[align=justify]نهب واسع النطاق لمعدات البنية التحتية العراقية وتصديرها بوصفها
«خردة»
المنهوبات تشمل قضبانا فولاذية عملاقة ومعدات تثبيت لآبار النفط وأجهزة الكترونية متطورة ودبابات وعربات قطار[/align]
سحاب (الأردن): جيمس غلانز*
مع انفاق الولايات المتحدة لمليارات الدولارات في اعادة انشاء البنى التحتية المدنية والعسكرية في العراق، فان هناك أدلة متزايدة على ان أجهزة عسكرية حساسة وأخرى لحفر النفط ولمحطات تصفية المياه وكل المركبات الخاصة بالمباني القديمة تغادر البلد على ظهر شاحنات. ويعتقد ان الكثير من هذه المعدات جديدة
وحسب بعض التقديرات هناك ما لا يقل عن 100 شاحنة شبيهة بالمقطورات محملة بما يطلق عليه بـ«الخردة العراقية» تتوجه كل يوم من العراق صوب الأردن الذي هو واحد من ستة بلدان تشارك العراق حدوده.
ويقول المسؤولون الأميركيون انه تتم مراقبة المعدات الحساسة عن كثب أما الخردة المتبقية المنقولة فهي تغادر البلد المدمر بطريقة شرعية، لكن الكثير من الخبراء يقولون ان الكثير مما يحدث هو عملية نهب واسعة الآفاق
وظلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتمركزة في فيينا تراقب باحكام صور الأقمار الصناعية الملتقطة لمئات من المواقع العسكرية والصناعية في العراق. وكانت النتائج الأولى عن تحليل هذه الصور مريعة حسبما قال جاك باوت مدير مكتب التحقق النووي في العراق التابع للوكالة الدولية، وذكر ان «أكثر من عشرة مبان ومجمعات قد اختفت بالكامل من الصور الملتقطة». وقال باوت «نحن نرى مواقع قد تمت ازالتها تماما»
بدأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ببرنامج مراقبتها هذا في ديسمبر (كانون الاول) الماضي، بعد وصول حاويات بالفولاذ ملوثة باليورانيوم الى الفناء الخاص بقطع الخردة بميناء روتردام الهولندي، ويعتقد ان التلوث قد يكون ناجما عن برنامج صدام حسين النووي قبل وقوع حرب الخليج 2001. وكانت الشحنة التي تم تقصيها تعود الى شركة أردنية، ويبدو انها لم تكن على علم بأن الخردة تحتوي على مواد مشعة
وخلال الأسابيع القليلة الأخيرة أثار الأردن انتباه المسؤولين الدوليين بعد العثور في مخازن خاصة بقطع الخردة بالأردن على قطع معدنية قادمة من العراق عليها علامات كان فريق مراقبة الأسلحة الدولي في العراق قد وضعها للتحقق من نزع السلاح العراقي أثناء حكم صدام حسين. ولم يتم الكشف قبل ذلك عن العثور على أدوات تحمل علامات فريق التفتيش الدولي المعروف باسم «أنموفيك»
وقال جيف ألن المتحدث باسم «أنموفيك» ان منظمته «تحقق في ازالة مواد من العراق كانت ربما موضعا للمراقبة، وهذا التحقيق مستمر حاليا. لذلك فنحن نعرف هذه القضية. لقد أعلِمنا بالتفاصيل المتعلقة بحادثة روتردام ونحن على اتصال بالمسؤولين الأردنيين»
وكشفت الفحوص الأخيرة التي جرت في مخازن قطع الخردة الأردنية بضمنها تلك التي قام بها مراسل «نيويورك تايمز» عن وجود كميات هائلة من خردة المعادن ومكونات أخرى تدخل في تركيب البنى التحتية المدنية العراقية وهذا يشمل أكواما ضخمة من النحاس الثمين وقوالب وقضبان من الألمنيوم، وهناك أكداس ضخمة من القضبان الفولاذية وأنابيب مياه ومثبتات عملاقة لأجهزة استخراج النفط وكلها تبدو جديدة اضافة الى شاحنات سكك حديدية مقطعة الى أجزاء، كما ان هناك عددا كبيرا جدا من الدبابات المحطمة، بل يمكن ايجاد حتى براميل البيرة التي تحمل كلمات «الجعة العراقية»
قال جون هامر رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الواقع في واشنطن، الذي أرسل فريقا الى العراق وأصدر تقريرا عن مساعي اعادة الاعمار بناء على طلب البنتاغون في يوليو (تموز) الماضي «هناك عملية نهب هائلة تهدف الى تجريد أي شيء يُعتقد ان له قيمة داخل العراق لنقله الى الخارج. انه سلب نظامي للبلد. انت عليك ان تعوض كل هذه المواد»
لكن الولايات المتحدة تجادل في ان تجارة خردة المعادن العراقية هي تحت اشراف مكثف من قبل وزارات الحكومة العراقية لضمان عدم خروج أي شيء يشكل خطرا أمنيا أو تهريب مواد تعود الى المشاريع الجديدة. وفي أبريل (نيسان) الماضي قرر بول بريمر رئيس ادارة سلطة التحالف ان تمنح وزارة التجارة خردة المعادن ترخيصا كي يتم تصديرها خارج العراق
وقال سام ويتفيلد المتحدث باسم ادارة سلطة التحالف، ان العقوبات على من لا يحصل على ترخيص أو عدم الالتزام بشروطها ستكون شديدة على صاحب الشاحنة. وأضاف «اذا هو لم يمتلك ترخيصا ووجِد انه يصدِّر قطع خردة بطريقة غير شرعية فانه لن تتم مصادرة حمولته فقط بل يمكن لشاحنته ان تصادَر». وأضاف انه يجب ألا يكون مجموع كميات الخردة مثيرا للدهشة، خصوصا اذا أخذنا بنظر الاعتبار وجود ما يقرب من 3 آلاف دبابة وسيارة عسكرية مدمرة نتيجة لسلسلة المعارك التي خاضها البلد. وهذه العربات تم تحويلها الى خردة بشكل شرعي. وقال «هناك كميات هائلة من الخردة في شتى انحاء العراق»
وقال مسؤول استخبارات أميركي ان الفكرة التي تقول ان المواد المتعلقة ببناء الصواريخ أو أجهزة متعلقة ببرنامج بناء الأسلحة النووية تبدو غير قابلة للتصديق. وأضاف هذا المسؤول «انه أمر قابل للتصور ان بعض هذه المواد قابل للاستعمال المزدوج لكن يبدو ان ما يحدث هو بكل بساطة عمليات نهب»
كذلك أكد ويتفيلد ان سلطة التحالف أوقفت النهب الواسع في العراق، لكن زيارة الى فناء خاص بقطع الخردة في هذه المدينة الرعوية التي تبعد مسافة عشرة أميال عن عمان تثير علامات استفهام قوية على مدى صحة هذا التأكيد. فهناك رافعات ورجال يحملون مصابيح يدوية ينقبون في أكداس لا نهاية لها من الفولاذ والألمنيوم والنحاس، وقال العمال هناك ان معظم هذه المواد جاءت من العراق
فعند عصر أحد الأيام الأخيرة كان هناك ما يقرب من 100 شاحنة يحمل الكثير منها صفيحة ترخيص عراقية برتقالية اللون وتقف في طابور بالقرب من مدخل أحد أفنية الخردة. قال يوسف واخيان العامل في فناء خاص بالخردة ان ما بين 60 و100 شاحنة قدمت في ذلك اليوم من العراق وان هناك 50 غادرت مع حمولات من الخردة لبيعها في أماكن أخرى
تحتوي بعض الأكداس على قطع قد تكون وصلت من عمليات «سكربة» شرعية. كانت هناك كابلات نحاسية منزوعة من نظام كهربائي ذي فولتية عالية، كذلك يمكن مشاهدة قطع منزوعة عن دبابات وقواطع مأخوذة من ماكنات عملاقة وأعمدة مرفقية وجران فولاذ سميكة مشدودة الى باب مكتوب عليها انها جزء من مبنى في مطار.
في السنة الماضية صدرت تقارير كثيرة تشير الى وقوع نهب واسع لخطوط التحويل الكهربائي ولقواعد عسكرية بين الأشياء المنهوبة الأخرى. لكن المهندس محمد الداجه الذي يعمل مديرا تقنيا في مناطق التجارة الحرة مثل بلدة فناء الخردة الواقع في سحاب أشار مع قدر من الحزن الى أكداس أخرى لا تبدو انها تنتمي الى هذا المكان، بل هي حمولة معدات جديدة. فقد كانت هناك قضبان ذات أطوال تبلغ 15 قدما مصنوعة من الفولاذ الكربوني، اضافة الى انابيب مياه ذات قطر يبلغ القدم مرصوفة في أكداس مثلثة الشكل يبلغ ارتفاعها 10 أقدام اضافة الى مثبتات عملاقة خاصة بمعدات حقول النفط. وقال داجه «انها ما زالت جديدة وقيمتها عالية جدا». وتساءل بنبرة خطابية «لمَ هي هنا؟ انهم بحاجة لها هناك»
قال داجه ان عملية «السَكْربة» لم تكن خالية من الحوادث، فقبل أشهر قليلة كان عدد من العمال يقومون بتقطيع عربة في مدينة الزرقاء التي هي الأخرى منطقة تجارية حرة فانفجرت خطأ قنبلة في داخلها وأدى ذلك الى مقتل أحدهم
من جانبها، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية انه منذ حادثة روتردام ظلت أجهزة تقصي الاشعاع تكتشف وجود بث اشعاعي ضعيف على حمولات الخردة عند فحصها على حدود العراق. وفي يوم 15 مايو، وأثناء فحص شاحنة كانت تحمل الخردة في نقطة هابور الواقعة على حدود العراق مع تركيا راحت أجهزة الفحص النووي تبث صريرا قويا. وقد أعيدت الشاحنة الى العراق بدون ان يُسمح لها بالدخول الى الأراضي التركية
ويؤكد المحللون المختصون في شؤون الشرق الأوسط ان تهريب الخردة لا يثبت وجود شبكة تهريب عالمية. وقال وليد خدوري العراقي الذي يرأس تحرير مجلة «الاستقصاء الاقتصادي في الشرق الأوسط» والذي زار بلده في يناير (كانون الثاني) الماضي «ما تمكنا من كشفه في العراق هو ان هناك عصابات بعضها قديم وبعضها الآخر جديد، نتجت عن الفساد وبامكانها ان تفلت من أي عقاب. الوضع هناك فوضوي تماما. فلا يوجد أي قانون»
من جانبه، قال المحلل السياسي الأردني لبيب قمحاوي الذي قام بعمل تجاري ضمن برنامج «النفط مقابل الغذاء» ان هناك الكثير من الحديث بين الأوساط التجارية عن وجود صفقات لـ«شحن أشياء جديدة تحت يافطة قطع الخردة»
ولم يتمكن القمحاوي ان يعرض أي أدلة خاصة تثبت وقوع هذه النشاطات، لكن مسؤولا عسكريا أردنيا سابقا قال، ان سلعا الكترونية شديدة التطور من بطاريات اطلاق الصواريخ أو أدوات مكائن لا يمكن تجنب عبورها مع الخردة خصوصا مع وجود صعوبة في تدمير الأجهزة كليا
وقال هذا المسؤول ان تجارة الخردة ليست محدودة فقط بأفنية بيع قطع الخردة الأردنية، فهو قد شاهد قبل أيام قليلة دبابة روسية من نوع تي ـ55 بالكامل مع رسوم تشير الى انها عراقية وكانت موضوعة فوق شاحنة بعد ان قطعت سبطانتها ووقفت تلك العربة أمام مصنع للفولاذ بالقرب من طريق عمان الموصل بالمطار التجاري الرئيسي
وكان ممكنا تمييز العلامة الموضوعة أمام المصنع الذي يحمل اسم شركة اتحاد صنع الحديد والفولاذ في أحد الأيام الأخيرة. كانت تقف أمامها ثلاث شاحنات تحمل صفائح ترخيص خاصة بسيارات بغداد. وعند كوخ متداع قريب من أكداس من الفولاذ كان يقف حارس أمن، وهناك أوقف هذا الشخص صحافيا أميركيا مع صحافيين آخرين. قال الحارس «لا، لا تستطيع ان تذهب». عرّف الحارس نفسه بأنه عزام التميمي وأضاف «أنا لدي أوامر». سأل صحافي أردني الحارس ماذا هناك من الأشياء الى جانب أكداس الفولاذ بحيث يمنع الزوار من الوصول الى تلك المنطقة. قال التميمي «ليس هناك أي شيء. هناك فقط دبابات عراقية من أيام الحرب»
* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»
__________________
مبروك عليكم يا احزاب مجلس المحكومين ...مبرووك يا قوى يا مسلمة يا مجاهدة ياشريفة العراق ينباع خردة....معامل بكاملها تفصخ و تباع للكويت و السعودية و الأردن و ما ادراك ما الأردن كل خيرات العراق تباع هناك و كل صادراته تمر من هناك و الربح بالنص ...ومن اتورد الشركات الأمريكية حديد جديد الربح هم بالنص 320 مليون طن حديد و دبابات و معامل و انابيب مياه و نفط جديدة و مخازن باكملها هربت للخارج كلها على اساس إنها خردة أوووووووووف ربي ...الله لا يوفقكم يا حرامية ...والله ما اعرف شكوول بس اكوول هباء مانثورا امين ربي هباء مانثورا بحق الشعب الجاءع اذا بقى له حق يا .............