السيد محمدباقر

IRAQALRAFEDAIN@HOTMAIL.COM
قبل اكثر من 20 عام اشتدت المواجه بين النظام المجرم في العراق وبين المعارضة العراقية من اسلاميين وعلمانيين ولقد استعمل النظام أعنف الوسائل لضرب المعارضة والقضاء عليها حتى وصلت الحالة لأعتقال أشخاص ابرياء واعدامهم بحجة انتمائهم الى أحد أحزاب المعارضة وهم لايعرفون بل هم لم يسمعوا اسم ذلك الحزب وهذه الطريقة البشعة استعملت على طريقة ( أقتلك حتى يتأدب غيرك ) وقد اصدرت الحكومة قوانين لم يتوقعها أحد مثل قانون الأعدام لكل من ينتمي الى حزب الدعوة الأسلامية واعتقال واعدام رجال الدين الكبار مثل المرجع السيد محمد باقر الصدر(رضوان الله عليه) وكذلك معاقبة أهل وأقارب الشخص المعارض للحكومة من رجال ونساء وحتى الاطفال و ضاقت السجون بالناس الأبرياء0 ولم تتوقف هذه الحملة الأجرامية بل استمرت الى يومنا هذا مع مامرت بها الحكومة من ظروف كان يستوجب على الحكومة ان تهادن الناس ولو لفترة معينة0 وقد استطاع بعض رجال المعارضة من كل الاطراف الافلات من قبضة السلطة واللجوء الى دول الجوار ومن ثم اعادة تنظيم عملهم المعارض وخلال هذه الفترة الطويلة هاجر الكثير من الناس ومن ثم التحق بتنضيمات المعارضة 0 ولقد هيأت الظروف لهذه التنضيمات مثل الحرب العراقية الايرانية والخلافات العراقية السورية فاصبحت تتلقى الدعم السياسي والمادي وبغض النظر عن كم اصبح عدد هذه التنضيمات في هذه الفترة وقوتها وضعفها وطريقة تعاملها مع العراقيين 0 كان لها وجود وحركة يأهلها لأن تلعب دور قويا داخل العراق مابعد سقوط صدام0 وحتى بعد الانتفاضة وما حصل من تخاذل من قبل المعارضة ككل كما يقول اكثر الناس0اما في داخل العراق فان الناس لازالت آمالها معلقة بهؤلاء الذين سوف يصبحون يوما فاتحين0ولو ان كثير من الناس يخالفون ما أقول ويتهمون المعارضة بضعفها السياسي وبالتخاذل والجبن وغير ذلك ولم يبقى منها سوى الرؤس والتي تبحث عن مصالحها الشخصية0وعندما قررت امريكا بغزوا العراق وبعدما هيأت الظروف واصبح لها وجود وقواعد عسكرية على حدود العراق من جميع الجهات وكذلك كسبت غطاء وتاييد دولي فلم يبقى امامها سوى اقناع العراقيين سواء خارج أو داخل العراق بأن المعارضة العراقية وبكل اتجاهاتها غير قادرة على ادارة شؤون العراق مابعد صدام بل حتى قيادة المعارضة ماهم الا أناس يلهثون وراء مصالحهم الشخصية لاغير0ولذك رأينا المخابرات الامريكية ومن فترة غير قصيرة تزرع بذورالخلافات في ساحة المعارضة العراقية وتبارك الولادات لاحزاب ومنضمات بل هي التي اسست هذه الاحزاب الجديدة وذلك بالدعم المادي والترويج الاعلامي وبما ان الامريكان مكروهين من قبل الشعب العراقي بسبب مواقفها القذرة لدعمها وتحريضها لصدام بشن الحرب على ايران وبعد ثمانية سنوات حرب ضروس وماخسره الشعب العراقي من الرجال والمال وكذلك كان الدور الاول لامريكا لدفع صدام لدخول الكويت ولاينسى العراقيين الربع مليون جندي عراقي الذين قتلوا بالطائرات الامريكية اثناء انسحابهم من الكويت وكذلك قصف جميع المدن العراقية بالطائرات وقتل عشرات الالاف من المدنيين الابرياء بحجة قصف المنشآت والقوعد العسكرية وبعدها الانتفاضة والذي كان لامريكا دورا فيها بعد خطاب لبوش الأب وتحريض الشعب العراقي بالخروج لاسقاط نظام صدام وحكومته ومن ثم اعطت امريكا الضوء الاخضر لصدام بالقضاء على الانتفاضة بل وكانت تعطي للحكومة العراقية معلومات عن مواقع الثوار ولأسباب يعرفها ابناء العراق0ومن ثم الحصار الجائر وما فعل فعلته على الشعب العراقي من جوع وكثرة الامراض بسبب نقص الادوية وغير ذلك والذي ورائه امريكا والى يومنا هذا كل هذا يجعل المستحيل ان تطمأن امريكا بدخولها الى العراق فالحل الوحيد لامريكا هو تسقيط المعارضة العراقية وقياداتها واظهار نفسها من خلال الدور الاعلامي القوي التي تسيطر علية في كل أنحاء العالم والذي من خلاله تستطيع ان تقلب الحق باطلا والباطل حق وبأساليبها الخبيثة وأضهارنفسها بانها المنقذ للشعب العراقي من الحكومة الدكتاتورية وانها القوة الوحيدة في هذه الدنيا القادرة على فعل ذلك وانها الاب الحنون لهذا الشعب المظلوم ولذلك نرى دعوة قادة المعارضة الى واشنطن وماتبعها من اعلان بعض قادة المعارضة بان لهم علاقة بامريكا ومن فترة غير قصيرة وخصوصا تصريح محمد باقر الحكيم جعل العراقيين ينظرون بعين الريبة الى هؤلاء فبدأ ذبول اوراق المعارضة اما مرحلة التسقيط فكان ترتيب مؤتمرعام يجمع كل فصائل المعارضة والذي تمثل بمؤتمر لندن
للاسف الشديد ما رايناه وسمعناه بعد انتهاء المؤتمر قد اصقط الجميع لقد كانت عملية تسقيط المعارضة العراقية هي المهمه الاصعب والمرحلة الاخيرة في نظر الامريكان وتجاوزت امريكا هذه المهمة بفترة بسيطة بعدما استعملت المكر والخديعة

ويمكرن ويمكر الله والله خير الماكرين

21-12-2002