عندما يتساوى الطاغية والمحتل والمحرر
بغداد (اف ب) تشهد مدينة الصدر معقل الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر في ضواحي بغداد الشرقية هدنة مدتها يومين بين الميليشيا الشيعية والقوات الاميركية وفق مصادر متطابقة.
"بدات الهدنة صباح الاثنين وتستمر حتى صباح غد الاربعاء" كما اكد لفرانس برس العقيد معروف اللامي مدير الشرطة في المنطقة التي كانت الاسبوع الماضي مسرح اشتباكات واسعة بين الطرفين.
واوضح اللامي ان الهدنة اقرت بعد "مفاوضات بين شيوخ عشائر مدينة الصدر وممثلين عن قوات الائتلاف وبموافقة مسؤولي مكتب الصدر (مقتدى). واكد ان اجتماعا سيعقد صباح الاربعاء بين الطرفين "للبحث في سبل تمديد الهدنة".
تقضي بنود الاتفاق ب"عدم دخول الدوريات الاميركية خلال هذين اليوين الى مدينة الصدر واختفاء المظاهر المسلحة والبحث في الافراج عن المعتقلين" وفق المصدر نفسه.
من ناحيته اكد الشيخ رائد الكاظمي من مساعدي مقتدى الصدر لفرانس برس "ان الهدف من الهدنة التوصل الى الافراج على المعتقلين".
وكانت القوات الاميركية قد اعتقلت في 8 ايار/مايو مدير مسؤول حركة الصدر في المدينة عامر الحسيني واربعة من مساعديه وعمدت في اليوم التالي الى تدمير المكتب تدميرا كاملا وتسويته بالارض.
من جهة اخرى اعلن مسؤول في مديرية شرطة كربلاء لوكالة فرانس برس الثلاثاء ان القوات الاميركية تمكنت من تحرير ثلاثة رجال شرطة كانوا مختطفين من قبل عناصر ميليشيا جيش المهدي خلال الاسابيع القليلة الماضية.
وقال عبدالرحمن الشاوي الناطق الاعلامي للشرطة ان "هؤلاء الشرطة اعتقلوا خارج اوقات الدوام الرسمي وكانوا يرتدون الزي المدني".
واضاف ان "عملية اطلاق سراحهم حصلت في جامع المخيم حيث كانوا محتجزين هناك منذ حوالي عشرين يوما". واوضح ان "عملية الاعتقال جاءت على خلفية صدور بيان من مكتب الصدر هدد باعتقال كل شرطي وذلك بحجة ان الشرطة في كربلاء تتعاون مع قوات الاحتلال".
وقال الشرطي حسام تكليف الذي كان محتجزا انه تعرض للضرب الشديد والتعذيب لغرض اعطاء اية معلومات عن اماكن تواجد الشرطة وعن الامكانيات المتوفرة لدى الشرطة.
وسيطر الهدوء الثلاثاء على مدينة الصدر حيث لم يشاهد مسلحو جيش المهدي في الشوارع او قرب المكتب كما لم تشاهد دوريات اميركية في المنطقة وفق مراسل فرانس برس.
وتشهد مدينة الصدر منذ مساء الاحد حالة من الهدوء بعد ان قامت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في الايام الاخيرة بسلسلة عمليات ضد مسلحي الصدر في معقلهم.
اف ب. ©
رد مع اقتباس
