النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2004
    الدولة
    Norway
    المشاركات
    303

    افتراضي مقتدى الصدر والتحدي السياسي

    د. علي الدباغ

    خبير في شؤون المرجعية الشيعية

    Aldabbagh110@hotmail.com



    أود أن يكون هذا البحث تعريفات وتوضيحات عن الوضع العراقي الذي يغري الباحث من الذين لا يعنيهم الغوص تحت سطح الأحداث، بل يأخذ الظاهر منها بالتحليل وإيجاد العلل والأسباب واستخلاص نتائج تجمح بعيداً عن الواقع إما لغياب الخلفية المطلوبة والمعرفة المسبقة بنسيج المجتمع العراقي وتكويناته وأطيافه أو العوامل المؤثرة فيه والتي تحرك الشارع العراقي ، وأحيانا أخرى تمسكه من الانزلاق لمهاوي ردات الفعل المباشرة ، والتي أثبتت الاحداث لحد الآن صوابية وتعقل عدم الاحتكام لهكذا ردود أفعال.

    أود أن أتناول مسألة تيار الصدر كظاهرة عراقية برزت على سطح الأحداث ، وخطفت جميع الأضواء ، وتنامت واتسعت بصورة تدعو إلى الملاحظة والبحث ، ودراسة جذوره وبدايات تشكيله ، لأن ذلك يساعد على فهم السلوك الصدامي الذي جنح إليه هذا التيار وأصبح سلوكا يوميا في التعامل مع الحدث ، وإن كان قد بدأ صداما سلميا لم يحتكم فيه الى السلاح ، وتطور ليصبح ظاهرة يصعب التحكم فيها ، وتنسف كل إجراءات الأمن.



    ولعل أحد أسباب هذا الصدام هو فشل قوات الاحتلال في معالجة حالات الإحباط واليأس التي كانت تحيط بالأغلبية الشيعية ، والتي شعرت للحظة بعد سقوط صدام بأنها ستنال حظاً من العناية في رفع مستوى حياتها ومعاشها ووضعها الصحي والتعليمي . وقد صاحب ذلك تهميش سياسي لهذا التيار الديني الذي بدأ يتنامي في الأوساط الشعبية المحرومة التي طحنتها الحروب العبثية ، وسنوات الحصار القاسية ، وخصوصا مدينة الثورة ، والتي سميت بعدئذ مدينة الصدر، التي يربو عدد سكانها على مليوني نسمة يعيشون في عاصمة العراق ، إضافة الى مناطق الجنوب التي تعتبر الأكثر فقرا في العالم.

    صاحب هذا الشعور بالظلم من قبل هذه الملايين المحبطة والمحرومة ، تقصير غير مفهوم من السياسيين الجدد الذين وفدوا على العراق ، اذ لم يلتفت لهم أي واحد من التيارات السياسية ولم يحاورهم أو يستمع إليهم أو يلبي مطالبهم ، وخصوصا بعض التيارات الدينية التي شعرت بأن هذا التيار قد يأخذ من حصتها في الشارع العراقي ، في حين وجدت زعيما شابا قادما من الحوزة العلمية ، وهو وإن كان لا يمتلك ما يؤهله لأن يصبح جزءاً منها ، لكن تاريخ أبيه قد غطى على هذه الجزئية ، وهي ليست بالصغيرة ، وساعده في هذا خطابه الذي تماهى فيه السياسي بالديني ، والذي أعطاه بعداً كاريزمياً تتعطش له الساحة العراقية التي تبحث عن البطل.

    ابتدأ مقتدى الصدر خطابه بنبرة ليست قريبة من المواجهة من الاحتلال ، وكانت اشارات واحيانا طلباً مباشرا بأنه جزء من العملية السياسية ، لكن الآذان لم تفتح لسماعه من قبل الجميع ، وعذرهم كان هو أن الرجل قد تلطخت يداه بدم السيد عبد المجيد الخوئي الذي أضحى أحد نجوم عراق المستقبل ، إضافة إلى ما منحه اسم (السيد الخوئي) من احترام وتقدير عادة مايمنحه المقلدون لأبناء المراجع ، وكان قتله قد تم بصورة بشعة هزت العراقيين في يوم 10/4/2003 عند أعتاب مرقد الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام) . هذا الاتهام قد عزل مقتدى الصدر وجعله حالة أخرى منفصلة عن الشارع تثير جدلا واسعا بين الناس، بين مدافع عنه حتى الموت ، وبين مرتاب منه وناقم عليه. ومما زاد من تعقيد الأمر هو لجوء عناصر من أجهزة النظام القديم ، وبأعداد ليست قليلة ، الى الاختباء تحت عباءة الصدر لتستظل بها ، وتقتات منها ، بعد أن تم تسريحها من قبل قوات الاحتلال ، وخشيتها من امكانية أن تتم ملاحقتها والثأر منها . لذلك وجدت هذه العناصر في التيار الصدري ما يوفر لهم حصانة تنجيهم من جولات انتقام محتملة . وهذا الأمر من الامور المهمة التي زادت من حالة الاستقطاب المضاد ضد تيار الصدر من قبل العراقيين.

    واستمر مقتدى الصدر يتحدث ويمرر رسائله في بغداد مرورا بمدن الجنوب وحتى البصرة ، اذ حاول أن يشكل حكومة الظل وشكل جيش المهدي الذي كان أكبر تحد للوضع الرخو السائد وكانت هذه الرسائل معظمها دموية، وكان الخاسر فيها أتباعه ومواطنوه ، لافتقادهم لاستراتيجية واضحة تتصاعد بأثر سياسي يحقق غاياتها المنشودة.

    وعندما بدأ مقتدى حركته المسلحة في النجف وكربلاء في بدايات أبريل/ نيسان الماضي ،كان هناك إيحاء من جهات لم تكن تريد لتيار الصدر أن يندمج بالحياة السياسية العراقية ، وترغب في زيادة الهوة مع الشارع العراقي، لإحداث توتر ومظاهر مسلحة تربك قوات الاحتلال التي تتعمد تهميش دوره السياسي ، والتي لم تنجح توترات الفلوجة في تحقيق غاياتها كاملة.

    وسبب آخر يبدو قويا أيضا ، وهو إظهار العجز الشيعي عن التعامل مع ظاهرة مقتدى الصدر، وجر الشارع الشيعي لمقاومة مسلحة مع قوات الاحتلال. هذا الشارع الذي بقي طيلة سنة كاملة ملتزما بفتوى المرجع الأعلى السيد علي السيستاني بالمقاومة المدنية للاحتلال ، وعدم إعطائه أي شرعية ، وتشديد الخناق الشعبي عليه ، لكي لا يتحول الى حالة مستديمة ، مع اتباع سياسة ممانعة قابلة للتصعيد والتصاعد.

    هذا الايحاء كان يهدف الى أن هذا الانفجار المسلح ما كان ليكتب له أي عمق ديني لو انطلق من بغداد مثلا، لكن عندما ينطلق من النجف وكربلاء فإنه يمثل التحدي الأكبر وسيخطف الأضواء وتتجه اليه أنظار العراقيين فضلاً عن أنظار الخارج لما تمثله النجف من أثر كبير في الوجدان الاسلامي لأنها تضم رفات أنبياء الله آدم ونوح وزوج ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخليفته علي بن أبي طالب على نبينا وعليهم السلام . وقد كان تعامل المرجعيات الدينية مع هذا الأمر تعاملا واعيا وحكيما ، لئلا ينشأ احتراب داخلي ، تسفك فيه الدماء والتي هي غالية ، أيا كان صاحبها ، وتمثل أكثر حرمة من أي شيء آخر، بل هي الخط الأحمر (وقد يبدو غريبا بأن ينسب للمرجع الأعلى السيستاني تسميته كربلاء والنجف خطا أحمر وهو وهم وخلط وقع فيه الكثيرون لعدم معرفتهم بأن من أطلق هذه المقولة هو امام جمعة مغمور ضخمت مقولته وسائل الإعلام وليس المرجع الأعلى وهذا قصور واضح في الرصد).

    اضافة الى ادراك المرجعية في النجف بأن هناك خطرا داهما خارجيا يريد إشعال حريق لا قبل للعراقيين به . فاتجهت الجهود نحو التهدئة بصورة مكثفة ، وتم استبعاد كل اساليب المجابهة والمواجهة ، والتي كان يبدو بعضها حلا للأزمة. وتم عقد اجتماع بين وفد عال من المراجع (السيد علي السيستاني والشيخ اسحاق الفياض والشيخ بشير النجفي ، وامتنع السيد الحكيم من ارسال مبعوث عنه لقناعته بعدم استجابة مقتدى الصدر لطلبهم ) مع مقتدى شخصيا تم التفاهم فيه على سلوك جادة التفاوض والاحتكام للعقل بدل السلاح ، وهذه الوساطة وان لم تفلح في منع القتال أولا ، لعدم تعاون مقتدى الصدر معهم ، الّا أنه اضطر للّجوء اليها عندما ضاق عليه الخناق ، فكانت البذرة الوحيدة التي أثمرت الاتفاق الأخير.

    كان يمكن لتحرك مقتدى الصدر الأخير أن يكتسب مقومات النجاح لو كان منسقاً مع التيارات السياسية ، أو كانت له ذراع سياسية يعتد بها ، وأن لا يتخذ من المراقد المقدسة مكاناً للتحصن والقتال ، وأن تكون حركته مدروسة وتتكامل مع الجهد السياسي المبذول للفترة الانتقالية، ليحصل على عمق شعبي هو بحاجة إليه ، وأن لا يستعدي الشارع في النجف وكربلاء ، حيث انطلقت منه صيحات الاحتجاج ضده بترك المدن المقدسة ، ونزع السلاح منها ، وما نشأ عن ذلك من حالات تنافر لم تنشأ مثلها في مدينة الصدر مثلا.

    من الواضح أن مرجعية النجف قد تصرفت بشكل يوحي بالانضباط العالي ، والتعقل والحكمة ، وكسبت الجولة ليس ضد مقتدى الصدر لأنها تعاملت معه كابن قد اخطأ التقدير والحسابات، بل ضد من حاول أن يجر مقتدى الصدر وتياره في مواجهة الشارع الشيعي وإشعال النار فيه بصورة يصعب إطفاؤها.

    لقد تبين عدم دقة وعدم صوابية النظرة التي تؤمن بأن السيطرة على شارع أو مدينة أو حتى السيطرة على مرقد الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام) يختزل فيه التمثيل السياسي للشيعة، فهذا قصور لا يغتفر للباحث المحترف.

    Aldabbagh110@hotmail.com

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    الدولة
    بـغـــــــداد
    المشاركات
    3,191

    افتراضي

    السلام عليكم أخي الموسوي

    أعتقد أن علي الدباغ لم يكن منصفاً في مقالته ومجانباً للواقع الذي نعيشه يوم بيوم ولحظة بلحظة ... والدباغ يطلب من الباحثين أن يتعمقوا ويغوصوا تحت سطح الاحداث لا أن يأخذوا بظاهر الاحداث !!
    وهذه النصيحة ، الاولى أن يوجهها لنفسه أذا أراد أن يكون منصفاً .. ولكي يقنع هذه الجماهير ( ملايين مدينة الصدر وبغداد والوسط والجنوب وصولاً الى البصرة على حد تعبيره ) مطالب بأن يرد على تسائلاتهم ...

    أذا كان باحثاً حقاً عليه أن يأتي بأسماء البعثيين وفدائيي صدام الذين أختبأوا تحت عباءة السيد الصدر كما يقول ... على المدعي البينة وعلى النافي حلف اليمين هكذا يقول فقهاء القانون.
    والا فأن كل مقالته منسوفة ... ولا تعدو عن كونها خبر من أخبار أذاعة سوى الامريكية التي كشفت عن وثيقة سرية على حسب أدعائهم بأن الشيخ قيس الخزعلي أبن الشيخ (عاشور) أحد رجال الامن !! والذي أتضح فيما بعد أنه من أهالي مدينة الصدر وليس من أهالي العمارة وأن والده هو الشيخ هادي وليس عاشوراً وكان طالب في كلية العلوم وكل أصدقاءه في مدينة الصدر يعرفون ذلك.

    ثم كالعادة يحمل الدباغ السيد مقتدى الصدر مسؤولية بدأ الصدام مع الامريكان ... مع أن العالم كله رأى الحق والحقيقة .. بأن الامريكان هم من بدأ الصراع في غلقه لجريدة التيار الصدري وقتله للمتظاهرين السلميين .. والاعتقال الكيفي لتيار الصدر .. وأستفزازاتهم المستمرة لمدينة الصدر كان أولها برفع علم (يا قائم آل محمد) من وسط مدينة الصدر وغيرها من الانتهاكات بحق الاهالي .
    ثم لماذا يقول أن مقتدى الصدر يتحامى بالمساجد والاضرحة ؟؟
    مقتدى الصدر أبن النجف فأين عساه أن يذهب ؟ الى سنغافورة ويقاوم المحتل من هناك ؟
    عجيب أمر هؤلاء .. لا يطلبون من المحتل الذي قدم من وراء البحار بل يطلبون من أبن النجف أن يغادرها !!!
    لم يجرأ الدباغ من أدانة أمريكا لأنها حاصرت المدن المقدسة بعقاب جماعي لكنه يجرأ على لوم السيد مقتدى الصدر القابع في مدينته والمدافع عن حرماتها!!

    وحتى أتفاق الهدنة الاخير قد كذب فيه الاخ الدباغ حينما قال بأنه نبع من المرجعية ولكن مقتدى الصدر لم يتعاون معها !!!
    عجيب ! ألم تتفق جميع الاطراف على الاتفاق قبل أكثر من شهر بما فيها مكتب السيد الشهيد وقد بارك الاتفاق مكتب السيد السيستاني ولكن أمريكا جابهت الاتفاق بالرفض ؟؟؟

    يقول الدباغ أن السيد مقتدى الصدر غير متعاون مع مراجع النجف !!!
    عجيب !!
    ألم ينفذ السيد مقتدى الصدر مطالب السيد السيستاني بأخفاء المظاهر المسلحة ويتعاون مع المرجعية ؟
    ألم يقل السيد مقتدى الصدر أكثر من مرة بأنه في خدمة المرجعية وأذا طلبت منه حل جيش المهدي فأنه ينفذ مطلبها ؟
    ألم يزر السيد مقتدى السيد السيستاني أكثر من مرة ويجابه طلبه بالرفض من قبل الحواشي ؟؟ ولكن في المرة الاخيرة تتم هذه الزيارة ويبارك السيد السيستاني ما قام به السيد مقتدى من مواقف ؟
    ألم يعلن السيد مقتدى في خطب الجمعة أنه يريد التعاون مع أي جهة عراقية وطنية شريفة ؟

    أعتقد أن الدباغ لا يختلف عن تلك الاقلام المهادنة للأحتلال والتي تجبن حتى من أدانته الذي صار واضحاً ليس للعراقيين فحسب بل للعالم كله بأن الاحتلال هو سبب كل مشاكل العراق وأغراقه في دوامة الضياع.

    تحياتي

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني