استقالة وزير حقوق الإنسان
وخلافات داخل مجلس الحكم
المراجع السنية والشيعية في العراق تتحول من الحياد إلى التشدد وتهدد بعصيان مدني
الخميس 08 أبريل 2004 15:21
"ايلاف" من لندن : بعد ساعات قليلة من استقالة وزير الداخلية العراقي نوري البدران اعلن في بغداد عن استقالة وزير حقوق الانسان عبد الباسط سعيد احتجاجا على الممارسات الاميركية بينما بدأت المراجع الدينية السنية والشيعية التي ظلت على الحياد تصعيد لهجتها مهددة بالعمل ضد قوات الاحتلال واعلان العصيان المدني .
وابلغت مصادرعراقية "إيلاف" ان عضو مجلس الحكم عبد الكريم المحمداوي يستعد لتقديم استقالته من المجلس فيما ستقوم العضوة سلامة الخفاجي بالانتقال الى مدينة الصدر تضاما مع سكانها بعد تعليق عضويتها في المجلس واشارت الى ان اعضاء المجلس منقسمون على انفسهم في طريقة التعامل مع الاحداث إذ يصر الاعضاء القادمون من خارج العراق بعد سقوط نظامه السابق على ضرورة الحسم واستخدام القوة ضد المسلحين، بينما يرفض الاعضاء الذين كانوا يعيشون في العراق ذلك ويدعون الى التفوض وضرورة الوصول الى حل سلمي.
ودعت هيئة علماء المسلمين السنة في بيان لها جميع العراقيين "إلى الإضراب المدني الشامل في كافة القطاعات والاعتصام في المساجد وإعلان العصيان المدني في كافة الإدارات العراقية ومقاطعة السلع الأميركية والبريطانية كونه واجبا شرعيا". واكدت علي ضرورة "تقديم النصرة والعون إلى كل ما تحتاجه مدينة الفلوجة والمدن الأخرى" كما أعلنت الهيئة رفضها في بيان آخر "التعامل مع الأمم المتحدة" احتجاجا على امتناعها عن إدانة ا"الأعمال الإجرامية لقوات الاحتلال".
ومن جهته قال "مجلس شورى أهل السنة والجماعة" في بيان له "تضامنا مع محنة أهلنا في الفلوجة والرمادي والنجف والبصرة وباقي مدن العراق الجريح نهيب بإخوتنا الغيارى من أهل العراق كافة وبغداد خاصة بمسيرة راجلة ومدولبة (سيارات إغاثة خاصة) باتجاه مدينة الفلوجة للقيام بالتبرع بالدم والتبرع بالمواد الغذائية والتبرع بالمواد الطبية والدوائية".
وفي كربلاء حذر آية الله السيد محمد تقي المدرسي قوات الاحتلال من تدهور الاوضاع الى الهاوية كما قال و دان "الأحداث الخطيرة" في إشارة إلى المواجهات الدامية بين قوات الإحتلال والعراقيين والتي راح ضحيتها عشرات المدنيين منبها الى خطورة تداعيات"قتل المواطنين الآمنين واعتقال القيادات الدينية" وتاخير الانتخابات ومحاولات فرض قوانين جاهزة على العراق كما طالب قوات الاحتلال اطلاق سراح المعتقلين والاعتذار لما حدث و بتغيير كافة استراتيجياتهم الخاطئة والتفاوض الجدي مع القوى الفاعلة في العراق لمعالجة الأزمة ثم نقل السلطة الى العراقيين المخلصين " .
وقال اية الله الشيخ محمد مهدي الخالصي في بيان شديد اللهجة ان الاحتلال القائم لا يتسم بأية شرعية وأن مقاومته حق مشروع " لا سيما وقد تأكد للعالم أجمع كذب تبريراته ونكثه بجميع وعوده كما ثبت تجاوزه لجميع الحدود في هتك الحرمات وقمع الحريات والقتل العشوائي لأدنى الشبهات وإعتماده التضليل الاعلامي واحتضان العملاء وممارسته لسائر أساليب الاستبداد والغرطسة التي تكاد أن تنسى من قبله من الظالمين على مر العصور".
واضاف إن التجاوزات الأخيرة في المساس بالمقدسات وإهانة العلماء والتصدي بهجمية و شراسة وبالاسلحة الفتاكة كالدبابات و الصواريخ والطائرات دون أية ضرورة للأحياء السكنية و المساجد و للمظاهرات السلمية المطالبة بحرية الصحف وإصلاق سراح المعتقلين و المعتقلات و التوقف عن المداهمات وهتك الحرمات وإن كان يكشف عن المأزق الذي ينزلق فيه الاحتلال وعن المزيد من نواياه الشريرة لكنه تصعيد لا مبرر له، مما فجر الموقف بكامله وكشف عن مدى جهل المحتلين وصنائعهم بطبيعة هذا الشعب النبيل ومدى اعتزازه بقيادته الخيرة. ودعا العراقيين لان يجعلوا من " يوم أربعين الحسين و الشهداء " يوماً تاريخياً متميزاً لإعلان وحدة الشعب العراقي والمطالبة بحقوقه في السيادة والاستقلال وإنهاء الاحتلال وإزالة أثاره، بما في ذلك (المجلس المعين) و (القانون الموقت) اللذان لا يستندان لأية شرعية دستورية ومطالبة المجتمع الدولي و منظمة الأمم المتحدة ليقوما بواجبهما في حماية الشعب العراقي من اجراءات قوات الاحتلال القمعية التعسفية وضمان حقوقه في انتخابات نزيهة ينبثق عنها مجلس ودستور ودولة كاملة السيادة بعيداً عن إملاءات الاحتلال.
وشدد على ضرورة ان يجعل العراقيون من يوم الأربعين في هذه السنة يوماً له ما بعده من اجل قيام " مشروع سياسي عراقي موحد " يختزن جهد الأمة وثمرات جهادها ويكون ميثاقاً لبناء دولة العراق على أساس من إرادة الأمة وعقيدتها ضامناً لها سيادتها و وحدتها وكرامتها " كما قال .
د. أسامة مهدي
ماهو تعليقك؟