أم البروم ... ذاكرة البصرة وقلبها النابض

[قيصر الركابي]

ليس هناك مكان في البصرة لم يعبق برائحة التاريخ ، فكل شارع أو ميدان أو ساحة أو حي له حكاية من التاريخ تكون أجزائها مجموعة تاريخ هذه المدينة العريقة النبيلة .. ومن هذه الأماكن ساحة قديمة واسعة تحمل بين حناياها أحداثا مهمة وتواريخ لشخصيات بارزة من ادباء وشعراء وفنانين وتربويين ومجاهدين ، وهذه الساحة تدعى ( أم البروم) ، وهي تقع وسط العشار مركز المدينة التجاري وقد انشئت في العشرينات من القرن الماضي وكانت سابقا مقبرة قديمة .
أصل التسمية : يقول حامد البازي مؤرخ البصرة الشهير ان سبب تسميتها بأم البروم هو انه في خلال العشرينات أصاب البصرة شبه مجاعة بسبب شحة المواد الغذائية وانتشار مرض الطاعون بين أهلها ، مما دعا العوائل المقتدرة ماليا ومنها عائلة آل الملاك الى نصب القدور وطهي الطعام فيها وسط الساحة وكان آنذاك يطلق علي (القدر) الكبير (البرم) ومن هنا جاءت تسميتها بــ (أم البروم) .
أما معالمها فكانت (وكان فعل ماض ناقص) هناك حديقتان جميلتان في هذه الساحة هما حديقة (الملك غازي) والثانية (الملك فيصل) وكان الشباب يمارسون هواياتهم الرياضية فيها وبشكل خاص المصارعة ، وقد ظهر منها مصارعين مشهورين في البصرة مثل عباس الديك وكرم سرهنك وصادق صندوق .
عاشت ساحة أم البروم أحداث عام 1941 حيث أنزل الجيش البريطاني في هذه الساحة وكان أغلبهم من الهنود و (الكركة) وكان يحرس الساحة رئيس الحراس (الحاج عبود) ، وقام هذا البطل في تلك الفترة بمقاومة شجاعة للبريطانيين والهنود والكركة حيث قاومهم ببندقية (العبوية) وكان يطلق النار عليهم من وراء جدار ، اختفى خلفه حتى حاصره الجنود البريطانيون والهنود وأردوه قتيلا ليكتب لمدينته صفحة مشرقة من البطولة والبسالة ، وقد كانت هناك امرأة اسمها ( زعفران ) جميلة جدا ومشهورة ببيع (السويكة) وقد قتلها الجنود الانكليز والكركة وعلى أثر ذلك انطلقت اهزوجة شعبية عن موتها تقول : (الكركي قتل زعفران يا أهل السويكة عزلوا) . ومن الاحداث الاخرى التي عاشتها ساحة أم البروم انتفاضة عام 1948 على أثر معاهدة بورستموث وكذلك شهدت قيام المظاهرات عام 1952 ـ 1953 المعادية للاستعمار كما شهدت المظاهرات التي قام بها عمال شركة نفط البصرة عام 1954 وغيرها من الاحداث .
أما أم البروم اليوم ...فبالرغم من انها أصبحت ساحة مهملة للنفايات واخفتفت الحدائق الجميلة فيها واصبح غروبها الجميل مخيف وهو يمتليء باصحاب السوابق وبائعي المخدرات ... ولكنها تبقى قلب البصرة النابض .. فهي تشهد نشاطا من خيوط الفجر الاول حيث تعج بعمال البناء وباعة الشاي وصباغي الاحذية وباعة الصحف وعند ساعات الدوام يصبح الازدحام على أشده لكونها مركزا لوقوف سيارات النقل والاجرة .

[ابن العراق]

هلا وكلا الهلا باخبار اهل البصرة ، اخي والله شوقتنا للبصرة ولساحة ام البروم وللباجة ، وهذا الي يصيح
حب جكاير علج

وعلى يويمته البسيطة كانه مالك الدنيا بفرحه وقناعته

والله ذكرتني بتومان هذا الاسمر الذي يعزف على العود من خشمه ، وين صار

شكرا لك ياقيصر