 |
-
مشاة البحرية الامريكية يسيطرون على قلب مدينة النجف العراقية
النجف (العراق) (رويترز) - سيطر مشاة البحرية الامريكية الذين تعززهم الطائرات والدبابات على قلب مدينة النجف يوم الخميس في هجوم كبير لسحق انتفاضة بدأتها ميليشيا شيعية منذ اسبوع مما دفع اسعار النفط للارتفاع الى مستويات قياسية جديدة.
وقصفت طائرات حربية وطائرات هليكوبتر مواقع الميلشيا في مقبرة قديمة قريبة من مسجد الامام على وهو من أهم المزارات الشيعية المقدسة فيما اقتحمت القوات الامريكية منزل رجل الدين الشيعي المتمرد مقتدى الصدر في وسط النجف بعد انتفاضة شيعية دامت اسبوعا وسقط خلالها مئات القتلى في سبع مدن.
وقال شهود انهم يعتقدون ان الصدر يتحصن داخل مرقد الامام على مع المئات من انصاره من جيش المهدي.
وحث اياد علاوي رئيس وزراء الحكومة العراقية المؤقتة الميليشيا الشيعية على القاء اسلحتها ومغادرة مرقد الامام على اقدس المزارات لدى ملايين الشيعة في انحاء العالم.
ويمكن ان يفجر الهجوم الذي تقوده واشنطن في المدينة المقدسة لدى الشيعة والذين يمثلون غالبية سكان العراق عاصفة احتجاجات ضد علاوي الذي يحتاج بدوره لقمع تمرد تسبب في تعطيل صادرات النفط الحيوية وهدد بتقويض حكومته التي لم يمض على تشكيلها سوى ستة اسابيع فقط.
وفي بيان تلاه مسؤول كبير اكد علاوي مجددا دعوته لجميع الجماعات المسلحة الى القاء أسلحتها والانضمام الى العملية السياسية في البلاد كما دعاها الى اخلاء الاماكن المقدسة بالنجف وعدم انتهاك حرمتها.
وارتفعت اسعار النفط العالمية الى مستويات قياسية جديدة مع انباء الهجوم الامريكي على مدينة النجف وهي خطوة هددت الميليشيا الشيعية بانها قد تفجر هجمات جديدة على مرافق البنية الاساسية لصناعة النفط.
وارتفع سعر العقود الاجلة للنفط الخام الامريكي الخفيف 70 سنتا الى 45.50 دولار للبرميل وهو اعلى سعر في 21 عاما هي عمر التداول للعقود الاجلة للخام في بورصة نيويورك التجارية نايمكس.
وفي وقت متأخر من بعد ظهر الخميس قصفت طائرات حربية أمريكية أهدافا قرب منزل الصدر في النجف بينما اشتبكت قوات مشاة البحرية الامريكية مع الميليشيا الموالية للصدر في المنطقة.
وقال الشهود ان أعمدة الدخان تصاعدت مع تبادل اطلاق النيران المكثف بين الجانبين. واقتحمت القوات الامريكية منزل الصدر قبيل حلول الظلام مباشرة. كما منعت القوات الامريكية ايضا الدخول الى مسجد الامام علي. وبعد حلول الظلام قال شهود ان المدينة بدت هادئة الى حد كبير.
وفي مدينة الكوت بجنوب شرق العراق قالت وزارة الصحة العراقية ان 72 شخصا على الاقل قتلوا في غارات جوية امريكية وفي القتال بين الشرطة العراقية وجيش المهدي يوم الخميس. واضافت ان 25 شخصا قتلوا في الاشتباكات التي جرت في بغداد و21 اخرين قتلوا في عدة مدن عراقية خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية.
ولم يرد على الفور احصاء لعدد الاصابات الناجمة عن الهجوم الاخير على النجف.
وعندما وصلت انباء الهجوم خرج الاف الشيعة الى الشوارع في مدينة البصرة وفي أحد احياء بغداد للاحتجاج على الهجوم.
وفي محاولة لتجنب اثارة المزيد من الغضب قال الجيش الامريكي ان القتال لا يشمل مسجد الامام علي. وقال مسؤولو الحكومة ان القوات العراقية وحدها هي التي ستقوم بنزع اسلحة الميليشيا المتحصنة في المزار.
لكن جيش المهدي أثار احتمال وقوع معركة دامية متوعدا بعدم الاستسلام وقال ان مقتدى الصدر بنفسه يقود الدفاع.
وقال أحمد الشيباني كبير المتحدثين باسم الصدر في النجف ان الحالة المعنوية للمقاتلين مرتفعة للغاية.
وقال مسؤول نفطي انه رغم تهديد ميليشيا الصدر فقد اعاد العراق فتح خط تصدير النفط الجنوبي الرئيسي بعد ان أدت عمليات تخريب الى وقف التصدير لمدة ثلاثة ايام ويتوقع ان تصل الامدادات لطاقتها القصوى في وقت متأخر من يوم الخميس .
وحذر محللون من رد فعل عنيف حتى اذا هزمت مليشيات الصدر بالنجف ولم يلحق ضرر بمرقد الامام علي. وقالوا ان مشاعر الغضب يمكن ان يكون لها عواقب بالنسبة لعلاوي على المدى البعيد.
وقال جاريث ستانسفيلد خبير الشرق الاوسط بمعهد لندن الملكي للشؤون الدولية "هذه قد تكون جولة قتال تنطوي على قدرات تدميرة عالية. انها لا تتعلق بالضرر المادي فقط ولكن ما يرمز اليه وجود الامريكيين في النجف ضار ايضا."
ورد رجال الميليشيا على الهجوم الامريكي في النجف باطلاق قذائف صاروخية وقذائف مورتر.
وقال شهود عيان ان الاف المدنيين فروا من المنطقة المحيطة بمرقد الامام علي بوسط المدينة بأي وسيلة توفرت لهم. وفر بعضهم على عربات تجرها الحمير وبحلول الظهر كانت شوارع عديدة مهجورة.
وتم نشر نحو 2000 جندي امريكي و1800 رجل امن عراقي حول النجف وهي مدينة يبلغ عدد سكانها نحو 600 الف نسمة وتبعد نحو 160 كيلومترا جنوبي بغداد.
وقال الجيش الامريكي ان القوات العراقية تشارك بصورة كبيرة في العمليات الهجومية رغم ان شهودا ذكروا ان الجنود الامريكيين ينفذون معظم الاعمال القتالية.
وعندما وصلت انباء الهجوم خرج الاف الشيعة الى الشوارع في البصرة وفي أحد احياء بغداد للاحتجاج على الهجوم وللاعراب عن التأييد للصدر.
ولا توجد احصاءات لعدد الضحايا في النجف لكن مصور لرويترز قال انه شاهد عشرات القتلى من رجال الميليشيا في منازل مدنيين. وقال ان الجثث نقلت من منطقة القتال وتم تغطيتها بالثلج لحفظها قبل الدفن. ولم يعرف متى لقوا حتفهم.
وقال احد مساعدي اية الله العظمى على السيستاني اكبر مرجع للشيعة في العراق والذي يعالج حاليا في لندن ان السيستاني دعا الى وقف فوري للقتال في مدينة النجف مسقط رأسه.
وقال مساعده حسين شهرستاني انه يجب توجيه جميع الجهود لإيجاد حل سلمي. وشدد على ان الحل العسكري لن يحقق شيئا.
وادى احدث قتال الى انهيار هدنة سارية منذ شهرين بين القوات الامريكية ورجل الدين الشيعي المتشدد. وطالب الصدر في بيان رجاله بمواصلة القتال حتى اذا قُتل أو أُسر. وتقول القوات الامريكية انها قتلت 360 من رجال الصدر حتى الان في النجف. وقال متحدث باسم الصدر ان عدد القتلى أقل بكثير في ثاني انتفاضة للشيعة في اربعة أشهر
يقيني بالله يقيني
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |