الأردن يحتفل باختيار حليفه علاوي.. والياور صديق تقليدي
ssالصحف تشيد والحكومة ترحب والقصر أبرق مهنئاsss


ppعمان ـ القدس العربي
ــ من بسام البدارين:
رحب الاردن بتعيين اياد علاوي لرئاسة الحكومة بالاردن، ليس كمجرد حليف وصديق بل كشخصية عراقية محسوبة تماما علي الأردن والأردنيين ولذلك سياق تاريخي معروف في عمان وبغداد، كما ان المرشح رئيسا للدولة العراقية الشيخ غازي الياور مقرب جدا من عمان وصديق آخر لها، وحسب بعض المصادر مستثمر عراقي إستثنائي في الأردن، وبعد هذين الإثنين يمكن القول ان الأردن علي علاقة طيبة للغاية مع صهر الملك عبد الله الجديد ومبعوث الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي فعمان احتفلت قبل أسبوعين فقط بزواج اخ الملك الأمير علي بن الحسين علي كريمة المبعوث الدولي الصحافية ريم الإبراهيمي.
ويعني ذلك بلغة مباشرة بان الأردن دخل من أوسع أبواب التشابك مع لعبة الأشخاص والأحجام في العراق، وحتي النفوذ الذي كان يتمتع به الجلبي بعد سقوط نظام صدام حسين لم يمنع عمان من إستهدافه ومن التهديد بإعتقاله لوفكر بزيارتها حتي عندما كان رئيسا لمجلس الحكم الإنتقالي كما حاول إبان حكومة علي أبو الراغب السابقة في عمان.ppp
وبطبيعة الحال لا يمكن القول بأن التحالفات والتجاذبات مع الأردن هي الأساس في الخيارات الأمريكية للأشخاص، لكن من الواضح ان القيادة الأردنية لعبت بوضوح سياسيا في هذه المساحة الضيقة وناورت وإنتهت الأمور لنتائج ترضيها أو علي الأقل تتقاطع مع مصالحها الحيوية، فالرجل الذي كان يهدد الأردن حكومة وشعبا من بغداد اي الجلبي أصبح عمليا الآن من الماضي، وعمان أرسلت مذكرة جديدة للإنتربول تطالب بتسليمه، أما الرجل الذي إنطلق اصلا من عمان في معارضته للرئيس صدام حسين فسيجلس قريبا وبصفة رسمية علي كرسي رئاسة الوزراء في بغداد فيما سيصادق صهر العائلة الملكية الأردنية الطازج علي هذه الخيارات.
والأردن بصفة عامة كان متنبها منذ البداية للعبة الأشخاص والرموز والأحجام والمشهد الذي شعرت فيه عمان بانها إنتصرت دبلوماسيا علي الجلبي كان علامة فارقة، فخلال لقاء العاهل الأردني الأخير بالرئيس الأمريكي جورج بوش قال الثاني علنا انه إستمع بإهتمام لنصائح وجهها ملك الأردن بخصوص الثقة ببعض الأشخاص فيما يخص المعادلة العراقية.
وبعد عبارة بوش بأقل من أسبوعين طاردت الأشباح الجلبي وسقط من عليائه وإنتهت أسهمه تماما في حكم العراق واحلامه بأن يكون مؤثرا في معادلة القرار في العراق الجديد، ثم بعد أسبوع واحد صعد للواجهة حليف عمان وصديقها التاريخي العلاوي مما يعني ضمنيا بأن مناقشة الأسماء بين ملك الأردن والرئيس الأمريكي فعلت فعلها وإن كانت قد تقاطعت مع مخططات ومصالح حيوية للأمريكيين.
وهنا من الواضح ان الدبلوماسية الأردنية إقتنصت لحظة مفصلية، فبعد قصة تعذيب أسري سجن أبو غريب وإهانة العراقيين تنازل الرئيس الأمريكي فعلا وسأل حلفاءه من الزعماء العرب عن الذي يتوجب ان يفعله، وسياق الأحداث يدلل الآن بان الزعيم الأردني قال كلاما مفصلا في المسألة العراقية انذاك فتحدث عن الأشخاص بأسمائهم وإقترح علي بوش الإعتذار وتقديم بوصفات محددة من بينها إلغاء سياسة إستئصال البعثيين التي يعتبرها الأردن فلسفة إنتقامية فرضها الجلبي ضمن ما فرضه علي الأمريكيين من أفلام لحسابه الشخصي او لحساب الإيرانيين كما تقول الأنباء حاليا.
