بسم الله الرحمن الرحيم
النجف الاشرف

آية الله الشيخ محمد اليعقوبي " دام ظله " يصدر بيانا حول تشكيل الحكومة العراقية الجديدة
سماحته يشير إلى إن مشروع تعيين الحكومة الانتقالية قد مرر خلال اشغال الأمة بأزمات مفتعلة
الوجود الإسلامي في هذا التشكيل لا يتناسب مع جسامة التضحيات التي تكبدها خلال عقود البطش الصدامي

سماحته ينتقد تغييب النساء الملتزمات إسلاميا من التشكيلة الوزارية ويقول :

النساء المنّظمات إليه لا توجد فيهن واحدة ترتدي الحجاب الإسلامي لترمز إلى وجود شريحة واسعة من الملتزمات بالشريعة الإسلامية والتي تمثل أغلبية نساء هذا المجتمع .

وحول الترحيب العربي والإقليمي بالحكومة الجديدة سماحته يقول :

ماحدا مما بدا ... أم إن وراء ذلك أغراضا ونوايا غير نظيفة قد تحققت ..!؟

وظيفة الحكومة الحالية هي إنهاء الاحتلال بتسلم السيادة الكاملة والإعداد الكامل لإجراء الانتخابات في موعدها المقرر ..






وفيما يلي النص الكامل لبيان سماحته:



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

( ملاحظات بين يدي الحكومة الانتقالية الجديدة )

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

لقد شهد العراق خلال الأسبوع الماضي حدثاً كبيراً في تاريخه وهو تعيين رئيس الجمهورية والحكومة للفترة الانتقالية للإشعار بحياة جديدة انبثقت في هذا البلد وقد افتعلت أزمات في البلد خلال الفترة الماضية لتنشغل الأمة بها ويمرر هذا المشروع كما خطط له وقد اشتركت في حبكه عدة أطراف بعضها مؤثر وبعضها مغلوب على أمره .

إن هذا الحدث يمكن أن نلاحظ عليه عدة نقاط :

1ـ غياب الصورة الإسلامية عن التشكيل وعدم وضوح ما يشير إلى إن هذه حكومة تمثل بلداً سمته البارزة فعالية التيار الإسلامي فيه وتغطيته لمساحات واسعة من الشعب ولا يتناسب الوجود الإسلامي في هذا التشكيل مع جسامة التضحيات التي تكبدها هذا التيار خلال عقود البطش الصدامي حتى إن النساء المنّظمات إليه لا توجد فيهن واحدة ترتدي الحجاب الإسلامي لترمز إلى وجود شريحة واسعة من الملتزمات بالشريعة الإسلامية والتي تمثل أغلبية نساء هذا المجتمع .

وبعد كل هذا يقول مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إن هذا افضل الممكن أو الموجود .

2ـ الترحيب العربي والإقليمي الذي حصل بهذه الحكومة رغم إن آلية تشكيلها لا تختلف عما حصل في إنشاء مجلس الحكم حينما اعترضوا عليه ولم يعترفوا به لإنه فاقد للشرعية وغير منتخب من قبل الشعب فما حدا مما بدا ؟ أم أن وراء ذلك أغراضا ونوايا غير نظيفة قد تحققت ؟

3ـ إن هذه الحكومة غير شرعية بالتأكيد لأنها لم تستند إلى إرادة الشعب ولكنها قادرة على أن تحظى بتأييده لاحقاً حينما يلمس منها هذا الشعب خطوات إيجابية على طريق حل مشاكله وقيادته نحو الاستقرار والبناء والأمن والازدهار وإن تكون لهم مصداقية وجدية في وعودهم للشعب لأن وظيفتهم الأساسية هي إنهاء الاحتلال بتسلم السيادة الكاملة ، والإعداد الكامل لإجراء الانتخابات في موعدها المقرر ، وتصريف أعماله خلال المرحلة الانتقالية .

ويتفرع عن ذلك عدم وجود حق لهذه الحكومة في اتخاذ قرارات ستراتيجية وتكبيل الشعب وحكومته الدستورية بعقود ومعاهدات وقوانين ملزمة لتلك الحكومة التي ينتخبها الشعب .

4ـ إن البلد قد عانى خلال الأشهر الأربعة عشر من عمر الاحتلال من أزمات ضخمة كلفته الكثير من الخسائر البشرية والمادية والمعنوية التي ما كان ليتحملها لولا صبره وترقبه وحسن ظنه بالله تعالى وقد أرجعنا أسباب تلك الأزمات إلى عدة أمور في بعض بياناتنا السابقة ومنها التخبط في العملية السياسية ، تجاهل إرادة الشعب ، عدم الجدية في أعمار البلد وتحسين وضع أهله ، عدم إيجاد فرص العمل الكافية وغيرها وإذا شخصنا الأسباب فلا بد من العمل بصدق واخلاص على تلافيها وعدم تكرار الوقوع فيها فإن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين وقد لدغ شعبنا مرات ومرات .

إن عيون هذا الشعب المضطهد المحروم الذي يستحق كل تكريم ورعاية تترقب من الحكومة الجديدة أن تمسح بيدها على جروحه وتخفف عن آلامه وتعينه على المكاره ولا تضيف إليه هماً على همه ومصيبة على مصائبه فينعدم عنده الأمل ويدب إلى قلبه اليأس فلا يجد حلاً أمامه إلا الانتحار .




النجف الاشرف

محمد اليعقوبي

14 ربيع الثاني 1425

3 / 6 / 2004