أكد وجود خلافات مع زيباري حول الفيدرالية وكيل الخارجية العراقية لـ الخليج : نرفض قوات الجوار.. ولا علاقة مع "إسرائيل"

طهران - ستار ناصر:

أكد وكيل وزير الخارجية العراقية حامد البياتي ان أهم ملامح الاستراتيجية الجديدة لوزارة الخارجية العراقية هي بناء عراق جديد، وسياسة جديدة تعتمد اساساً على العلاقات الطيبة مع جميع دول العالم، خصوصا الدول المجاورة، وأضاف: ومن الطبيعي ان تجربة العراق من العهد السابق هي استخلاص الدروس والعبر من السياسة التي استخدمها النظام العراقي السابق، ومن ضمنها سياسة تصدير الازمات الداخلية الى الخارج وخلق الأزمات مع دول المنطقة، خصوصا دول الجوار، هذه الدروس التي تعلمناها من هذه السياسات هي اننا يجب ان نتبع اسلوب الدبلوماسية والحوار والاساليب السلمية في التعامل مع الدول وتطوير هذه العلاقات بشكل ايجابي ومبنيّ على روح الاخوة والمحبة وحسن الجوار.

وفيما اذا كان للدول الاقليمية دور في العمليات الارهابية داخل العراق، قال: من الصعب معرفة وجود دور لهذه الدول، والحقيقة ان الارهابيين يتسللون عبر الحدود وليس بالضرورة ان تكون عملية التسلل قد حصلت بموافقة الدول التي ينتمون لها، لكننا نعلم ان الحدود طويلة، وأحيانا يصعب ضبطها مهما كان هناك من حراسات، لذلك نحن نعلم ان هناك بعض المعتقلين ممن دخلوا من دول الجوار لكن ذلك لايعني ان هؤلاء قد بعثتهم حكوماتهم للعبث بأمن العراق.

وحول العلاقات مع “اسرائيل” وهل ان العراق يؤسس لمرحلة جديدة تتمثل بإقامة العلاقات الدبلوماسية والتجارية معها، قال: بالنسبة للعلاقات مع “اسرائيل” فإن العراق ملتزم بسياسة الجامعة العربية، وفي العلاقة مع “اسرائيل” لايخرج عن الاجماع العربي وعن موقف الجامعة العربية، وكما تعلمون فإن الاجماع العربي وموقف الجامعة الآن ليس بصدد اقامة علاقات مع “اسرائيل”.

وأضاف: ان عملية ازالة عبارة يمنع السفر الى “اسرائيل” من على الجواز العراقي لا تعني اعلان الموافقة على السفر الى “اسرائيل”، فهناك في قانون الدولة العراقي فقرة تمنع السفر الى “اسرائيل”، وحول موضوع ارسال قوات اسلامية الى العراق، قال: “ان المبدأ العام الذي نميل اليه هو استبعاد ارسال قوات من اي دولة مجاورة للعراق بسبب حساسية الوضع العراقي ووجود تعددية قومية وطائفية قد تعتبر ان ارسال اي دولة من دول الجوار لقوات ترجيح لكفة القومية او المذهبية على حساب الطوائف الاخرى داخل البيت العراقي الواحد”.

وحول اهداف الارهابيين من وراء تفجير الكنائس المسيحية داخل العراق، قال: ان الاهداف تتمثل في تشويه سمعة المسلمين العراقيين بأنهم يستهدفون المسيحيين وفي واقع الامر، والحقيقة ان قلوب العراقيين لاتحتوي اي ذرة من الخصومة او العداء لهذه الفئة المسالمة التي عاشت لمئات السنين داخل البيت العراقي. وأقول: ان رسالة هذه العمليات هي تشويه سمعة العراقيين وكل المسلمين في العالم بأن الاسلام يريد استئصال الآخر وهذا بطبيعة الحال خلاف لقيم الاسلام والعراقيين.

وتحدث البياتي حول اهمية التقارب العراقي الخليجي في الظرف الراهن، وقال: نحن نرى من الطبيعي ان يكون هناك تقارب عراقي خليجي لأن هناك الكثير من الروابط مثل الدين واللغة والجغرافيا، والعلاقات التاريخية والثقافية الطويلة، لذلك من الطبيعي ان يكون العراق جزءاً من المنظومة الخليجية حتى ان هناك تفكيراً في ان يكون العراق جزءاً من مجلس التعاون الخليجي لأنه من البلدان المطلة على الخليج.

وحول اتهامات بعض الحركات الاسلامية العراقية ان وزارة الخارجية لا تزال تحتضن شخصيات مهمة من النظام السابق واعضاء في تنظيم “البعث” العربي الاشتراكي، قال: “نعم هذا صحيح وليس في وزارة الخارجية بل في كل وزارات الحكومة المؤقتة، ونحن نعتقد ان ليس كل من انتمى الى حزب “البعث” في العهد السابق مجرماً هناك اناس اجبروا على ذلك وان سجلهم لا يتحدث عن جرائم بحق الشعب العراقي، فليس من المنصف والمنطق ان نبعد هؤلاء وهم كوادر جيدة من العملية السياسية الجديدة في العراق”.

وأشار البياتي الى اهم الاختلافات مع وزير الخارجية هوشيار زيباري، وأوضح ان هناك اختلافاً أساسياً يدور حول تثبيت موضوع الفيدرالية في الامم المتحدة، وقال: خلال زيارتنا الاخيرة الى الامم المتحدة كان هوشيار زيباري يريد ان تذكر عبارة الفيدرالية في قرار مجلس الامن، وأما الحركات الاسلامية ومنها المرجعية الدينية (السيد علي السيستاني) وشخصيات كثيرة فكانت ترفض ذلك، وبالفعل انتهى الامر الى عدم ذكر تلك العبارة في قرار مجلس الامن، وأما موضوع تعيين السفراء فإن هذه العملية شهدت اختلافا بين الاحزاب ذاتها وكل حزب كان يريد تثبيت مرشحه كسفير في الدول، لكن الامر حسم من قبل رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية.