استبيان جديد يدل على احترام الشعب العراقي لحزب الدعوة...
استبيان جديد، هو الاكثر تفصيلاً منذ سقوط نظام صدام البائد، يدل على احترام شعب العراق للاحزاب الدينية..
اجرت مؤسسة تابعة للحزب الجمهوري الامريكي استبياناً مفصلاً لآراء الشعب العراقي لدراسة آراء الناس قبيل الانتخابات.. وتم هذا الاستبيان خلال شهر يوليو الماضي، 2004، قبل اصابة النجف بما اصابها من بلاء..
الاستبيان يدل على ان اهل البلاد يعتبرون اعادة التيار الكهربائي اكثر الشئون اهمية.. وعدد كبير يشتكي من تفشي الجريمة، ولذلك تريد الغالبية دولة قادرة على حفظ الامن والنظام.. نشيطة وعملية في شئون اعادة الاعمار.
ولكن اكثر القضايا التي تناولها الاستبيان اهمية هو علاقة السياسة بالدين للناخب العراقي..
70 % من السكان يؤكدون ان الاسلام لابد ان يكون اساس الدستور والقوانين.. 70 % كذلك يريدون دولة اسلامية الطابع.. فقط 23 % يرغبون بدولة علمانية الطابع..
ولكن، ومع ذلك، نلاحظ ان 68 % سينتخبون سياسي واقعي عملي.. بينما 23 % فقط يريدون السياسي الذي يقود شئون الدولة على اساس المثل الدينية. بل ان 63 % يبحثون عن شخصية سياسية معاصرة، مقابل 18 % يريدون شخصية محافظة... وهذا يدل على ان الشعب العراقي لا يريد نظاماً اصولياً متطرفاً.. وانهم يرفضون نظام الطالبان في ادارة البلاد.. ومن المعروف ان السيد السيستاني - الذي لا تزال نسبه عالية للغاية (73 %) - يطالب بعدم زج المرجعيات الدينية في الشأن السياسي.
ومن اهم ما في الاستبيان تاكيد عدم طائفية البلاد: فاقل من 5% من الناخبين الشيعة والسنة سنتخبون حزباً على اساس انتماءه لذات الطائفة التي ينتمون لها.. وهذا يدل على ان شعبنا لا يزال اقل طائفية مما يتوهم البعض...
حالياً يحترم 29 % من اهل البلاد الاحزاب الدينية، ويؤكدون ان الشخصية الدينية المعروفة خيار مقبول في الانتخابات لديهم... 24 % يريدون شخصيات جامعية ، 16 % سينتخبون على اساس وصول الشخص لمركز قيادي في الحزب الذي ينتمي اليه، .. 5% فقط ينتخبون شخصاً لمجرد انه عُرف في السابق بمعارضة نظام صدام..
من الطريف ان الشعب العراقي بشكل عام لا ينسجم حالياً مع اي حزب، ربما بسبب كراهية الناس لحزب البعث.. باستثناء الحزب الاكثر شعبية في البلاد حالياً وهو حزب الدعوة، وله نسبة تاييد في حدود 23 %.. يليه الحزب الذي يديره السيد عبد العزيز الحكيم..وهو شخصية لها نسبة تاييد عالية..للغاية.
بالنسبة للسيد مقتدى، فلو ذكرت اسمه، ستجد نسبة تاييد عالية... ولكن، لو سئلت عنه بطريقة اخرى، لقلت نسبة التاييد كثيراً.. مثلاً، 44 % من السكان لا يوافقون على انتخاب اي حزب له قوات مسلحة تتبعه.. وكذلك، حوالي 80 % من السكان يريدون السياسي الخبير المحنك.. بينما 11 % فقط يريدون حماس وحيوية الشباب.. 70 % يفضلون السياسي الحذر الذي يحسب لكل خطوة وكلمة حسابها قبل اتخاذ القرار..
برغم عدم وجود اسئلة عن شخصية السيد الياور، الا ان الناس ذكرته بالتأييد بنسبة 70 %.. مما يدل على ان الشعب لم يتعود بعد على فكرة ان منصب الرئاسة تشريفي.. شعبية السيد د. علاوي وصلت لنسبة 72 %..
شعبية عبد العزيز الحكيم قاربت ال 60 % ، اما عدنان الباججي، فيؤيده حوالي 46 % ممن شملهم الاستطلاع.. ولكن ليس لحزبه الديمقراطي اي شعبية.. بل لا يعرف احداً في البلاد ان للباججي حزب..
تعليق: تم هذا الاستبيان قبل احداث النجف.. ولذلك اتوقع ان تكون شعبية بعض الشخصيات قد قلت..
كنت اتمنى ان يتم توضيح معلومات مفصلة اكثر، عن آراء الشرائح المختلفة من السكان.. .. لا نعرف بعد المدن التي شملها التحليل..وربما حاول صانع الاستفتاء صياغة الاسئلة بطريقة توحد الناس..وهو تدخل مفهوم في الظروف الحالية.. وربما في وقت لاحق لو ظهرت المزيد من المعلومات سننقلها الى شبكة العراق الثقافية العزيزة....
وقد كنت استغرب لان بعض الاخوة في شبكة العراق الثقافية كانوا شديدي الاهتمام بالاحزاب الدينية، ولكن الاستبيان يوضح انهم كانوا على حق.. فالكثير من شرائح السكان في بلادنا تهتم بهذه الاحزاب..
اما اهم ما في الاستبيان، وما يسعدني شخصياً، فهو ان غالبية الناس لا تريد نظاماً اصولياً متطرفاً.. يسير بنا على الدرب الطالباني الى .. الخراب..
والله اعلم..
المحجوب..