المسبحة المقدسة
السبحة أو المسبحة هي أداة بسيطة تستخدم عادة في عد الأذكار المستحبة التي يرددها الإنسان المتدين بعد الصلاة. وربما أتت هذه التسمية من كلمة التسبيح. وتتكون السبحة عادة من 100 خرزة يجمعها خيط رفيع، بينما تتكون أنواع أخرى من المسابح من 99 خرزة، أو 33خرزة، وعادة ما يفصل ما بين كل 33 خرزة فاصل مميز يسمى الشاهود في المسابح ذات التسعة وتسعين خرزة. ويصنع هذا الخرز من مواد مختلفة، تختلف نوعيتها، سواء كان من اليسر الثمين، أو السندلس القديم، أو البازهر، أو البلاستك العادي جداَ، بل وإنك قد تجد خرزاَ مصنوعاَ من حبات الطين المجفف أو الزجاج أو نوى الزيتون.
السبحة لها إستخدامات أخرى في واقعنا الإجتماعي، فهي قد تكون أسلوباَ لإستعراض الجاه والمكانة الإجتماعية، أو في أحيان أخرى تستخدم كطريقة للتخلص من الشد العصبي، من خلال تحريكها ونقلها من يد إلى يد. وبما إستخدمت هذه المسبحة في أيدي راقصي الجوبي والدبكة أو المطرب الريفي الراحل داخل حسن. السبحة هذه قد نعتبرها رمزاَ مجازياَ لواقعنا الحالي كشيعة وعراقيين. فلنتخيل سبحة مفضضة جميلة تتكون من 100 خرزة، تستخدم للذكر والتسبيح وضعت في مكان ما، وفي هذا المكان يمر الناس على إختلاف أهوائهم ينظرون إلى هذه السبحة.
نستطيع أن نقسم هؤلاء الناس من خلال نظرتهم إلى هذه السبحة إلى الشرائح التالية
عينة لا تحب هذه السبحة ولا تستسيغها.
عينة تحب هذه السبحة كثيراَ وتقدّسها.
عينة نظرتها محايدة لا يهمها امر هذه السبحة.
كما إننا نستطيع أن نقسم هؤلاء الناس إلى شرائح أخرى من خلال أسلوب تعاملهم مع هذه السبحة
عينة تريد تخريب هذه السبحة وقطعها
عينة تريد المحافظة على هذه السبحة كما هي
عينة تريد سرقة السبحة والإحتفاظ بها
عينة تريد أن تأخذ السبحة كي تغير شكلها
عينة تريد تطوير هذه السبحة
الذي أردت قوله أن أسهل شيئ يمكن أن يفعله أي إنسان، حتى الطفل والمجنون هو أن يحضر مقصاَ أو سكيناَ أو أن يستخدم أسنانه، أو ربما أصابعه إذا كان الخيط ضعيفاَ، ويقطع الخيط الذي يلم الخرز، إنه عمل بسيط وسهل ولا يتطلب أدنى تخطيط. المشكلة الأكثرصعوبةَ هي إعادة لم هذا الخرز بعد أن يقطع الخيط الذي يلمه، خاصة إذا ما تفرق وضاع بعضه. المسألة تكون أصعب بكثير عندما يفتقد الذي يحاول لملمة المسبحة ، خيطاَ متيناَ يلم به هذا الخرز، ويفتقد عيناَ وإضاءة وهدوء يجد من خلالها الخرز الذي ضاع، ويفتقد هدوء أعصاب يستطيع من خلالها أن يدخل الخرز في الخيط. المسألة تكون أعقد بكثير عندما يجد الخيط والخرز ولكنه لا يعرف كيف يصنع المسبحة ولا يعرف عدّ الخرز. النتيجة ستكون واحدة من الإحتمالات التالية
يجد الخرز كله ويمتلك خيطاَ، ويعيد السبحة كما كانت.
لن يستطيع أن يجمع السبحة مرة أخرى، بسبب عدم توفر الخيط، وضياع الخرز كلياَ.
لن يستطيع أن يجمع سبحة بشكلها الطبيعي ذات المائة خرزة، والتي تستخدم للتسبيح والذكر، وإنما سيلم سبحة ناقصة -إذا ما وجد خيطاَ- من التي تستخدم في رقص الجوبي والدبكة بدلاَ من التسبيح والذكر.
لن يستطيع أن يجمع سبحة متجانسة الخرز، لأنه قد يضطر أن يقطع مسابحاََ أخرى كي يجمع خرزها ليكمل سبحته الجديدة.
أتصور أن العاقل يفهم وضعنا من خلال سبحتنا المقطوعة، من قطعها، وكيف نعيدها ؟