـ(آقا مجتهد) .
    2 - الشيخ محمد باقر الاصفهاني
    3 - الفقيه الشيخ راضي النجفي.
    4 - الشيخ الفقيه الشيخ مهدي بن الشيخ علي بن الشيخ جعفر كاشف الغطاء.
    5 - الاستاذ الاكبر المجدد السيد الشيرازي.
    ومن تلاميذه
    1 - آية الله الحاج السيد أبو القاسم الدهكوري الاصفهاني ، تتلمذ على يد السيد الصدر في سامراء ، ثم هاجر إلى اصفهان ، وأصبح مرجعا عاما من مراجع المسلمين.
    2 - حجة الإسلام الحاج السيد حسين الفشاركي الاصفهاني.
    3 - آية الله الشيخ عبد الحسين آل ياسين الكاظمي ، وبعد وفاة أستاذه أصبح أحد المراجع الكبار في الكاظميّة.
    4 - حجة الإسلام والمسلمين الميرزا علي آقا الشيرازي ، ابن المجدد الشيرازي.
    5 – الامام المرجع السيد علي الحسيني السيستاني ، تتلمذ على يده في سامراء وكربلاء وهاجر إلى مشهد الرضا عليه السلام وأصبح أحد المراجع العظام في تلك الديار.والان زعيم الامة الاسلامية وقائد المجتهدين في النجف الاشرف .
    6 - آية الله العظمى الميرزا محمد حسن النائيني.
    7 - حجة الإسلام والمسلمين الميرزا محمد حسين الطبسي.
    8 - آية الله الشيخ محمد رضا آل ياسين.
    9 - أية الله المجاهد الإمام عبد الحسين شرف الدين.
    واعقب السيد اسماعيل الصدر اربعة اولاد علماء اعلام .وحسب التسلسل في الاعمار هم :ـ
    1.آية الله السيد محمد مهدي الصدر1296 ×ـ توفي 1358 هـ.واعقب السيّد محمّد صادق الذي اعقب الشهيد المقدس السيد محمد الصدر الثاني ,فخلف واعقب السيد الشهيد الثاني من الاولاد السادة كل من :ـ(الشهيد مؤمل والشهيد مصطفى والسيد مرتضى وسماحة القائد السيد مقتدى ).
    2. آية الله السيد صدر الدين الصدر. ولد سنة 1299 هـ في الكاظمية
    أرّخ وفاته السيّد محمد حسن آل الطالقاني:
    ومذ قضى ( فرد ) الزمان فأرّخوا... ألا مضى الدينُ وصدرُ الدينِ
    وقد خلف عالمين مجتهدين: أ.المغيب حامي الشريعة وفخر الشيعة السيّد موسى الصدرفاعقب من الاولاد (السيد صدر الدين والسيد حميد ) ، ومن اعقاب السيد صدر الدين بن اسماعيل الصدر اشقاء الامام موسى الصدر هما :ـالسيّد رضا الصدر والسيد علي الصدر .
    3. عماد الاعلام السيد محمد جواد الصدر1201هـ . ونوفي 1361 هـ كان عالماً فاضلاً، تقياً نقياً فطناً ذكياً، فاق الكهول والشيوخ وهو في إبّان شبابه، وكان فيلسوف عصره في التدقيق والتحقيق، وجودة الفكر والعلم بالفقه والاصول والتأريخ وايام السلاطين والمسالك والممالك، وكان له ذهن وقّاد وفهم عالٍ، وهو مع ذلك حسن البيان والمحاضرة، مع ادب وظرف وكان مرجعاً تقياً.
    4. آية الله السيد حيدر الصدر. ولد في سامراء 1309ـ وتوفي 1356 هـ . زوجته العابدة الزاهدة التقية النقية بنت المرحوم آية الله الشيخ عبد الحسين آل ياسين .وتوفي يوم 27 جمادى الآخرة سنة 1356 هـ، ودفن في مقبرة لآل الصدر.
    أرّخ وفاته السيّد محمّد صادق محمّد حسين الصدر قائلا :ـ
    قد كنتَ للدين الحنيف.. العالِمَ المتبحّرا
    ومثالَ فضل منظراً.. للباحثين ومُخْبِرا.
    جور الليالي أرّخوا.. غيّبَ عنّا حيدرا
    وقال عنه السيّد عبدالحسين شرف الدين: والحق أن السيّد حيدر قد بلغ من الفقه والاصول وما إليهما، على حداثة سنة، مبلغاً يستوجب ان يكون في الطليعة من شيوخ الإسلام ومراجعه العامة، ولعلّي لا اعرف ـ غير مبالغ ـ من يرجح عليه بشيء في ميزان من موازين الفقه الراجحة.
    واعقب ولدين عالمين وسيدة جليلة عالمة وهم :ـ
    1. آية الله السيّد إسماعيل الصدر ولد في الكاظمية المشرفة في شهر رمضان سنة 1340 هـ الذي اعقب العلامة الكيبر اية الله السيد حسين الصدر في الكاظمية .
    2. الفيلسوف المفكر الاسلامي الشهيد الشهيد الامام السيّد محمد باقر الصدر .و اعقب السيد محمد جعفر الصدر .
    3. الشهيدة العلوية الفاضلة بنت الهدى ولدت في الكاظمية سنة 1356 هـ التي كانت تقتدي بمسيرة السيدة زينب (عليها السلام) عندما وقفة مع اخيها الامام الحسين (عليه السلام).
    بعض الارتباط الاسري بين السادة ال صدر :ـ
    1. الفيلسوف المفكر الاسلامي الشهيد السيد محمد باقر الصدر والدته فهي السيدة العابدة الصالحة التقيّة الزاهدة بنت المرحوم آية اللَّه الشيخ عبد الحسين آل ياسين، و كان أبوها و إخوتها جميعا من الآيات العظام و من أكابر العلماء الأعلام: (راجع بحثنا بعنوان الشيخ محمد حسن ال ياسين بن محمد رضا ال ياسين بقلم مجاهد منعثر منشد المنشور على الشبكة العنكبوتية ) والسيد الصدر محمد باقر زوجته شقيقة حامي الشريعة الامام المغيب السيد موسى الصدر العلوية التقية العابدة بنت اية الله العظمى السيد صدر الدين بن السيد اسماعيل الصدر . ووالدة الامام موسى وشقسقته السيدة فاطمة عقيلة السيد الشهيد الاول أمهما هي السيدة صفية كريمة المرجع الديني للشيعة السيد حسين القمّي رضوان اللَّه عليهم أجمعين..
    2. الشهيد السيد محمد بن السيد محمد صادق الصدر بن السيد محمد مهدي بن السيد اسماعيل الصدر .
    والدته التقية العابدة بنت الشيخ محمد رضا ال ياسين .وهي شقيقة والدة الشهيد الاول السيد محمد باقر الصدر .والشهيد الثاني السيد محمد الصدر تزوج من بنت عمه السيد محمد جعفر الصدر ورزق بأربعة أولاد وتزوج ثلاثة منهم العلويات بنات وكريمات السيدمحمد باقر الصدر (قده)،وهم (الشهيد السيد مصطغى .والشهيد السيد مؤمل وسماحة القائد السيد مقتدى الصدر ).
    وللحديث بقية أن شاء الله تعالى قي الجزء الثاني عن السادة ال صدر واعلامهم العلماء .

    المصادر والهوامش
    1. انظر دئرة معارف الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر بالاعتماد على تكملة أمل الآمل: 224وأمل الآمل 1: 79وطبقات أعلام الشيعة 2: 668 ـ 669 وبغية الراغبين 1: 13وطبقات أعلام الشيعة 2: 669والمشجّر الوافي 3: 196 و تنقيح المقال 4: 414 و بغية الراغبين 1: 12 ـ 13 ؛ خاتمة مستدرك وسائل الشيعة 2: 111 ؛ تكملة أمل الآمل: 104، 106 ؛ طبقات أعلام الشيعة/ نقباء البشر في القرن الرابع عشر 2: 683 ؛ أعيان الشيعة 10: 17 ؛ مكارم الآثار در احوال رجال دوره قاجار (فارسي) 1: 7 ؛ الروض المعطار في تشجير تحف الأزهار: 277 وما بعد ؛ المشجّر الوافي 3: 151، 164، 193، 196، 202، 204، 205، 206، 208، 209، 210، 211..
    2. ( هذا راي أبو نصر البخاري). عقب إبراهيم بن الامام موسى الكاظم (عليه السلام) في عمدة الطالب في أنساب آل أبى طالب جمال الدين أحمد الحسيني المعروف بابن عنبة ص 202 | الطبعة الثانية 1960م..
    3. هامش الفوائد الرجالية ج 1ص428 للعلامة السيد بحر العلوم .
    4. عمدة الطالب : 201.
    5. المجـدي في أنساب الطالبيين | النسابة علي بن أبي الغنائم العمري| تحقيق الشيخ أحمد المهدوي الدامغاني| ص 124 .نشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي العامة تاريخ الطبع: 1409 هـ‍ ق ، الطبعة: الاولى ..وراجع العلويون في جمهرة أنساب العرب لإبن حزم الاندلسي موضوع ولد موسى بن جعفر .
    6. الارشاد ج2 ص 245ـ246.
    7. ل الطوسي: 352، رقم (5218).
    8. زاد المجتهدين في شرح بلغة المحدّثين 2: 116.
    9. عيون اخبار الرضا ج1ص39ـ 40وج4باب 5 ..
    10. الشيخ محمد حرز الدين كتاب مراقد المعارف ج1 ص 42 .
    11. العلامة السيد بحر العلوم في هامش الفوائد الرجالية ج 1ص426و ج 1ص426 و عمدة الطالب لابن عنبة ص 183.
    12. بالاعتماد على تاريخ الطبري حوادث سنة 200 هـــــ..
    13. هامش الفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم ج1ص413..
    14. تاريخ الطبري 7: 469
    15. المشجّر الوافي 3: 440 ـ 441 ؛ وما بين [] من: رجال السيّد بحر العلوم 1: 429، هامش المحقّق. وقد نصّ في المشجّر الوافي 3: 441، وفي تنقيح المقال 4: 416 على أنّ القبر الذي في الزاوية الشماليّة الغربيّة هو لإبراهيم المجاب ابن أخي إبراهيم المرتضى الأصغر
    16. هامش الفوائد الرجالية ج 1ص426 عمدة الطالب لابن عنبة ص 183 و عمدة الطالب : 203 وورد ذكره في المصادر المتقدمة . وذكر في مؤسسة الامام محمد باقر الصدر عنه :ـ من كتاب: محمّد باقر الصدر.. السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق، أحمد عبدالله أبو زيد العاملي، دار العارف للمطبوعات ـ بيروت، 2007م. وورد في تنقيح المقال ابو شجة وهذا خطأ مطبعي فلا معنى لها . تنقيح المقال 4: 414 .
    17. الشجرة المباركة: 96 ؛ النفحة العنبريّة: 75.
    18. تهذيب الأنساب: 150، 154. .
    19. مناهل الضرب: 429و رجال السيّد بحر العلوم 1: 432 .و الجعفريّات: 213.
    20. غاية الاختصار في البيوتات العلويّة المحفوظة من الغبار: 87 ؛ الأصيلي: 162 ـ 163 وانظر الحديث مع يسير اختلاف في: أمالي الصدوق: 235.
    21. الأصيلي: 163 ؛ غاية الاختصار في البيوتات العلويّة المحفوظة من الغبار: 87 ؛ المشجّر الوافي3: 461.
    22. عمدة الطالب : 215 و تحفة الطّالب بمعرفة من ينتسب إلى عبد الله وابي طالب | السيد الحسين بن عبد الله الحسيني السّمرقندي| تحقيق الشيخ محمد كاظم المحمودي
    23. عمدة الطالب : 215 .
    24. المشجّر الوافي 3: 474 .
    25. ينظر في تاريخ الطبري 8/591، والكامل لابن الأثير 6/377 ومقدمة ابن خلدون 1/368.
    26. الكامل لابن الأثير 6/364
    27. مقدمة ابن خلدون 1/368.
    28. البداية والنهاية 10/259 .
    29. مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات
    30. ترجمة حياة السيد الشهيد الصدر، السيّد كاظم الحائري، الصفحة: 16.
    31. تكملة أمل الآمل، السيد حسن الصدر، نشر مكتبة آية الله المرعشي: 236.
    32. مباحث الأُصول: 16
    33. ترجمة حياة السيد الشهيد الصدر، السيّد كاظم الحائري الصفحة: 18
    34. هناك شفيق السيد صدر لدين المذكور من ابناء السيد صالح .وحبا وكرامة لاخيه سمى السيد صدر الدين ابنه الاكبر باسم اخيه السيد محمد علي.
    35. مباحث الأُصول: 20.
    36. تكملة امل الآمل، السيّد حسن الصدر: 105، أعيان الشيعة، السيّد محسن الأمين 3: 403، نقباء البشر، الشيخ آقا بزرك الطهراني: 160.



















  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    207

    العلماء الشهداء من السادة ال صدر .

    العلماء الشهداء من السادة ال صدر .
    بقلم|مجاهد منعثر منشد
    قال تعالى :ـ {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }1.
    وقال تبارك وتعالى :{ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً }2. صدق الله العلي العظيم .
    المقدمة .
    بمناسبة حلول ذكرى استشهاد المرجع السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره ) يطيب لي ان اكتبت تمهيد عن الشهداء من العلماء الاعلام .ومن ثم اتدرج للدخول في ذكرى استشهاد السيد الصدر الثاني (قدس سره ) .ورغم ان المناسبة هي استشهاد سماحة السيد محمد محمد صادق الصدر الا اني ساذكر استشهاد شقيقة المفكر الاسلامي وفيلسوف العصر السيد محمد باقر الصدر للاسباب منها :ـ
    1.صلة الرحم بين الشهداء من السادة ال صدر .
    2.للارتباط الحدث وتسلسلاته ,فمن هو الذي دفن الشهيد السعيد محمد باقر الصدر وشقيقته العلوية أمنة الصدر ؟ وفي نهاية الموضوع تجد ان والد السيد الشهيد الثاني هو من قام بدفنهما .
    3. انني وعدت في البحث الاول الذي كان بعنوان (نسب السادة ال صدر وتاريخ الاجداد ) ان اكتب في جزء ثاني عن العلماء الشهداء من ال صدر .
    فبذكر الصالحين تتنزل الملائكة والرحمة .
    تمهيد
    المذهب الشيعي المؤمن المسلم مستهدف طوال العصور الماضية .وسطر التاريخ بوثائق دامغة ماتعرض له علماء مذهب الشيعة في جميع الدول .وكانت العوائل العلمية في صدرات الشهداء في كل زمان ومكان .
    وكما في لبنان تعرض العلماء للقتل وشتى انواع التعذيب من قبل اسرائيل واذنابهم من خونة الدول العربية على يد الاعرابيين المتعربين ولاسيما قد استهدفوا السيد الامام عباس الموسوي والسيد الامام موسى الصدر وغيرهم من العلماء الاعلام (رضي الله عنهم ) .كذلك في العراق كان اذناب الاستعمار وصنيعتهم المتمثلة بالانظام الدموي على يد المقبور هدام وحزبه العفلقي قد مارسوا ابشع انواع الجرائم بحق علماء المذهب الشيعي والمؤمنين في هذا المذهب .
    وقد كانت العوائل العلمية متقدمة لنيل الشهادة قبل المؤمنين من عوام الناس .
    فاسرة ال الحكيم وال بحر العلوم والحيدري والشيرازي وغيرهم كثير من العلماء الاعلام استشهد منهم الكثير وربما على شكل جماعي .ويكفي ذكر مجموعة من العلماء السادة الحيدريين الذين كان عددهم مابين 8ـ12 عالم في ان واحد وضع لهم الطاغية السم وسقطوا شهداء امامه .او السيد حسين بحر العلوم الذي كان قبل يوم معافى مشافى وزرقوه سم ,فاستشهد صباح الجمعة او السيد ابو القاسم الخوئي ومن بعده نجله عندما صدموه بشاحنة وقتلوه او السيد عبد الاعلى السبزواري كذلك سم او الشيخ البروجردي او الشيخ الغروي مع صلة ارحامهم وغيرهم كثير .
