 |
-
كلمة الدكتور الجعفري في لقاء لعراقي المهجر-لندن
كلمة الدكتور ابراهيم الجعفري نائب رئيس جمهورية العراق في المؤتمر الاول لدعم الحقوق الانتخابية لعراقي المهجر
لندن 11-7-2004
بسم الله الرحمن الرحيم
( إن الذين أمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم)
أيها الاخوة الأحبة والأخوات العزيزات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ابعث لكم تحيات أخوية زاكية, مفعمة بالحب ومتوجة بإكليل الدعاء
إلى الله جل شأنه أن يحفظكم بعين رعايته, ويسدّد خطاكم على طريق بناء العراق الجديد, الذي نأمل ان يرفل بالاستتباب الأمني وينعم بالاستقلال والسيادة, ويمور بالازدهار الاقتصادي والإعمار والبناء.
أحبتي :
يشرفني أني عشت معكم ولحقبة طويلة من الزمن ولم ازل, ونحن نتطلع سوية إلى يوم الخلاص الذي يسقط فيه النظام القمعي وها هو قد سقط,
ومثلما كنتم جديرين في فن إسقاط النظام؛ أنكم جديرون كذلك في فن بناء البيت الوطني العراقي الجديد والنظام البديل. إن مؤتمركم الموسوم (المؤتمر الأول لدعم الحقوق الانتخابية لعراقيي المهجر) ينم عن شعور عال
بالمسؤولية ما يجعلكم في مصاف الاكفاء, شأنكم في ذلك شأن اهليكم من أبناء شعبنا الذين يعيشون داخل العراق؛ لتتظافر جهودكم منسجمة مع مجمل حركة أبناء الشعب .
يمثل عراقيو المهجر بالنسبة لنا رصيدا ستراتيجيا متميزا يتمتع بمجموعة خصوصيات منها:
الخصوصية الكمية إذ قد يتجاوز عددهم الثلاثة ملايين والتي في واقع العراق سابقة لا نظير لها في طول التاريخ.
ومنها الخصوصية السياسية حيث يمثلون وجه العراق المشرق في مختلف مناطق تواجدهم في العالم وكانوا أبدا المنبر الذي صدح بصوت العراق في ظرف كان يعاني الشعب العراقي من تعتيم إعلامي ظالم.
كما يتمتع مهاجروا العراق بالخصوصية النوعية التي تضفي على غالبيتهم طابعا تقنيا فنيا مما يجعلهم ذخيرة لمستقبل العراق وبنية تحتية يعول عليها أن تكون جزءا من القاعدة التي يشاد عليها صرح العراق الشامخ.
مثلما تحلّوا بخصوصية رابعة بأنهم يختزنون تجارب بلدان المهجر التي عاشوها عن كثب والتي يعول عليها أن تكون رافدا أساسيا لبناء المجتمع المدني .
أيها الاخوة الاحبة
مثلما كانت القضية العراقية مدولة فيما مضى من الزمن على مستوى الأسباب المتشابكة التي أودت بالعراق بسلسلة من الكوارث سواء في نصب النظام المقبور او ما تعرض له العراق من توالي الحروب او فرض الحصار الاقتصادي اقول مثلما كانت القضية العراقية مدولة في شوطها التاريخي فستأخذ بعضا من الوقت مدولة في شوط المستقبل وهو ما يحمل أبناءنا وبناتنا مسؤولية المواصلة في دعم القضية العراقية من على المنابر الدولية المختلفة . نحن نتطلع الى خوض غمار التجربة الديمقراطية التي تفرز توليفة عراقية متنوعة ومتعددة بتنوع وتعدد المكونات العراقية حتى يساهم الجميع في الحكم بما هو مسؤولية وليس غنيمة.
إن وجودكم في الخارج العراقي لم ولن يخرجكم من قلوب وعقول اهليكم في الداخل, وبالتالي فان حركتكم على المستوى السياسي من خلال المشاركة الانتخابية الواعية المزمع ممارستها في قابل الأيام
تجعلكم أمام مسؤولية المشاركة الحقيقية في بناء العراق الجديد وهو ما يتطلب وعي واقعنا المعاصر بكل ما ينوء به من ترسبات الماضي ويحفه من مخاطر الحاضر كما يتطلب وعي الامكانات الزاخرة التي حبى الله العراق فيها واهمية توظيف هذه الطاقات السياسية لخدمة الصالح العام من هنا كان علينا جميعا كل من موقعه أن يشمر عن ساعد الجد لاثراء التجربة الديمقراطية وهي في خطواتها الأولى وهي ولا شك لا تتحقق الا من خلال تحكيم المعايير الوطنية الخالصة التي تفرز الأكفاء المؤتمنين على إدارة المسؤولية والتي تتسع دائرتهم إلى حيث يتسع حجم الإنسان العراقي بغض النظر عن خلفياته الخاصة
وفي الختام أود أن أتقدم لكم بجزيل شكري وتقديري وعظيم امتناني لما تبذلونه من جهد مبارك في المساهمة بالعملية الانتخابية كباكورة ديمقراطية تمارس في العراق الجديد متوسما بكم الحرص الشديد على تحري الدقة العالية في هذه الممارسة من اجل ان تفضي بالخير العميم على شعبنا وترسم معالم مرحلة جديدة فان شعوب العالم تبني حضارتها على الاكفاء من ابنائهم الذين يتميزون
بحب وطنهم الى حد التفاني في سبيله عملا بالحديث الشريف "حب الوطن من الايمان" وما يتحلون به من كفاءة عالية في بنائه
ابارك لكم هذه المبادرة الكريمة كما اشكر لكم دعوتي للمساهمة بمؤتمركم هذا
أتمنى لكم الموفقية والنجاح أرجو ان تخرجوا بخطوات عمل من شأنها أن تدر بالخير العميم على وطننا الحبيب .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اخوكم
د. ابراهيم الاشيقر الجعفري
نائب رئيس جمهورية العراق
11/7/ 2004
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |