نحو مشاركة شعبية حقيقية

للفترة المؤقتة التي ستمتد من اليوم التالي لانتهاء الاحتلال واستعادة السلطة وحتى ستة او سبعة اشهر قادمة، يتركز الاهتمام راهنا باتجاه عقد المؤتمر الوطني الذي سينبثق عنه المجلس الوطني المؤقت، وتعد هذه التجربة في سياق بناء العراق الجديد خطوة اقتراب نحو الديمقراطية والتمثيل الشعبي واذا كانت وليدة هذا الظرف الاستثنائي السير الذي يتعذر معه اجراء انتخابات عامة تعكس ارادة الواقع العراقي فانه من المؤمل ان تسهم في تعزيز الثقة بين المواطن والدولة وتعيد الى الشارع العراقي قدرته في الحضور السياسي السليم عبر خلق مناخات الديمقراطية التي حرم منها طيلة الحكم الدكتاتوري البائد.

ان اي ضعف في هذه المؤسسة (التمثيلية الى حد ما) ستكون له اسقاطاته غير المرضية على مجمل الحياة السياسية في البلد بدءا من المزاج الوطني للعراقيين وصولا الى اداء الحكومة المؤقتة وطبيعة علاقة المواطن بها فالخلل في هذه المفردة الكبيرة يعني نريد له ان يطبع العراق الجديد ويضفي عليه النجاح في تشييد نموذج ديمقراطي سليم يشعر فيه الجميع بثمرة زوال الظلام الشاذ الذي خيم على وادي الرافدين.

وكواحدة من مستلزمات نجاح دولة القانون والتعددية والشفافية ان تتمتع بمجلس تمثيلي قوي قادر على تحمل مسؤولياته والنهوض بوظائفه تجاه الامة ولعل اول عناصر القوة لهذا التمثيل ان يكون مستوعبا لكل او معظم الاتجاهات والاطياف والتلاوين السياسية والقومية والمذهبية بعيدا عن الاقصاء والتغييب.

ان العراقيين يتطلعون الى المشاركة الحقيقية في الحياة العامة عبر مجلس منتخب، ولم تفتر مناداتهم به لايمانهم بانه الوسيلة الاكيدة نحو الاستقرار والازدهار، فان كانت هذه المشاركة اليوم غير متيسرة نتيجة العامل الامني المتفاقم او صعوبة الاحتكام الى الالية الانتخابية المناسبة بسبب عدم توفر الاحصاءات المطلوبة او ماالى ذلك غير ان مقاربة هذه المشاركة في الفترة المؤقتة وان كانت لاتعبر عن البديل المرجو فانها ستكون عامل اطمئنان للمواطن الذي يأمل بلهفة ووعي الى رؤية تجربة لاتقفز على واقعة وتعبر عن شيء من طموحاته التي ستظل معقودة على صناديق الاقتراع، تلك الصناديق التي ستتيح له بكل حرية ونزاهة ان يصوت بما يشاء في موعد لن يتعدى الحادي والثلاثين من كانون الثاني المقبل بمشيئة الله تعالى.



البيان

http//www.idp-baghdad.org