ورغم ان المملكة الأردنية إضطرت للبحث عن بدائل نفطية عن المنحة العراقية الموقوفة منذ عامين في أسواق الخليج إلا ان مناوراته علي الأقل في هامش خارطة الأسماء في العراق تنجح في تحقيق نقاط منهجية بدليل ان المرشحين للمناصب الأساسية من المعروفين بصلات قوية بالأردن والأردنيين.
وعمليا لا يمكن توقع حالة لا يكون فيها الأردن مهتما بالتأثير بالأخصر الإبراهيمي بعد صلات النسب الأخيرة بين الطرفين فذلك أمر طبيعي خصوصا وان الملك عبد الله شخصيا إستقبل الإبراهيمي وخطب ابنته لشقيقه الأمير وأشرف علي هذه المصاهرة مما يعني بان القيادة الأردنية التي تزداد أسهمها في حصة الحركة الإقليمية تستغل كل ما تستطيعه في طريق تثبيت خياراتها ومصالح بلادها وما تراه صوابا من وجهة نظرها.
وسواء أعجب الأمر بعض المراقبين أم لم يعجب تكرست عمان الآن كلاعب لا يمكن الإستهانة به في إطار توازنات الأشخاص فعلاوي مرة ثانية هو المعارض العراقي الوحيد الذي سمحت له السلطات الأردنية قبل سقوط صدام حسين بإفتتاح مقر رسمي لحركته الوفاق في العاصمة عمان وهو مقر لا زال موجودا حتي الآن وفصيل الوفاق هو الوحيد الذي سمح به بتوزيع صحفه ووثائقه وطباعتها أصلا في عمان وثالثا هو الفصيل الوحيد الذي سمحت له عمان أيام الملك الراحل حسين بن طلال بعقد مؤتمر حزبي في عمان. وسلطات صدام حسين قبل السقوط الأخير كانت دائما تعترض علي نشاطات جماعة العلاوي في عمان لكن بعثية الأخير العتيقة وهدوءه وعلاقته السيئة بجماعة الجلبي كانت من الأوراق التي يعرضها الأردن عند بروز اي ملاحظة عراقية في الماضي. وفي المحصلة كان العلاوي دائما صديقا قريبا من الجانب الأردني فهو مارس الكثير من الفعاليات في الساحة المحلية والحراسات الأمنية الأردنية كانت تحيط بمكتبه في العاصمة عمان ولديه شبكة من علاقات الصداقة بعدد كبير من طاقم النخبة في الأردن وعلاقته كانت جيدة بالملك حسين وها هو الآن نجله الملك عبد الله يجددها كما يشار له بإعتباره نجم صفقة التدريب الأردنية لكوادر الشرطة والعسكر العراقية حيث كان يحضر من بغداد لرعاية حفلات التخرج لدفعات الشرطة.
وبكل هذه الصفات يمكن القول بان عمان هي العاصمة العربية الأكثر إرتياحا لوجود العلاوي في كرسي رئاسة الوزراء في العراق كما كانت فرحة بإقصاء الجلبي الذي عطل عدة مرات صفقات الدواء الأردنية في أقنية الحكومة المؤقتة.
ولذلك كان الملك الأردني أول زعيم عربي يبرق للعلاوي مهنئا بموقعه الجديد متمنيا له التوفيق في عمله كما كانت الحكومة الأردنية اول حكومة عربية تصدر بيانا تعلن فيه ترحيبها بترشيح العلاوي متطلعة لإقامة علاقات تعاون أخوية معه مستقبلا وهو ما رد عليه العلاوي نفسه بحديث صحافي أدلي به لصحيفة أردنية العرب اليوم مؤكدا فيه ان الملك عبد الله سند قوي للعراق المستقل والحر رافضا الإتهامات التي توجهها بعض الجهات العراقية للأردن واصفا الملك عبد الله بانه السند الحقيقي للقضية العراقية كما هو السند الحقيقي للقضية الفلسطينية.
وفي الواقع إحتفلت الصحافة الأردنية بترشيح وتعيين علاوي وأظهرته بقوة علي صدر صفحاتها الأولي فيما نشرت مقالات تعتبر المسألة إنجازا قويا للبوصلة السياسية الأردنية، وفي الواقع يرتبط الشيخ غازي الياور بصفته شيخ قبيلة شمر العراقية بعلاقات وطيدة جدا وقديمة بشبكة كبيرة من الشخصيات الأردنية بما في ذلك زعماء عشائر بارزون ووجوده في موقع رئيس الجمهورية في المرحلة الإنتقاليه ينطوي علي علامات مطمئنة بالنسبة للمملكة كما كان غياب الجلبي ووجود الإبراهيمي من العلامات المطمئنة النظيرة.