المفروض ان يستقل العراق بعد خمس اسابيع..
ولكن الاستقلال لن يكون كاملاً.. فالقرار الذي وافق عليه مجلس الامن لا يسمح للحكومة العراقية المستقبلية بان تطالب القوات الاجنبية بالخروج من البلاد.. وحين ضغطت فرنسا والمانيا بهذا الشأن، وافقت الولايات المتحدة وبريطانيا على مراجعة القرار بعد عام.
ومن المعروف بعد اكثر من استبيان في العراق، ان الغالبية العربية لا تؤيد بقاء القوات الاجنبية.. وان كان للاكراد راي مخالف.
كما ان الشخصيات القيادية في الحكومة الجديدة يختارها السيد الاخضر الابراهيمي، والسيد بلاكويل، السفير الامريكي السابق للهند.
ما حدث في الفلوجة، اي عودة القوات التي كانت في الجيش في عصر صدام للمدينة بشكل علني، بل وقيام هذه القوات بتفقد الامن مع القوات الامريكية اقلق الشيعة والاكراد من ان يُتركوا خارج اللعبة السياسية. حتى وقت الانتخابات عام 2005. ولذلك لا تحبذ هذه المجموعات السيد الباششي، الذي يريده الابراهيمي وبلاكول رئيساً للدولة. كل هذه مؤشرات لا تبشر بخير.. فمن يقوم بالاختيار للشخصيات العراقية التي ستقود البلاد ليسوا من اهلها.
اما ما يقلق اكثر، فهو ما اكد عليه الرئيس بوش في خطابه اليوم: انه مصمم على ترشيح السيد ماجروبوتني سفيراً امريكياً في العراق. وهذا الرجل يعمل ممثلاً في الامم المتحدة حالياً للولايات المتحدة، ولكنه معروف اكثر في واشنظن بعمله في امريكا الجنوببة. حيث تفوق في صنع ارتباطات بين مؤسسات استخباراتية في عدة دول هناك.
وهكذا سنجد في العراق اكبر سفارة امريكية في العالم (كما يقولون).. او حتى حكومة خفية.. وستتدخل في شئون الدول الاخرى.. باختصار، اعتقد ان الولايات المتحدة تنوي، كما قال الرئيس بوش مراراً، ان تحارب الارهاب في بلادنا.. وكيف ستسقر البلاد، وعلى ارضها تدور هذه الحرب الشرسة؟
ولم اسمع اي احد في الولايات المتحدة حتى الساعة يقول ان السيد ماجروبونتي نجح في اعمار بلد ما. بل ان موضوع الاعمار والقوانين المدنية ليس من الشئون التي يعني بها عادة.
بصراحة، يحزنني ان اتوقع من هذه المؤشرات ان الاوضاع في بلادنا غير مقبلة على استقرار الشهر القادم. وان كنت اتمنى ان يكون تفكيري هذا خاطئاً.
اخيراً، ارجوا ممن يعرف معلومات عن مجروبونتي ان يقدمها هنا.
المحجوب