عندما يكون القتل برنامجا سياسيا


عادل الربيعي

العراق وطن لجميع العراقيين بقومياتهم واديانهم ومذاهبهم واقلياتهم، وهذه الحقيقة ليست ابنة اليوم وانما حقيقة تاريخية قديمة.

العراق وطن للمسلمين شيعة وسنة. وللمسيحين وللعرب والاكراد والتركمان وباقي الاقليات العرقية والدينية المتآخية ضمن الوطن الواحد.

ويبدو ان هذه الفسيفساء الجميلة التي تطرز خارطة العراق لم ترق للمتطرفين والارهابيين الذين اصبح جل همهم تمزيق نسيج المجتمع العراقي والدفع به الى اتون حرب طائفية لا تبقي ولا تذر، حيث يعتقد هؤلاء الواهمين ان خيار اللبننة سيكون لصالحهم.

لقد اندفع حقدهم الاعمى في جميع الاتجاهات فكان برنامجهم السياسي يتلخص بكلمة واحدة هي [القتل] وكم كان يسؤوهم الا يستدرج الشعب العراقي الى فخهم ظناً منهم ان اسلوب سفك الدماء واستهداف الابرياء والمساجد سيعجل باندلاع الحرائق التي ستجهز على وحدة العراق الداخلية.

وبالتالي فانهم يستطيعون تحقيق احلامهم المريضة بتسييد طائفة على اخرى او عرق على آخر واعتبار نظام الحكم ملكاً عضوضاً لهم ولاتباعهم.

لقد جربوا كل شيء القتل والاختطاف والاغتيالات والتنكيل وقطع الطرق واحراق انابيب النفط وحرمان المدن العراقية من الخدمات، فهل ارتعد الشعب من قساوتهم واستسلم لمنطقهم؟. او هل انقسم على نفسه وانحدر الى مستوى الثارات والانتقام؟.

ان الشعب العراقي يعرف تماماً ان الذي يفجر مسجداً او حسينية او كنيسة ويدمر مراكز الشرطة ومراكز المتطوعين الجدد للجيش العراقي ويهاجم المستشفيات والاماكن الغاصة بالمدنيين الابرياء انما يستبيح دماء العراقيين ويكفرهم بدون استثناء ويسمح للقتلة القادمين من خلف الحدود ان يعيثوا فساداً في ارض الرافدين.

الشعب العراقي يعرف حق المعرفة ان هؤلاء القتلة لاشغل حقيقي لهم بمقارعة الاحتلال والا اين هي مقارعة الاحتلال من المجازر التي ارتكبوها في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة وبغداد والموصل وبعقوبة وجميع ضحاياها من العراقيين؟.

ان مواصلة عمليات القتل المجاني لهي خير دليل على الافلاس السياسي لهؤلاء، واكثر افلاساً منهم اولئك الذين يمدونهم بالدعم والشرعية الزائفة ويحاولون ايجاد المبررات لجرائمهم.. تحت يافطات وشعارات لم تعد تنطلي على الشعب العراقي.
http://www.idp-baghdad.org/bayan/AL-BAYAN%20News.html