    والسادة ال صدر نصيبهم كذلك الشهادة .ويشترك السادة ال صدر وال حيكم بميزة عن بقية العلماء الشهداء حيث تم تعذيب عوائل السادة ال حكيم قبل الاستشهاد .وكذلك السادة ال صدر .وبالخصوص المفكر الاسلامي الشهيد السعيد محمد باقر الصدر والشهيدة الخالدة بنت الهدى امنة الصدر .(رضي الله عنهم جميعا ) .ولم تسلم عائلة السادة ال صدر من القتل بعدهم .
    1.الشهيدة الخالدة بنت الهدى السيدة امنة الصدروالدها السيد حيدر بن السيد اسماعيل بن السيد محمد صدر الدين بن السيد صالح.3.
    بنت الهدى ... سلام عليك .
    يا حوراء المحنة ويا زينب العصر 4.
    يقول الشيخ النعماني واعتقد إن السيدة الشهيدة مع السيدة أم جعفر كانا قلباً واحداً وعقلاً واحداً ، ولم تكن همومها شخصية ومصلحية كان همهما الإسلام وخدمة السيد الشهيد وتخفيف همومه .
    وتمتاز الشهيدة بنت الهدى بذكاء وفطنة مكّناها من القدرة على الإستيعاب المتقن لكل مجالات العلم والمعرفة التي خاضتها ، ولا أغالي إذ قلت إنّ السيّد الشهيد ـ رضي الله عنه ـ كان مُعجباً بذكاء أخته وفطنتها وقدرتها على الإستيعاب ، وقد لاحظت ذلك مرّة من خلال مراجعتها له في بعض مطالب ( المكاسب ) والمكاسب كتاب فقهي للشيخ الأنصاري ـ قدس سرة ـ يدرسه طلاب العلوم الدينية في مرحلة ما قبل بحث الخارج ، حتى إن بعض العلماء كان يقول إن من يتقن المكاسب ويفهمه بشكل تام يستحق إجازة الإجتهاد ، وهذا الكلام تعبير عن مدى أهمية هذا الكتاب لما فيه من مطالب علمية معمقة ومعقدة . 5
    كانت متواضعة بسيطة لم تستهدف الشهرة والظهور، وما يؤيد هذه الحقيقة إن الشهيدة السعيدة آمنة الصدر اختارت اسماً لها هو ما نعرفه بها (بنت الهدى) تجنباً للشهرة والرياء وحب الذات .
    وعندما نتأمل في مواقف العلوية الجليلة العابدة العالمة الاديبة الشاعرة السيدة بنت الهدى (أمنة الصدر ) ,فاننا نلاحظ اقتباس هذه المواقف من الطاهرة البليغة العالمة بنت الامام المعصوم وامها المعصومة من الزلل وشقيقة المعصومين وعمة وجدة المعصومين وشقيقة حامل لواء الحسين العبد الصالح ام المصائب والمحن السيدة زينب بنت الامام علي بن ابي طالب (سلام الله عليهم جميعا ),فكانت وقفتها مع اخيها ابي عبد الله الحسين (عليه السلام )لم يشهد التاريخ مثيلا لها اللهم الا موقف امها البتول الزهراء (عليها السلام )مع امير المرمنين (عليهما السلام )عندما كانت تطالب بحق زوجها في امام المسلمين لانه خليفة ووصي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) .وكذلك مثيلها وقبلها في التاريخ موقف ام المؤمنين الزكية الطاهرة السيدة خديجة الزوجة الاولى للنبي الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) بمالها وموقفها مع النبي قام الاسلام برمته .
    وهذه المواقف النادرة بالنسبة للنساء قل نظيرها .واذا بسيدة جليلة العلوية امنة الصدر من نسل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) تعيد امجاد هذه المواقف والبطولات بعمل بطولي في وقت حرج وعصيب , فبعد اعتقال أخيها وقفت موقفاً زينبياً بطولياً رائعاً حينما هتفت في مرقد وضريح الإمام علي عليه السلام قائلة بأعلى صوتها:الظليمة الظليمة يا جداه يا أمير المؤمنين لقد اعتقلوا ولدك الصدر.. يا جداه يا أمير المؤمنين، إني أشكوا إلى الله وإليك ما يجري علينا من ظلم واضطهاد ثم خاطبت الحاضرين فقالت:
    أيها الشرفاء المؤمنون، هل تسكتون وقد اعتقل مرجعكم، هل تسكتون وإمامكم يسجن ويعذب؟ ماذا ستقولون إذاً لجدي أمير المؤمنين إن سألكم عن سكوتكم وتخاذلكم ؟ اخرجوا وتظاهروا واحتجواوهذا الهتاف ينقلنا لسبب استشهادها وقتلها من قبل اعداء الاسلام على يد المقبور الطاغية هدام حيث قال الملعون حرفيا :ـ هذه اذا تركناها ستفعل كما فعلت زينب مع الحسين .
    ويشهد عدوها بان موقفها كزينب (عليها السلام ) .ولو تلاحظون وتتأملون موقف السيدة (بنت الهدى ) كموقف جدتها زينب .ولكن مسالة قبرها هل فيه اسوة من جدتها فاطمة الزهراء (عليها السلام ) فاين قبرها ؟
    وذكر في الاعلام وبعض الكتب ورأينا وسمعنا أن الجسد الطاهر لفيلسوف العصر المفكر الاسلامي المرجع السيد محمد باقر الصدر (رضي الله عنه ) قد تم نقله لعدة مرات .وقبل سقوط الانظام العفلقي مرة في الانفاضة الشعبانية .وبعد سقوط هدام عدة مرات .,فلماذا لم يتطرق احد لقبر وجسد السيدة الطاهرة امنة الصدر (رضي الله عنها ) .وهذا ماجعلني اقول لها اسوة في جدتها فاطمة الزهراء (عليها السلام ) .علما هناك روايات تقول ان قبرها مع قبر شقيقها السيد محمد باقر الصدر .
    فاقول ان العفالقة او من قصدتهم السيدة بنت الهدى في هتافها المذكور اين سيجدون قبرها لتقبل عذرهم او تسامحهم او يقفون على قبرها لعل الله سبحانه وتعالى ان يسامحهم .فلا برائة ذمة كالسابقين الذين لم ترضى عنهم الزهراء البتول زوجة فحل الفحول حبيبة وريحانة الرسول (صلى الله عليهم وسلم تسليما كثيرا ) والسيدة العلوية امنة الصدر أن اردتها مجاهدة فهي المجاهدة الشهيدة .وان اردتها عالمة ,فهي عالمة .وان اردتها شاعرة وكاتبة واديبة فهي سيدتهم .وان اردتها داعية للاسلام ,فهي كذلك ,فراحت تصوغ المفاهيم الإسلامية بأروع صياغة أدبية فجعلت مفاهيم الإسلام في قوالب أدبية ، وكتبتها بأسلوب شيق وجذاب .. وكانت كل قصة من قصصها تمثل درساً في الأخلاق. وان اردتها مصلحة ,فهي كذلك .وان اردتها في الدور التربوي فقد أوقفت جانباً مهماً من وقتها للعمل الاجتماعي والتربوي ، في سبيل تربية المرأة المسلمة تربية إسلامية ..وووووو.
    وفي عام 1967م تم اختيارها مشرفة على مدارس الزهراء ،وتقبلت السيدة هذه المهمة بترحاب .. وذلك لأنها وجدت فيها فرصة ثمينة لمطاردة الفكر المتفسخ الجاهلي الوافد على المرأة من بلاد الغرب الذي تمكن من النفوذ في أذهان بعض الفتيات المسلمات ، فبدأت الشهيد بمطاردة هذا الفكر وذلك بوضع الخطط التربوية وكانت تشرف بنفسها على تطبيقها عملياً وتمكنت المعلمة الكبيرة من تسجيل انتصارات واستطاعة أن تعيد الصورة الجميلة والمشرقة للمرأة المؤمنة .
    ولدت الشهيدة الخالدة العلوية (بنت الهدى) آمنة بنت آية الله السيد حيدر الصدر عام 1356هــ 1937م في مدينة الكاظمية، في بيت عريق في العلم والجهاد والتقوى. وكانت أصغر شقيقيها واختهما الوحيدة.
    تعلمت الشهيدة بنت الهدى القراءة والكتابة في البيت على يد والدتها ــ رحمها الله أما والدته المحترمة فهي السيدة العابدة الصالحة التقيّة الزاهدة بنت المرحوم آية اللَّه الشيخ عبد الحسين آل ياسين، و كان أبوها و إخوتها جميعا من الآيات العظام و من أكابر العلماء الأعلام رضوان اللَّه عليهم أجمعين:
    فأبوها هو آية اللَّه الشيخ عبد الحسين آل ياسين أحد أعاظم فقهاء عصره المعروف بالزهد و العبادة و التقوى. 6 ثم استكملت مراحل تعليمها القراءة والكتابة على يد أخويها اية الله السيد إسماعيل الصدر والشهيد السعيد المفكر الاسلامي اية الله السيد محمد باقر الصدر ــ رضوان الله عليهم جميعاً ــ .لم تر بنت الهدى أباها ورباها اخويها .
    وفي عام 1966اول صدور لمجلة الأضواء التي كانت تصدرها جماعة العلماء في النجف الأشرف .ويكتب فيها المتميزين فقط كانت بنت الهدى ــ قدس الله سرها ــ من أبرز من كتب فيها بل كانت الرائدة الأولى في الكتابة و التأليف. واستهدفت في كتاباتها المرأة المسلمة ثقافياً وتربوياً وسياسيا . وتخلق فيها حالة من الوعي لتثقيفها بما يضمن لها كرامتها ويحصنها من الانحراف والضياع.
    ورغم المضايقات الأمنية والسياسية والإجتماعية التي تعرضت لها الشهيدة الخالدة الاانها ساهمت بشكل فعال ببناء مدارس الزهراء في بغداد والكاظمية والنجف .واضافة مناهج لهذه المدارس اضافه الى مناهجها الحكومية منها دروس في العقيدة والتربية الإسلامية بشكل مكثف ورصين.
    من شعرها :ـ
    وإلى نداء الحق في وقت... أختاه هيا للجهاد وللفدا
    إنا بنات محمّد لن نقعدا... هيا اجهري في صرخة
    حملت لنـا عزّاً تليداً أصيـدا.. إنا بنات رسالة قدسية
    عندما كانت الدكتورة بنت الشاطئ في سفرها إلى النجف الأشرف حيث التقت الشهيدة سألتها الدكتورة : ـ من أيّ كلية تخرجت ؟
    ـ قالت الشهيدة ببسمة وادعة ( أنا خريجة مدرسة بيتنا ) .
    فدهشت الدكتورة لهذه المفاجأة المذهلة التي لم تكن تتوقّع سماعها حيث تجد نفسها تقف أمام مفكّرة إسلامية لم تدخل مدرسة قط 7.
    جهادها ضد سلطة الغقالقة المجرمين .
    1. منذ الاعتقال الأول للسيد ــ رضوان الله عليه ــ عام 1971م كانت معه في المسيرة الجهادية .
    2. . في انتفاضة صفر عام 1977م تعرض السيد الشهيد للاعتقال , فكانت البطلة التي وقفت دون خوف في رباطة جأش وشجاعة غريبة حتى عاد السيد الشهيد ــ رضوان الله عليه ــ من بغداد.
    3. وفي صباح يوم السابع عشر من رجب من عام 1979 تم الاعتقال للشهيد فقامت الشهيدة بنت الهدى بالذهاب إلى حرم الإمام أمير المؤمنين بالنجف الأشرف .وقد ذكرنا هتافها المبارك اعلاه .
    قول المغكر الاسلامي الفيلسوف المحقق السيد محمد باقر الصدر لشقيقته :ـ
    » أو بعدما استشهد السيد قاسم شبر وأمثاله من المؤمنين أفكّر بالحياة والأمن ؟ إنّ هذا اليوم يوم التضحية إنّ لديّ رؤية واضحة إنّ خياري هو الشهادة، فهو آخر ما يمكن أن أخدم به الإسلام « .
    فال الشيخ محمد رضا النعماني في كتابه سنوات المحنة وايام الحصار :ـ
    وهنا جاءت بنت الهدى ـ رحمها الله ـ لتسجل صفحة نادرة من التضحية ، وموقفاً من أعظم المواقف في تاريخنا المعاصر .
    قالت لي ـ رحمها الله ـ : إنّ السيّد مصمّم على الخروج إلى الصحن ؟
    فقلت لها : نعم .
    قالت : أنا أخرج معه .
    قلت : لماذا ؟ يكفي ما قمت به يوم السابع عشر من رجب !
    قالت : أعتقد إنّ استشهادي مع أخي سوف يكون له بالغ الأمر ، إنّ ابن سعد إنّما لم يقتل زينب ـ سلام الله عليها ـ ليس تحرّجاً من دمها وإنّما لأن دمها سوف يكشف بوضوح تام الحقيقة للناس ، ويعرف الغافلون حجم غفلتهم وعظيم جنايتهم وتقصيرهم وأنا اليوم أريد لدمي أن يخدم الإسلام .
    ثمّ قالت : أطلب منك أن لا تخبر السيّد بهذا الحديث .
    قلت : لماذا ؟
    قالت : أخشى أن يحرّم عليّ الخروج فأقع في حرج . واستشهد ـ رضوان الله عليه ـ وهو لا يعلم بموقف أخته هذا .
    مؤلّفات الشهيدة بنت الهدى :
    1 ـ الفضيلة تنتصر .
    2 ـ الخالة الضائعة .
    3 ـ امرأتان ورجل .
    4 ـ صراع .
    5 ـ لقاء في المستشفى .
    6 مذكّرات الحج .
    7 ـ ليتني كنتُ أعلم .
    8 ـ بطولات المرأة المسلمة .
    9 ـ كلمة ودعوة .
    10 ـ الباحثة عن الحقيقة .
    11 ـ المرأة مع النبي .
    شهادتها المباركة .
    لاشك ان المجرمين من العفالقة بقيادة المقبور صدام سبق وان اعتدوا وظلموا دول الجوار ,فلم يراعوا حق الجورة او حق الاسلام او حق الجلده العربية .وكانت اوامر الطاغية دائما دموية ضد البشر .
    وقد قصف المدن الإيرانية بالصواريخ وقتل المدنيين فيها،كما قصف المناطق العراقية الكردية (حلبجة) بالغازات السامة ثم هجومه على دولة الكويت .ومن يقوم بهذه الافعال لايتورع عندما يقتل مفكرية وعلماء بلده والمسلمين .
    واذكر لكم مقاله الشيخ النعماني منذ الاعتقال الاخير ..
    في اليوم الخامس من شهر نيسان الأسود عام (1980 م) وفي الساعة الثانية والنصف بعد الظهر جاء المجرم مدير أمن النجف ومعه مساعده الخبيث (أبو شيماء)، فالتقى بالسيد الشهيد وقال له : إن المسؤولين يودّون لقاءك في بغداد. فقال السيد الشهيد: إذا أمروك باعتقالي فنعم، أذهب معك إلى حيث تشاء.
    مدير الأمن: نعم، هو اعتقال.
    السيد الشهيد: انتظرني دقائق حتّى أودّع أهلي.
    مدير الأمن: لا ،ولكن لا حاجة لذلك،ومع ذلك فافعل ما تشاء.
    فقام وودّع أهله وأطفاله. وهذه هي المرة الوحيدة التي أراه يودّعهم من بين الاعتقالات التي تعرّض لها.
    ثم عاد والابتسامة تعلو وجهه، فقال لمدير أمن النجف : هيّا بنا نذهب إلى بغداد.
    وذهب السيد الشهيد إلى بغداد لينال الشهادة، ويفي لشعبه بوعده حينما خاطبه قائلا: الإعدام، والله إنّي سعيدة بذلك، إن هذا طريق آبائي وأجدادي.
    فاكمل الشيخ النغماني قائلا :ـ
    بعد اعتقال السيّد الشهيد ـ رحمه الله ـ يوم الخامس من نيسان 1980 م سحبت السلطة كافة قواتها التي كانت تطوّق المنزل وذهبت الشهيدة بنت الهدى تستطلع فلم تجد أحداً منهم
    أحست ـ رحمها الله ـ أن يوم التضحية قد جاء فذهبت إلى غرفتها ، فابدلت ملابسها بأخرى ، وربطت ثوبها على معصميها ظناً منها بأنّها ستسترها حين التعذيب وقالت لي :
    » أترى أن هذا يسترني حين التعذيب ؟
    فقلت لها : سوف لن تتعرضي للإعتقال إن شاء الله . فقالت : والله لست خائفة فأنا انتظر هذه الساعة وما أسعدني إن استشهدتُ مع أخي ، وما اتعسني إن بقيت بعده « . ثمّ اعطتني حقيبة صغيرة فيها مجموعة من الرسائل والصور وقالت هذه مجموعة أعتبرها حصيلة عمر من الذكريات بحلوها ومرّها لم أتلفها في الأيام الأولى فإذا اعتقلوني فأرجو إحراقها لكي لا يقع شيء منها بيد أجهزة السلطة .
    وفي اليوم التالي السادس من نيسان 1980 م بعد الظهر جاء المجرم الخبيث مساعد مدير أمن النجف المعروف بـ ( أبي شيماء ) فطرق الباب وحاول أن يدخل ، فلم تسمح له الشهيدة بدخول الدار فقال لها : علوية إنّ السيّد طلب حضورك إلى بغداد !
    فقالت : نعم سمعاً وطاعة لأخي إن كان قد طلبني ، ولا تظن أني خائفة من الإعدام ، والله إني سعيدة بذلك إنّ هذا طريق آبائي وأجدادي .
    فقال لها ـ كاذباً ـ : لا علوية بشرفي إنّ السيّد طلب حضورك .
    فأجابته الشهيدة مستهزئة : صدقت بدليل إنّ قواتكم طوّقت بيتنا من جديد .
    وكانت قوات الإجرام قد طوّقت منزل السيّد الشهيد رضوان الله عليه .
    ثمّ قالت له : دعني قليلاً وسوف أعود إليك ولا تخف فأنا لن أهرب . وأغلقت الباب بوجهه .
    ثمّ جاءتني وقالت :
    » أخي أبا علي لقد أدى أخي ما عليه ، وأنا ذاهبة لكي أؤدي ما عليَّ إنّ عاقبتنا على خير .. أوصيك بأمي وأولاد أخي ، لم يبق لهم أحد غيرك إنّ جزاءك على أمي الزهراء والسلام عليك ... « .
    وشهد الله، لقد صعقت وأنا أستمع إليها، وتحيّرت ماذا سأقول لهذا الجبل الشامخ، من الإيمان، والفداء، والشجاعة، وهي تهزأ بالموت والتعذيب من أجل الله تعالى.
    يتحدث صاحب كتاب الشهيدة بنت الهدى كيف ذكر له ثلاثة مصادر شهود عيان كيفية حدوث المأساة كما يرويها أحد قوات الأمن ممن كان حاضراً في غرفة الاعدام، قال:احضروا السيد الصدر إلى مديرية الأمن العامة فقاموا بتقييده بالحديد، ثم جاء المجرم صدام التكريتي، فقال باللهجة العامية: (ولك محمد باقر تريد تسوي حكومة)، ثم أخذ يهشم رأسه ووجهه بسوط بلاستيكي صلب.
    فقال له السيد الصدر: (أنا تارك الحكومات لكم). وحدث جدال بينهما عن هذا الموضوع وعن علاقته بالثورة الإسلامية في إيران، مما أثار المجرم صدام فأمر جلاوزته بتعذيب السيد الصدر تعذيباً قاسياً. ثم أمر بجلب الشهيدة بنت الهدى ــ ويبدو أنها كانت قد عذبت في غرفة أخرى ــ جاءوا بها فاقدة الوعي يجرونها جراً، فلما رأها السيد استشاط غضباً ورقّ لحالها ووضعها. فقال لصدام: إذا كنت رجلاً ففك قيودي. فأخذ المجرم سوطاً وأخذ يضرب العلوية الشهيدة وهي لا تشعر بشيء. ثم أمر بقطع ثدييها مما جعل السيد في حالة من الغضب، فقال للمجرم صدام (لو كنت رجلاً فجابهني وجهاً لوجه ودع أختي، ولكنك جبان وأنت بين حمايتك)، فغضب المجرم وأخرج مسدسه فأطلق النار عليه ثم على أخته الشهيدة وخرج كالمجنون يسب ويشتم\".
    وفي مساء اليوم التاسع من نيسان1980، وفي حدود الساعة التاسعة أو العاشرة مساءا قطعت السلطة التيّار الكهربائي عن مدينة النجف الأشرف، وفي ظلام الليل الدامس تسلّلت مجموعة من قوّات الأمن إلى دار المرحوم الحجّة السيد محمد صادق الصدر(قدس سره)، وطلبوا منه الحضور معهم إلى بناية محافظة النجف، وكان بانتظاره هناك المجرم مدير أمن النجف ) أبو سعد)، فقال له: هذه جنازة الصدر وأخته، قد تم إعدامهما وطلب منه أن يذهب معهم لدفنهما.
    فقال المرحوم السيد محمّد صادق الصدر: لا بد لي من تغسيلهما.
    فقال له مدير الأمن: قد تمّ تغسيلهما وتكفينهما.
    فقال: لابد من الصلاة عليهما.
    فقال مدير الأمن: نعم، صلّ عليهما.
    وبعد أن انتهى من الصلاة قال له مدير الأمن: هل تحبّ أن تراهما؟
    فقال: نعم.
    فأمر الجلاوزة بفتح التابوت، فشاهد السيد الشهيد مضرّجا بدمائه، وآثار التعذيب على كل مكان من وجهه، وكذلك كان حال الشهيدة بنت الهدى.
    ثم قال له: لك أن تخبر عن إعدام السيد الصدر، ولكن إيّاك أن تخبر عن إعدام بنت الهدى، إن جزاءك سيكون الإعدام.
    ساعد الله قلب السيدة أم جعفر فقدت اخيه الامام السيد موسى الصدر ثم زوجها الامام السيد محمد باقر الصدر ثم عضيدتها واختها الشهيدة السيدة امنة الصدر .وتتسلسل الاحداث والمعتوه صدام يستهدف ال صدر بطرق واساليب مختلفة وهذه المرة هو :ـ
    2. موضع البحث الشهيد السعيد اية الله السيد محمد محمد صادق الصدر (رضي الله عنه ) .
    في البداية اود القول انني مسؤول امام الله تعالى على ماساذكره في المقدمة ادناه كوني معاصر لسماحته وتشرفت بلقائه عدة مرات.وصليت خلفه وحضرت في بعض الجمع .وحتى لايكون الموضوع رياء او يتصوره البعض من النفوس الضعيفة ان الكلام من اجل مصلحة او هدف وانما يشهد الله تعالى اعلان وبيان عن حقيقة سماحته .
    في بداية التسعينات تقريبا منتصف عام 1993 كان لقائي الاول بسماحته ولم يكن هناك طلبة علم او اي شيء حتى ان الصلاة خلفه جماعة كانت في حذر وتنوي الجماعة وتقف خلفه للصلاة .
    وبعد الصلاة كان في يدي بحث كتبته بخط يدي بعنوان في فضل العلم والعلماء .وكانت نسخه لسماحته في يدي لانني اهديته للمجتهدين .وكانت لاتسمح امكانياتي بطباعته وبالاحرى لايقبل النظام العفلقي بالموضوع لان اغلب المصادر لعلماء شهداء منهم سماحة السيد العلامة قاسم شبر .
    فسلمت نسخة لسماحته بعد الصلاة ودار حوار بيننا حيث شجعني على الاستمرار في كتابة البحوث وان لم تنشر وقال حرفيا سياتي يوم تنشرها .
    وبعد هذا الموضوع التقيت به مرات عديدة .وكان يعلم انني ليس من مقلدي سماحته ,فلم يمنعني في يوم من الايام ان لااقلد مرجعي .ولم يامرني مرجعي ان اترك الصلاة خلف السيد الشهيد او لااقابله او لااخذ برايه في بحوثي كل هذا لم يحصل ولا مره .
    وكما قال مرجعي وشجعني قال سماحة السيد الشهيد وشجعني على ذلك .وكذلك بقية المجتهدين رحم الله الشهداء والاموات منهم وحفظ الاحياء وسددهم .
    ولم يتبين لي خلال لقائاتي ان السيد لعن او طعن بالحوزة والعلماء في يوم من الايام بل بالعكس كان يحترمهم احترام منفطع النظير ..وكان له رايه كمجتهد في بعض منهجية العلماء وكل مجتهد له راي .وبدورنا كمقلدين لااعتقد ان من النضوج العقلي ان نفرض على المجتهدين ارائنا لاننا ليس مجتهدين .وهذا لايدعونا للقول ان هذا الموضوع صنميه وغيره بل امر واقع ,فالاجتهاد درجة لاينالها الا ذو حظا عظيم .ولو كانت ارائنا كلها صحيحة لاصبحنا كلنا مجتهدين .وقصدي من طرح الموضوع ان بعض الناس من ذوي العقول الضعيفة يتصورون ان سماحة السيد الشهيد يطعن او لايحترم العلماء وهذه مفالطة وطعن لسماحة السيد الشهيد نفسه وهي مرفوضة عقلا وعرفا وشرعا .وهذه الافكار هي ترويج وانتاجات العفالقة .
    وقبل الخوض اعلان موضوع احترام الشهيد السيد محمد الصدر الثاني (فدس سره)للعلم والعلماء ,اود ترجمة بعض المسائل التاريخية عن شخصيته المقدسة .
    ولد السيد محمد بن السيد محمد صادق الصدر عام (1362هجري ـ 1943ميلادي) في النجف الأشرف .وهو بن حجة الاسلام السيّد محمّد صادق وهو عالم فاضل امام صلاة الجماعة في جامعة النجف الدينية عدة سنوات ظهراً ومغرباً منذ تأسيسسها عام 1959م، ثم في الحضرة الحيدرية مغرباً، إلى ان أناطها بولده الشهيد الثاني السيّد محمد الصدر. شارك في اللجنة التي اشرفت على شرح متن اللمعة الدمشقية .بن العلامة السيّد محمد مهدي (1296ـ 1358) ): درس في سامراء وكربلاء والنجف، وكان سيداً جليلاً فاضلاً نبيلاً عالماً عاملاً براً تقياً، مهذباً صفياً، ذا فضل ونبوغ في العلوم الدينية، مع ادب وفضل في الشعر وسائر العلوم العربية والحوادث التأريخية، ثم اصبح من المراجع العامين .بن السيّد إسماعيل بن السيّد صدر الدين محمّد بن السيّد صالح الموسوي العاملي، وينتهي نسبه إلى إبراهيم الأصغر ابن الإمام موسى الكاظم(عليه السلام). 8.جده لامه آية الله الشيخ محمد رضا آل ياسين (قدس سره) و كان أبوها و إخوتها جميعا من الآيات العظام و من أكابر العلماء الأعلام رضوان اللَّه عليهم أجمعين . تزوج من بنت عمه السيد محمد جعفر الصدر.واعقب اربع اولاد هم :ـ
    1.الشهيد السيد مصطفى.
    2.سماحة السيد مقتدى.
    3.الشهيد السيد مؤمل.
    4. سماحة السيد مرتضى..
    وله كريمتين هن زوجات لأولاد الحجة السيد كلانتر.
    وتربّي في بيت العلم والفقه، وتعلم ودرس الأوليات على افاضل الجامعة النجفية، وأكمل مراحل اجتهاده العلمي على اساتذة الحوزة العلمية من المراجع العظلم .
    وتخرج على يديه مئات الطلبة توزعوا في ربوع العراق خطباء ومدرسين وكتاب وباحثيين .
    وقد اغتيل بسبب نشاطه الإسلامي .وقوله كلمة الحق .واحداث تغير وتاثير في العراق حيث استقطب جموعاً غفيرة من الشباب.
    وقدقيل عن الشهيد السيد محمد صادق الصدر بعد استشهاده ماذكره العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله :ـ
    وقد يُظلم العلماء المصلحون من خلال بعض الناس الذين يعيشون التخلف، والخاضعين لبعض الخطوط المخابراتية التي تستغل بساطة هؤلاء الناس وجهلهم وتخلفهم، فتحاول أن تستفيد من نقاط الضعف الموجودة في المجتمع، لتأليب الناس على العلماء المجاهدين المصلحين، الذين يعملون على توعية الناس وإنقاذهم، بتحريف الكلام عن مواضعه وما إلى ذلك. وقد لاحظنا كيف تحرك بعض الناس الساذجين ضد بعض العلماء المصلحين، حتى إذا ماتوا أصبحوا من المقدَّسين.
    لقد اغتال النظام العراقي حوزة النجف الأشرف التي تُعدُّ أكبر وأقدم حوزة في العالم، وقد استطاع أن يهجّر أكثرية علمائها وطلابها، ولم يبق إلاّ بقية منهم ممّن نخشى عليهم. ولذلك، نحن نتصور أن على كل الأحرار والمسلمين أن يرفعوا أصواتهم من أجل دعم هذه الحوزة ومراجعها وعلمائها وطلابها، حتى لا يكون مصيرهم كمصير من سبقهم.
    شخصية السيد الشهيد واحترامه للعلم والعلماء .
    يقول تعالى :ـ وفوق كل ذي علم عليم .
    رجل ثوري متواضع بعيد كل البعد عن حب الذات .وتمت ملاحظته انه يخدم ضيوفة بنفسه . كان يلاحظ فيه نزعة روحية عميقة، وخلق إسلامي رفيع، وبساطة تحوطها هيبة المتقين.
    ويحترم العلم وهذا واضح في اغلب خطاباته ومن جملة مايقوله في بعض خطب الجمعة هذه الكلمات :ـ حسب فهمي و في حدود فهمي وحسب فهمي وعلمي و انا حسب فهمي .وهذه العبارات احد الادلة في احترام العلم .ولم يلاحظ انه قال في يوم من الايام انا الذي افهم وحدي او الفهم العلمي حصرا مختص بي .
    واما احترامه للعلماء والحوزة العلمية في النجف الاشرف ,فلم يقل يوم من الايام حوزتي او انا عالم العلماء او لاعالم الاانا .
    ففي اول خطبة من يوم الجمعة 19 ذو الحجة 1418.
    من نصوص اقواله (قدس سره ) :ـ بالنسبة الى عوام الشيعة جزاهم الله خير جزاء المحسنين هو ان لا يعملوا عملا او لا يقولوا قولا الا باذن المراجع الكرام والقادة العظام الله يديم ظل الموجودين منهم. نحن لم نر الله سبحانه ولا سمعناه وانما سمعنا عنه وكتابه المفتوح عنه هم العلماء، فلا ينبغي ان الانسان يتصرف اطلاقا الا باذن العلماء.
    وفي الجمعة الثانية 26 ذو الحجة 1418
    الخطبة الاولى مقدمة الخطبة قال :ـ الفاتحة الى المؤمنين والمؤمنات وخاصة الشيخ البروجردي المأسوف لمقتله.
    والثالثة 4 محرم 1419الخطبة الثانية كان من نصوص كلامه :ـ اجيب على السؤال الثاني : انه لماذا العلماء قدس الله ارواحهم جميعا لم يقيموا صلاة الجمعة ؟وخلال بيان راي سماحته في عدة نقاط بين احترامه للعلماء بعد ذكر تلك النقاط بعبارات (يديم ظل الموجودين منهم ويقدس اسرار الماضين) و(غفر الله لنا ولهم ولكم جميعا وللمؤمنين والمؤمنات) .
    و الجمعة السادسة 25 محرم 1419 من اقواله :ـ
    كما قلتم لكم في يوم ما انه عليكم باطاعة اوامر علمائكم، لا تتحركوا ولا تقولوا اي شيء قبل ان تقول لو صح التعبير قيادتكم الدينية شيئا. لا يجوز حبيبي .. لانه اذن تجني على نفسك وعلى دينك وعلى دنياك وعلى آخرتك..
    وفي الجمعة السابعة 3 صفر 1419 ورد على لسانه الشريف :ـ
    فكانما الان تقول لكم الحوزة قفوا لا تذهبوا وتحصلون كلا الثوابين، كفلين من الثواب، الكفل الاول ثواب اطاعة الحوزة واطاعة العلماء (حفظ الله الموجودين وقدس الله اسرار الماضين).
    وهو انكم اذا قيل لكم لا تذهبوا لا تذهبوا واذا قيل لكم اذهبوا فاذهبوا واذا قالت الحوزة انكم لا يجوز لكم الذهاب يعني لا يجوز لكم الذهاب. والحسين (عليه السلام) طبعا في وده ذلك ويرضى منكم ذلك ويكفي منكم ذلك امام الله وامام رسوله وجزاكم الله خير جزاء المحسنين.
    والجمعة الثامنة 10 صفر 1419 .في الخطبة الثانية :ـ
    لا اعتقد يخفى كثير منكم ان هناك كتاب كشف الغمة لعلي بن عيسى الاردبيلي الذي هو من علمائنا الاقدمين رضوان الله عليهم..
    وفي خطبة الجمعة العاشرة 24 صفر 1419. في مفدمة الخطبة بذكر الصلوات (اللهم صل على محمد وال محمد ) قال في احد العبارات :ـ
    بحب وطاعة علمائنا الاعلام (ادام الله ظلالهم) باعلى اصواتكم الصلاة على محمد وال محمد.
    بحب وطاعة الحوزة العلمية الشريفة باعلى اصواتكم الصلاة على محمد وال محمد.
    والجمعة السادسة عشر 6 ربيع الثاني 1419 كان من نصوص كلامه :ـ
    مقتضى القاعدة الشرعية ان تكون المساجد والمراقد المقدسة للمعصومين (عليهم السلام وغير المعصومين )(رضوان الله عليهم) ان تكون المساجد والمراقد تحت سيطرة واشراف الحوزة الشريفة والمرجعية الجليلة وليس لاحد حق ان يتصرف فيها الا باذنها وتوجيهها لان المسألة بالاساس هي مسألة دينية والدين كله بيد الحوزة جيلا بعد جيل فليس من الانصاف ان يكون بعض الدين بيد الحوزة وبعض الدين خارج عن يد الحوزة.
    وقد كان ذلك فعلا موجودا منذ زمان المعصومين سلام الله عليهم الى عصر الشيخ صاحب الجواهر (قدس الله روحه) حيث كان العلماء ردحا طويلا من الزمن وعلى مرور قرون ـ في الحقيقة ـ هم الذين يعينون السادن او الكليدار الذي هو المسؤول الرئيسي في العتبة، في هذه العتبة او تلك او في هذا المسجد او ذاك، بيد العلماء صرف حتى آل الامر الى مرجعية الشيخ صاحب الجواهر (قدس سره) فعين شخصا (فلان يسموه انا لا احفظ الاسماء بالضبط) جعله كيلدار لصحن امير المؤمنين ثم توفي الشيخ صاحب الجواهر (قدس سره) وكان المفروض بهذا السادن ان يأخذ الاذن من المرجع الذي بعده او ان يعطيه الحق بعزله ولربما ان الذي جاء بعد الشيخ صاحب الجواهر ما كان راضيا عن تصرفات هذا الرجل واراد تغييره فعصى وبقي على السدانة والكليدارية وتسلسل الامر الى الان وخرجت الكليدارية في كل العراق عن الحوزة الشريفة.
    وانا رأيت اذنا مكتوبا من قبل احد المراجع المتأخرين وهو السيد محسن الحكيم (قدس سره) الى سادن حرم الكاظمين (عليهما السلام) في حينه : الشيخ عبد الحميد الكليدار باجازة التصرف باموال الضريح وفيها على ما اتذكر الاذن بان يصرف على نفسه واخوته واسرته واعمامه واخواله بمقدار ما يجد فيه المصلحة ثم يصرف الباقي على الفقراء والمحتاجين ولم يطالبه السيد الحكيم (قدس سره) بان يدفع اليه من اموال الضريح ولا فلس واحد.
    ونحن نعلم ان السادن في بعض الدول المسلمة رجال دين كما في ايران والسعودية وكل واحد حسب مذهبه ولذا كان يعتقد العوام ولعلهم لا زالوا ـ انت ارجع الى وجدانك ـ اليس تجد ان السادن والخدمة انما هم رجال دين كثير هذا الاعتقاد موجود، كأن الحوزة بدرجة عالية تمثل رجال الدين والخدمة والسدنة يمثلون رجال الدين بدرجة ادنى فلذا يعطوهم الحقوق ويسألونهم عن الفتاوى والمشاكل الدينية ونحو ذلك فهل هذا المطلب صحيح ؟ انا هذا الذي اريد ان احذركم منه.
    الا ان المسألة منذ وفاة الشيخ صاحب الجواهر الى الان، قد انفصلت عن الحوزة وعن المرجعية الى ان سيطرت عليها وزارة الاوقاف من حوالي ثلاثين سنة والى الان واصبح السدنة والخدمة مجرد موظفين لا يقيمون وزنا لاي امر ديني او دنيوي الا لوظائفهم الحكومية واوامر وزارة الاوقاف فيتوجهون كـ(زار) اللعبة بيد الموجه لهم، وهم منقطعوا الصلة بالمرة عن الحوزة وعن العلماء والحوزة منهم براء وهم ايضا براء من الحوزة.
    والجمعة السادسة عشر 6 ربيع الثاني1419الخطبة الثانية|التحذير من السلوكية .انا اقول اتبعوا حوزتكم واتبعوا علماءكم واتبعوا القرآن واتبعوا كلام المعصومين) عليهم السلام) ما واحد غشكم من هؤلاء.خذوا بقول المعصومين وقول علمائكم وقول ثقاتكم واهل الحل والعقد فيكم.
    واستمر السيد الشهيد الصدر الثاني في اغلب خطاباته بمدح الحوزة وعلمائها والدعاء لهم السابقين والاحياء من معاصريه .ويعتبر من ياخذ بقول العلماء فانه يطيع الله تعالى .
    فهذا هو السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره ) درع للدفاع عن العلماء والحوزة العلمية في النجف الاشرف فضلا عن دفاعه لكلمة الحق عند سلطان جائر .
    ومرلفاته ومصنفاته كثيرة منها :ـ
    ـ نظرات إسلامية في إعلان حقوق الإنسان .
    ـ القانون الإسلامي وجوده، صعوباته، منهجه.
    ـ اليوم الموعود بين الفكر المادي والديني
    ـ ما وراء الفقه (موسوعة فقهية)، وهو عشرة أجزاء.
    ـ منهج الصالحين (وهي رسالة عملية موسعة).
    ـ أضواء على ثورة الإمام الحسين (عليه السلام).
    ــ منّة المنان في الدفاع عن القرآن في عشرات الاجزاء .
    وغيرها كثير .والغير مطبوع اكثر . أن إسلوب سماحتة اسلوب إستدلالي خال من التعبير الإنشائي المطول .
    استشهاده :ـ
    منذ ان بدأ الشهيد الثاني بحركته التغيرية في العراق كانت سلطة العفالقة توحي لعامة الناس بأن مرجعيته تابعة للسلطة .واستخدموا العفالقة اذنابهم في هذا الموضوع ليفهم البعض ان سماحته تابع لهم .
    ومثال على ذلك :ـ
    يصادفك في مجلس فاتحة او وليمة عشاء في مكان معين احد العفالقة بدرجة عضو شعبة .وفيهم اساتذة جامعات يدعون لمرجعية السيد الشهيد الثاني .والداعي انت تعرفه وتعرف ارتباطه بالسلطة .والدعوة ظاهرة في فلتات لسان المجرمين احدهم يقول لانه مرجع عربي وليس فارسي الى اخر الدعوات الكاذبة الخالية من المصداقة والمنطق السليم ..فكان الهدف لاساسي نسف الحوزة العلمية بعلمائها .
