الدعوة قوية بك ياابا احمد

كتابات - د.محمد احمد قره كوز *
اشاطر اخواني واصدقائي الذين سبقوني في الرد على الاخوة مجموعة العمل الدعوي باننا في وضع لايمكننا ان نثير قضايا في ظاهرها نوعا من الاستحسان والعقلانية ولكن باطنها مغلف بالسموم والخبث , لان حلول مثل تلك المشاكل ليست على الهواء الطلق الذي يحتوي بكل انواع الجراثيم والميكروبات انما حلها وعلاجها في غرف المستشفيات وبايدي اطباء ماهرين بعيدا كل البعد عن الامراض السارية .الدعوة الاسلامية التي اسسها الشهيد محمد باقر الصدر(رض) ورافقها الرعيل الاول والثاني من الدعاة (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا) هم دعاة ابرار اتقياء اتخذوا الارض بساطا والماء طيبا والقران شعارا. وبقية السيف بما فيهم الدكتور ابو احمد واخوانه في قيادة الدعوة التي تقود الدعوة الان هم اصلب عودا واقوى شموخا من أن ينال منهم بكلمات لا تليق لخصومهم فكيف بهم .هذا الكيان العظيم_اقصد حزب الدعوة الاسلامية_ وهذه الشجرة الطيبة التي اصلها ثابت وفرعها في السماء بعد خمسة عقود من الجهد العظيم والعمل الدؤوب وبعد سيل من الدماء الطاهرة التي نحرت من اجل اسلامنا العزيز وبعد كل هذه الازمات والعواصف العاتية التي هبت ودبت على جسم هذا الجبل الشامخ بدأت تؤتي اكلها بعد حين اي بعد سقوط النظام البائد وبدأت الدعوة الاسلامية تقوى وتأخذ مكانها الطبيعي وكان للدكتور ابو احمد دور كبير في افساح المجال للدعوة الاسلامية ان تدخل السلك السياسي من اوسع ابوابه سواء دوره اثناء مؤتمر لندن وزياراته المتكرره الى اوربا وسوريا وايران لاقناع قيادة الدعوة بالاستفادة من الفرصة المتاحة وإلا تكون الدعوة في خطر مادامت كلمة الارهاب كلمة سهلة عند الامريكيين
لاتهام اي حزب او حركة لا تروق لهم وهكذا , وبعد سقوط النظام كان للدكتور ابو احمد دور كبير لدفع حزب الدعوة الاسلامية الى صدارة الاحداث رغم تجبجب بعض قيادي الدعوة في الخوض بمثل هذه الاحداث , واضيف على كل ما ذكرته بان الاداء المبدع والايجابي للاستاذ ابو احمد هو الذي دفع الدعوة الى الصدارة .
أمام كل هذا التقدم والتطورالذي حصلته الدعوة الاسلامية طبيعي ان نرى السهام والاتهامات تنهال عليها بشكل عام وللدكتور بشكل خاص , ومن المقربين وممن يُسمَون انفسهم بمجموعة العمل الدعوي اليس هذه تهم مشبوهة وموبوئة. بعد هذه المقدمة البسيطة علمتنا الدعوة بتجاربها المرة وبنصائحها الطويلة وافكارها العملية كيف إذا عانينا من شئ او من مشكلة ما في الدعوة ان نخاطب القيادة وفق النسغ الصاعد وتصلنا مقررات القيادة وفق النسغ النازل وإذا لم تحل مشكلة ما كنا نحلها في المؤتمرات السنوية او الاستثنائية والكثير من الازمات
التي مرت على الدعوة حُلّت هكذا . هذا كان في عصر النضال السلبي كما يقال اما كيف نتعامل مع الاحداث والمشاكل في عصر الدولة والحكومة فلا زلنا نفقد الاساليب والخطط الجديدة, لذا علينا وعلى قيادة حزب الدعوة الاسلامية ان تسعى وبشكل جدي على ايجاد آليات وصيغ تتيح للدعاة التعامل مع كل مشكلة يعانونها وان اسلوب المؤتمرات من اقوى الاساليب وانجع السبل لتطوير وتوضيح مثل هذا الخلل.
إذن حزب الدعوة الاسلامية مطالب الان ان يفكر بالاقتراحات التالية
1- نحن حاليا نحتاج الى خط فكري واساليب عملية تثقف الدعاة وتبين كيف ان يتعاملوا مع الاحداث والمشاكل لان كل افكار الدعوة وبرامجها وخطواتها التي كتبت كانت على ظروف غير هذا الظرف الذي نعايشه اليوم وحبذا لو يرجع صوت الدعوة الى الصدور من جديد ليغذي الدعاة بافكار العصر ويوعي الدعاة بمتطلبات المرحلة التي نحن فيها
2- لايجاد الخط الفكري اعلاه يحتاج من الدعوة ارجاع التخصص في العمل الدعوي وارجاع اللجنة الفكرية التي كانت ملازمة للدعوة ثلاثة عقود الى التشكيلات التنظيمية وان غيابها كلفت الدعوة ما لا يمكن تصوره وما نعاني اليوم من فاصلة بين الدعوة والدعاة كلها نتائج ذلك الغياب الغادر , على تلك اللجنة_اللجنة الفكرية_ تزويد الدعوة سواء القاعدة والقيادة بافكار معاصرة تنطبق مع الواقع المعاصر الذي نعيشه وان يدخّل الدعاة بدورات فكرية لتقبل المناصب السياسية والتنظيمية والاعلامية والاجتماعية , كما تزود القيادة بافكار مبدعة وخاصة السياسين منهم الذين لهم مناصب حكومية باحدث ما يدور في الصالات السياسية
3- ايجاد لجان دعوتية لتقريب اطياف الدعوة الاسلامية المنتشرة في طول العراق وعرضه كما يحتاج من هذه اللجان تهيئة ارضية سالمة وصحيحة لاقامة مؤتمر عام للدعوة الاسلامية ويكون هذا المؤتمر مؤتمراً عاماً لحزب الدعوة الاسلامية ,
يبحث فيه استراتيجيات الدعوة للفترة الذهبية العصرية الجديدة وينتخب قيادة تليق بهذه الفترة وتوزع المهام وفق متطورات العمل الدعوي حتى تكون الدعوة الاسلامية حزبا مثالياً كما كان في اوائل الثمانينات.
4- بعده لا يسمح لاي كان ان يتحدث باسم الدعوة الاسلامية وان يصرح كما يروق له ويصفع الدعاة والدعوة الاسلامية صفعة قوية على فم كل من يروق له ان يتكلم ما لا يليق بالدعوة الاسلامية أما ما نعانيه اليوم وما أثارته مجموعة العمل الدعوي بعدة حلقات على الدعوة
الاسلامية عموما وعليه خصوصا... اتمنى ان يقوم استاذنا الفاضل الدكتور ابو احمد بنفسه لحل هذه المعظلة وان يجمع القيادة ويطلب منهم العون والاسناد ليكون له عضداً وسندا وان يبين موقفه امام الدعاة بانه لا يزال ذلك الداعية الذي ضحى الغالي والنفيس من اجل دعوته العزيزة , كما نطلب من قيادة الدعوة الاهتمام بالامر وجمع الدعاة لاخبارهم عما يدور بالدعوة حتى تكم بعض الافواه التي تعلو اصواتهم بين الحين والاخر.
وإن كانت هناك مشاكل كما تدّعي مجموعة العمل الدعوي فالواجب ان تقف القيادة بموقفها المسؤول لحل هذه المشكلة وان الاستاذ ابو احمد سوف يرجع عن خطأه ان كان هناك خطأ .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*طبيب تركماني من كركوك

Karagoz_10@hotmail.com