الجعفري يناقش مع أركان الإدارة الأميركية الحلول السياسية للازمة في العراق



في إطار زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية ناقش الدكتور إبراهيم الجعفري عضو الهيئة الرئاسية في مجلس الحكم الأزمة الأمنية في الفلوجة والنجف..

حيث أعرب المسؤولون الأميركيون عن رغبتهم في التعرف على الوضع في العراق وعلى السبل الممكنة لحل الأزمة.

وقد شرح الجعفري الناطق الرسمي لحزب الدعوة الإسلامية آراءه بوضوح للحلول السياسية الممكنة، حيث وعد المسؤولون الأميركيون على خلفية هذه اللقاءات بإعادة النظر في سياساتهم في هذا المجال.

إلى ذلك قال كولن باول وزير الخارجية الامريكي في تصريح له انه سيكون على الحكومة العراقية المؤقتة ان تتخلى عن بعض من سيادتها لتسمح للقوات المسلحة التي تقودها الولايات المتحدة بحرية التحرك.

وكان باول في وقت سابق قال: إن واشنطن تعتزم التوصل الى اتفاقات مع القوات المسلحة للعراق لتبقى تحت قيادة القوات الامريكية بعد انتقال السلطة.

وقد كان الدكتور إبراهيم الجعفري قد رفض في لقاءه الأخير مع صحيفة (البيان) تسليم السيادة بشكل غير كامل، قائلا: إن السيادة لا يمكن تجزئتها، ولا يمكن فهم سيادة سياسية بدون سيادة أمنية كما لا يمكن فهم سيادة سياسية بدون سيادة اقتصادية.

وفي السياق نفسه، شدد أعضاء من مجلس الحكم على ضرورة ان يتولى العراقيون كامل السلطة والسيادة بعد 30 حزيران. حيث وصفت الأفكار التي طرحها وزير الخارجية الأميركي كولن باول من أن بلاده تريد الاحتفاظ ببعض الصلاحيات السيادية في المرحلة التي تلي تسلم العراقيين السلطة بأنها (غير منطقية)، كما اعتبر بعضهم أن (الحكومة التي لا تستطيع سن القوانين أو توفير الأمن لن تمتلك سيادة حقيقية).

وفي الإطار نفسه، طالبت فرنسا بنقل السلطة بالكامل إلى الحكومة العراقية المقبلة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية: (اذكركم بما ساندناه دوما وهو استعادة هذه الحكومة الانتقالية للسيادة الفعلية في العراق)، وأضاف: (نريد حدوث صدمة معنوية ليستعيد الشعب العراقي الشعور بأنه سيد أقداره).

على الصعيد الميداني، خاضت القوات الأميركية معركة ضارية مع ميليشيا جيش المهدي في منطقة تقع بين النجف والكوفة،استخدمت خلالها الطائرات، وقتل خلالها 25 عراقيا ـ بحسب أوساط مقتدى الصدر ـ و64 من عناصر جيش المهدي ـ بحسب مصادر الجيش الأميركي ـ .

وقد اعتبرت هذه الاشتباكات التي تشهدها المدينة هي الأعنف منذ بدء الأزمة، فيما قال التلفزيون المحلي في النجف إن جرحى المعركة يموتون بسبب نقص إمدادات الدم وناشد الناس التبرع بالدم. وقال مسؤولون طبيون في مستشفيين قريبين من ساحة المعركة انها استقبلت 32 قتيلا وعشرات الجرحى. يأتي ذلك بعدما استكملت القوات الاسبانية انسحابها من النجف، وأبلغ رئيس الوزراء خوسيه لويس ثاباتيرو البرلمان ان آخر جندي اسباني سينسحب من العراق في 27 أيار المقبل.

رغم ذلك لم تستبعد بعض المصادر إمكانية إيجاد حلول لمنع حدوث (كارثة)، حيث ذكرت هذه المصادر إن السيد مقتدى قد قدم عروضا ( لصفقة كبيرة) من أجل حلّ الأزمة فيما أضاف الجانب الأميركي شرطا آخر، ودافع وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد عن الجهود المستمرة للتفاوض من اجل التوصل الى حل في النزاعات المسلحة في مدينتي النجف والفلوجة وقال: (إنها تستحق المحاولة).

وفي الفلوجة أرجأت القوات الأميركية موعد البدء بتسيير دوريات مشتركة مع رجال الأمن العراقيين على أمل أن تقوم بتسييرها اليوم الخميس، فيما خاضت معركة مع المقاتلين في شمالي المدينة استمرت لنحو ساعة، وقد كان من المقرر أن يقوم جنود مشاة البحرية الامريكية بالعمل كفريق مع قوات الشرطة العراقية وقوات الدفاع المدني لتتمكن السلطات العراقية من السيطرة على الشوارع في المدينة.



--------------------------------------------------------------------------------



الجعفري يلتقي عنان ورايس

استقبل الامين العام للامم المتحدة السيد كوفي عنان في نيويورك الدكتور ابراهيم الجعفري عضو الهيئة الرئاسية لمجلس الحكم بحضور مبعوثه الخاص الاخضر الابراهيمي و ذلك في مكتبه في مبنى الامم المتحدة . اذ دار الحديث بينهما حول محاورعدّة أهمها مشروع الحكومة المؤقتة، وكذلك جرى الحوار لتوصيف الشخصيات التي تحضر الجمعية العامة وعن الآليات التي تستخدم في اختيار الاعضاء، بشكل يحفظ التمثيل الواسع لمكونات الشعب العراقي، وتطرق الحديث ايضاً إلى شكل الحكومة التكنوقراطية، اذ أكد الطرفان على ان استقرار الحالة الامنية في العراق ضرورة ملحة لنجاح اي مشروع سياسي. و بشكل منفصل التقى الجعفري مع الأخضر الإبراهيمي اذ دار الحديث معه حول مشروع نقل السلطة مبينا وجهات نظره في هذا الموضوع. من جهة أخرى التقى الدكتور ابراهيم الجعفري مع كونزاليزا رايس مستشارة الأمن القومي الأميركي اذ تناول في الحديث معها الملف الأمني وإمكانية الحلول السياسية للأزمة التي يمر بها العراق وتحديدا أزمة النجف والفلوجة.. وفي السياق ذاته التقى الدكتور إبراهيم الجعفري مع ريتشارد بيورنز وكيل وزير الخارجية الامريكي في مبنى وزارة الخارجية، وتم الحديث بين الجانبين عن آخر مستجدات العملية السياسية ونقل السلطة والسيادة للعراقيين ومقترحات مبعوث الامين العام للامم المتحدة السيد الاخضر الابراهيمي وكذلك الحديث عن ملف اجتثاث البعث.



--------------------------------------------------------------------------------