    العاقل او الناضج يفهم ان هذه الدعوة هي تسقيط للحوزة اولا ولعلماء النجف الاشرف ثانيا ولشخص السيد محمد محمد صادق الصدر ثالثا .ورابعا الاستهزاء بالمذهب الجعفري والمسلمين الشيعة في العراق تحديدا .ويتسأل العاقل خصوصا اذا كان يعرف سماحة السيد محمد الصدر لماذا على اللسن هؤلاء ؟؟وخصوصا انهم لم يحضروا جمعة او لقاء مع سماحته .
    ويصل الى نتيجة انهم منذ البداية فد استهدفوا سماحته .وعندماتذهب او تزور السيد محمد الصدر تلاحظ بام عينك انتشار جلاوزة السلطة بالقرب من المنزل او في محاضراته او دروسه .
    واذا كان فعلا مرجع للسلطة لماذا لم يمدح المقبور ولو مرة واحدة في خطب الجمعة او غيرها .
    وهذه الخطب مسجله صوتيا ومكتوبة يستطيع كل فرد سماعها أو قرائتها.وخصوصا في زمن حكومة المقبور هدام كان الدعاء له ولحكومته فرض اجباري لكل المسلمين سنة وشيعة .
    وأن مراجع الشيعة على امتداد تأريخهم كانوا يتجنبون التمسح بعباءة السلطة مهما كان قوتها ونفوذها وسيطرتها ، لأن مجرد إحساس المسلمين الشيعية بأن (المرجع الفلاني) يحضى بدعم (هدام) أو غيره ، فمعناه ابتعاد الشيعة عن هذا المرجع كائناً من يكون .
    وذات مرة كنت حاضر للصلاة في مسجد الكوفة .فعندما دخل الشهيد السعيد للمسجد ضايقه احد ضباط الامن العامة .وتدخل سماحة السيد مقتدى الصدر ,فدفع الضابط بقوة شديدة عن سماحة السيد الشهيد .
    فاذا كان السيد محمد محمد صادق الصدر مرجع للسلطة لماذا يضايقوه في دخول المسجد ؟
    والشيء الاخر اذا كان الشهيد مرجعا للسلطة لماذا عندما زاره مدير الامن العام جليل طاهر الحبوش طرده السيد محمد الصدر من بيته ووكزه بعصاه ببطنه
    والجريمة من تدبير السلطة لامحال ,فلم تعهد النجف الاشرف بوجود حرس جمهوري ودبابات واسلحة ثقيلة وانذارات للاجهزة الامنية في غير مواسم الزيارة ,فلماذا كانت موجودة في غير وقت الزيارة .وماهو سبب وجود المقبور قصي صدام في النجف الاشرف ومعه الجلاوزة المجرمين كمدير المخابرات ومدير الامن العام ومدير الاستخبارات والعفالقة من اعضاء القيادة القطرية ..خصوصا انهم يتجمعون في مكتب محافظة النجف ومعهم مدير امن النجف المدعو سامي الدجيلي ولماذا هذه القوات منتشرة في المدن الجنوبية العراقية ؟
    ولماذا قطع الطريق المؤدي الى منزل سماحته في النجف الاشرف في نفس يوم حادث الإغتيال 19 شباط 1999؟ومازال وجودكل هذه القوات وعجلات الامن لماذا لم يلقوا القبض على المنفذين للجريمة ؟
    ولماذا التضيق على المؤمنين وبعض النسوة في دفن الجثمان الطاهر .وترافقهم القوات الامنية بتصوير الدفن .وصدر ثاني يوم صباحا امر بمنع التجوال ؟
    ولماذا بعد تنفيذ الجريمة واستشهاد سماحة السيد الشهيد خرج المجرم المقبور قصي صدام من النجف الاشرف ليلا خصوصا ان المؤمنين من اهالي الكرادة علموا انه في النجف الاشرف لان بعض حماياته كانت تشري من محلاتهم السكائر .وفي ذلك اليوم لم ياتي احد منهم حتى شرطي المرور التابع لجهاز الامن الخاص .وعادوا منتصف الليل قريبا الى طلوع الفجر من اليوم المشؤوم .وهرع قسم منهم لشراء السكائر من المحلات حيث ان هذه المحلات تتاخر الى الصباح الباكر بسبب حركة المنطقة المستمرة .ومن خلال فلتات لسانهم قال بعضهم انهم في واجب في النجف .واخرين قالوا حضروا بسبب الجريمة .وكان تكتم شديد في الايام التي تلتها عن وجود المقبور قصي في النجف الاشرف حتى ان نفس هؤلاء بدلوا كلامهم بأنهم كانوا واجب في تكريت .
    وبعد الجريمة يثبت ان المنفذين لحادث الاغتيال هم القيادة العفلقية .وذلك في ماجرى باستهداف المرمنين في مدينة الصدر .والمجزره التي فعلوها في جانع المحسن .
    كان من عادة السيد الشهيد الثاني(قدس سره) ان يقيم مجلس التعزية في (البرانية) يوم الجمعة، ليلة السبت وينتهي المجلس في الساعـة الثامنة والنصف ليلا، وبعدها يخرج سماحته إلى بيته مع نجليه (طيب الله ثرهما )، حيث يوصلانه إلى هناك ويعودان إلى داريهما. وفي الليلة التي استشهد فيها خرج السيد على عادته مع نجليه بلا حماية ولا حاشيـة نظراً لان المسافـة إلى البيت كانت تقريباً(1100) م.. ، وعندما ساروافي الطريق إلى بداية منطقة (الحنانة) في احدى ضواحي النجف القريبة وعند الساحة المعـروفة بـ (ساحة ثورة العشرين) جاءت سيارة اميريكة الصنع نوع (اولدزموبيل بلون ابيض) ونزل منها مجموعـة من عناصر السلطة وبأيديهم اسلحة رشاشة وفتحوا النار على سيارة السيد الشهيد، فقتل اولاده على الفور، وبقي سماحته على قيد الحياة لكنه نقل إلى المستشفى مصاباً برأسه ورجليه، وبقي قرابة الساعة بالمستشفى ثمّ قضى نحبه شهيداً أثر اطلاقات نارية اخرىداخل المستشفى بعد ان قام مرتزقة العفالقة بضرب الكادر الطبي وطردهم .
    و قام سماحة السيد مقتدى الصدر مع شقيقة السيد مرتضى بتشيع السيد الشهيد ونجليه ليلا ومعهم ثمانية رجال وبعض النساء، حيث تم دفنه في المقبرة الجديدة في وادي الغري.تحت رقابة مشددة .فسلاما عليه يوم ولد ويوم يبعثوا حيا .
    ــــــــــــــــــــــ
    المصادر .
    1. آل عمران173.
    2. المائدة32.
    3. راجع بحثنا المنشور حديثا بعنوان السادة ال صدر وتاريخ الاجداد |بقلم مجاهد منعثر منشد .
    4. من مقال بعنوان ـ أيُّ كنزٍ ثمين فقدنا ـ للسيّدة أم نور الهدى.
    5. الشهيدة بنت الهدى سيرتها ومسيرتها، الشيخ محمّد رضا النعماني
    6.ترجمة حياة السيد الشهيد الصدر، السيّد كاظم الحائري، الصفحة: 31 وانظر بحثنا المنشور بعنوان |الشيخ محمد حس بن محمد رضا ال ياسن |يقلم مجاهد منعثر منشد.
    7. السيّدة الفاضلة أم تقى الموسوي.
    8. (راجع بحثنا المنشور حديثا على الشبكة العنكبوتية بعنوان | نسب السادة ال صدر وتاريخ الاجداد.بقلم|مجاهد منعثر منشد ).




















  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    207

    افتراضي

    تنويه يوجد خطا في اسم من بغصه بعصاه السيد الشهيد الثاني (فدس سره) وهو محمد حمزة الزبيدي وليس الحبوش .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    9

    افتراضي

    احسنت العمل اخي الكريم محمد سالم الخفاجي ... وتحية تقدير الى كاتب البحث الاستاذ مجاهد منعثر

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    207

    افتراضي

    شكرا لكم اخي سيد قصي الغالبي حياكم الله ووفقكم

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني