النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: سـمـاحـتـه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    1,538

    افتراضي سـمـاحـتـه

    سـمـاحـتـه



    كتابات - ناطق فرج



    يُمثل السّيد صادق أبيه في جميع المحافل. يأمّ الناس في الصلاة ويخطب فيهم أيام الجُمع. يُفتي، يُحلّل ويُحرّم متى ما يشاء، غير أنه في ديوان المرجع غالباً ما يُذيّل اجاباته بالعبارات التالية: قال سماحة السيد.. أفتى سماحته دام ظله.. أجاز سماحته بوجوب كذا... أجاب سماحته على سوالكم بـ... وهو يوحي للجميع أنّ أباه من الراسخين في العلم، بل هو قطب أهل العلم، يُرجع إليه في المشكلات ويُستصبح بضوئه في المُعضلات وتشدّ إليه الرحال.

    السّيد صادق يصطنع الوقار. لحية سوداء، عمامة تناسب تكوير رأسه، جلبابٌ أسود ونظارة طبية زادت من جحوظ عينيه، يتخنصر بخاتم من فضة يتوسطه عقيق يماني. وحين يدخل الديوان ترتسم على محيّاه ابتسامة تبعث على الأطمئنان. ساعتها ينهض مَن في المجلس احتراماً لمقدمه، وهو يومىء بيده اليمنى أن يجلسوا وتصحب تلك الإيماءة عبارة "لله .. لله".

    وبعد أن يجلس السّيد صادق في صدر المجلس يُخرج من جيبه ورقة يدوِّن فيها الاسئلة التي يطرحها المراجعون على أبيه. يستأذن الحضور للرجوع إلى "سماحته" و يغيب لفترة تطول أو تقصر حسب أهمية الموضوع. وأحياناً يعتذر لهم قائلاً: سماحته متعب أو منشغل في العبادة وسينظر في تساؤلاتكم في يوم آخر إن شاء الله. الناس الوحيدون الذين لا يطول انتظارهم هم أولئك الذين يحضرون لدفع الحقوق.

    "سماحته" لم يقابل أحداً من العامّة أو من اعيان البلد منذ أكثر من عشرة أعوام، ولكن بين الحين والآخر تصدر فتاوى باسمه تبيح أو تحرّم القيام بهذا الفعل أو ذاك. وما أن يختلف العامّة بشأنها حتى ينفي أحد وكلائه الم نتشرين في أرجاء البلد عدم صحتها.

    ذات يوم، وبعد صلاة الجمعة تجمّع حشد غفير من المؤمنين حول السّيد صادق يسألونه عن "سماحته". تقدّمهم الشيخ سهيل الفتلاوي قائلاً: رغم تغيّر احوال البلاد وتقلّبها، لم يحضر "سماحته" مجلساً من مجالس العامة أو الخاصة ولم يأمّ المؤمنين في الصلاة. لم يبد موقفاً واضحاً إزاء المشاكل التي نواجهها، لذا نرى أن الأوان قد آن ليخرج من قمقمه، لأنّ الشك بدأ يساورنا. تنحنح السيد صادق وقال متلعثماً: سماحة الوالد كبير في السن كما تعلمون ولا يقوى على الحركة وكثرة الكلام و... قاطعه الشيخ سهيل قائلاً: لا يهدأ لنا بال يا سيد صادق إلا برؤيته فماذا تقول؟



    ـ سأردّ عليكم غداً بعد صلاة العشاء إن شاء الله.



    تفرّق الحشد كلٌ إلى شأنه. وفي اليوم الثاني، اجتمعوا بعد صلاة العشاء للقاء السّيد صادق، غير أنه لم يحضر إلى المسجد مما اثار حفيظتهم فصعد الشيخ سهيل على المنبر وقال مخاطباً الحشد: أيها المؤمنون.. لقد أخلف مَن وَعدْ. فإن كان بينكم مَن يلتمس العذر للسيد صادق فليخرج من المسجد وليذهب إلى أهله لا تثريب عليه، أما مَن يرى أنه لم ينجز لنا وعداً فلينتظر وأنا منهم. ثمّ توجه الحشد يتقدمهم الشيخ سهيل الفتلاوي إلى بيت "سماحته". طرق أحدهم الباب بطرف عكازه. وبعد طول انتظار خرج السيد صادق مرتبكاً معتذراً. قال له الشيخ سهيل: لقد أخلفت في وعدك يا رجل وها نحن جئنا لنقابل "سماحته" شئت أم أبيت. قال السيد صادق ممتعضاً: هذا انتهاك لحرمة البيت وأهله. فوالله إن دخلتم دون إذن فاعلموا أنكم قد انتهكتم ... قال له الشيخ سهيل مقاطعاً: أكمل يا سيد صادق.. انتهكنا حجاباً فرضه الله ورسوله!؟ دعك من هذا يا رجل واخبر "سماحته" أن هناك ثلّة من المؤمنين تريد التحدث إليه. وبعد سجال طويل اندفع الحشد إلى داخل البيت يفتشون في زواياه. دخل الشيخ سهيل غرفة فوجد قبراً يتوسطها وقد كُتب على شاهده العبارة التالية:



    إنا لله وإنا إليه راجعون

    في الثاني من شهر صفر

    عام ألف وأربعمائة وخمسة عشر

    التحق "سماحته" قدس الله سره بالرفيق الأعلى

    الفـــــاتحة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    الدولة
    طائر لا أرتضي الأرض مسكنا
    المشاركات
    4,759

    افتراضي

    عمت عني عليك يا خوية يا أبو صادق!! تموت و ما أشوفك عني؟ شط الغرگ صحيَّن لطومنه

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني