موضوع حقا جدير بالمناقشة والحوار .. ولي عودة مفصلة للموضوع , سأجيب في جانب منهاا الاخ الحبيب كمال بعدم وجود لهذا التناقض .. وقبل العودة أضع أمامكم موضوع نشرته في مواقع عديدة بتاريخ 10 آب من العام الماضي , ثلاثة أسابيع وتمضي عليه سنة كاملة , وبالمناسبة قبل تاريخ كتابة الموضوع لم يتطرق أحد الى الوافدين من وراء الحدود الى العراق ..
هل هي المقاومة التي نريد ؟
الحديث عن الاحتلال والمقاومة حديث ذو شجون , فلا يقبل الاحتلال الا من مردوا على الخيانة وفقا لمصالح ذاتية زائلة وهؤلاء لا يمثلون حركات وجهات وقطاعات من العراقيين بقدر ما يمثلون اشخاصا لا يتعدون أنفسهم وقد خبرهم الشعب العراقي من مواقفهم .. وعموم العراقيين في الداخل والخارج وعلى اختلاف توجهاتهم ومشاربهم الفكرية والعرقية والدينية يرفضون الاحتلال وتاريخهم زاخر بفصول من مقاومة الاحتلال .. القول اذاً بأن العراقي لا يريد الاحتلال ويعمل على الخلاص منه من بديهيات الأمور ولكن وقع الاختلاف في كيفية المقاومة وتوقيتها .. فمنا من يرى أن الوقت لم يحن بعد للمقاومة المسلحة لأن ظروف الشعب العراقي لا تسمح بهذا , ومنا من يرى أن نبدأ بالأولى فالأولى والأولوية اليوم لاعادة الامن والاستقرار للعراق واعادة وتأهيل مؤسساته والأولى هي المقاومة السلمية والمطالبة بانهاء الاحتلال سلميا وسياسيا .. وهناك من يريد ان تكون المقاومة مسلحة وآنية وهؤلاء على تواضع عددهم لكن يبدو أن الأصل معهم وهو مشروعية مقاومة الاحتلال , فكل احتلال تجب مقاومته وبكل الوسائل .. وبالتأكيد ان السلاح هو أنجع الوسائل لطرد المحتل .. وكل التاريخ الذي يتصل بهذه المفردة يؤيدها . لكن مع هذا لابد من وقفة تأمل ولابد من دراسة الأمر بدقة وموضوعية .. نريد مقاومة المحتل ونريد طرده بيد أن علينا أن نعرف لماذا نقاوم , بعبارة أخرى علينا أن نقاوم لا أن يرجع صدام أو أمثال صدام , علينا أن لا نقاوم من منطلق ذاتي مصلحي فئوي إنما أن نقاوم إكمالا للمسيرة التي جاهدنا وقاومنا فيها نظام صدام البعثي المستبد .. وبنظرة فاحصة لما يحصل الآن من عمليات مقاومة في العراق لا نجد من المقاومين من كان مجاهدا مقاوما لنظام صدام هذا أولاً , وثانيا نجد فيهم من يمتثل أوامر وتعليمات صدام في المقاومة , ونجد أيضا من يقاوم لمصلحة فئوية لاستعادة مجد وأيام عز خلت مع صدام ويتصور أن بزوال صدام تزول مصالحه , وهؤلاء الى حد بعيد مصيبون في نظرتهم لمصالحهم .. ونجد أيضا تفريخات باسم الاسلام بدعوى نصرته بثوب طالباني يشوه الدين وينفر الناس عنه من مظهره الخارجي فضلاً عن محتواه الداخلي !! .. ونجد أيضا من جاء من خلف الحدود وهؤلاء لم يأتوا بمقاومة الغازي الاجنبي لأنه احتل بلد اسمه العراق إنما هؤلاء لديهم ايديولوجية العداء للأمريكان باعتبارهم أمريكان لا باعتبارهم محتلين للعراق , وهؤلاء في حالة حرب مع أمريكا وكانوا حتى الأمس القريب يتحينون الفرص لاقتناص المصالح الامريكية في المنطقة برمتها , واحتلال امريكا للعراق وانهيار الوضع وانفلاته في العراق فرصتهم الذهبية , فقد كانوا يتمنون قتل مدني أمريكي فكيف والحال في العراق حيث عشرات الآلاف من جنود أمريكا في أسهل صيد يمكن اقتناصه بأبخس الأثمان وأقل الأرواح .. هؤلاء من وجهة نظري لا يريدون انهاء الاحتلال للعراق بقدر ما يريدون وجود جنود أمريكان يثخنوا فيهم القتل .. وبكل تأكيد يوجد أيضا من كبار البعثيين والمطلوبين للشعب لجرائم اقترفوها بحق هذا الشعب ممن لا مكان لهم سوى الالتحاق بمثل هذه العمليات فلا أمل لهم غيرها .. من هنا لا نجد من بين كل هؤلاء من يتبنى المقاومة المسلحة وفق ستراتيجية واضحة مبرمجة منظمة معلنة باسم ينتمي الى الوطنية العراقية التي همها الوحيد هو طرد المحتل وتطهير أرض العراق من دنس المحتلين ! .
شخصيا مع المقاومة المسلحة وأؤمن بأن الاستقلال والسيادة لا يستردهما الا السيف وحد السلاح ولكن المقاومة التي أريد لا تحكمها أهواء ومآرب أخرى هي أبعد ما تكون عن الوطنية ككل الأمثلة التي نراها ونسمع عنها في العراق .. أنصار الاسلام وجيش محمد وفلول البعثيين وبقايا المتطوعين العرب والمرتزقة الذين امتهنوا القتل مصدراً للعيش قد يحلو للبعض أن يسميها مقاومة ! واذا تنزلنا وقبلنا الاصطلاح , فهل هي المقاومة التي نريد ؟
إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم