حارس الأباريج
حكى لي أحد الأصدقاء انه وجد أحد الأشخاص في حسينية وكان هذا الرجل مسؤلا عن نظافة المراحيض والحمامات الملحقة في الحسينية. وكان هذا الرجل حريصا على ممارسة تسلطه حتى في وظيفته تلك. حيث كان يضع مجموعة من الأباريج التي تستخدم للطهارة وعندما يذهب شخص ما للمرافق فانه كان يشير عليه بأن يستخدم هذا الأبريج بدلأ من ذاك دونما اي سبب مقنع. هذه الحكاية تذكرني بالناس الذين شاركوا في مؤتمر لندن. والذين شاركوا ثم انسحبوا، والذين صيحوا ولم يشاركوا لأنهم استبعدوا، والذين شاركوا ولم يعرفوا لماذا شارككوا، والذين بدؤا بمشاريع ومؤسسات واحزاب وحركات علماشي قبل المؤتمر حتلى يمكن ان يشاركوا. حيث ان القاسم المشترك بينهم هو ان يرضوا غريزة التسلط والتحكم حتى ولو في الحلم.
فالذين شاركوا رجعوا وقالوا انهم حصلوا على 1000 دولار اميركي فقط اكرامية لحضورهم المؤتمر، مع بطاقة السفر واقامة الفندق للمدة اياها مع بوسة ولقطة كاميرا ودقة سبحة وهجع. والذين لم يذهبوا بدؤا بالصياح والصياح والصياح بأنهم "ديمقراطيون حتى النخاع مع اسلاميتهم" لعل يفهم الأله الأميركي الأشارة ويشفع لهم بدخول الفندق. وبعض الذين شاركوا صمتوا صمت استحياء الشهوة وحسب القول العراقي المألوف "مشتهي ومستحي" مع توزيع عادل للأبتسامات من دون سبب. ومع اقتناع فوري بأن جلوس الشامي الذي كان يبكي زوجته التي قتلها النظام البعثي في مقابلة المؤتمر قبل عدة اشهر جنبا الى جنب مع السامرائي القاتل البعثي المطلوب للشعب العراقي. و مكالمة العسكري لقناة سحر التي تزيد حماسة عن حماسة كنعان مكية للمؤتمر وحقوق الشاذين فيه. رباط الكلام ان للموضوع جيفة كجيفة تلك المراحيض والذين شاركوا في المؤتمر لا يتعدى كونهم انهم حراس اباريج يريدون اشباع غريزة تسلط باتت تبدو اكثر جلاء يوما بعد يوم. فهنيئاا لهم المراحيض واباريجها.