بغداد ـ أ.ف. ب: يواجه الفنيون الغربيون الذين ينشطون في مجال اعادة الاعمار في العراق بيئة يميزها انعدام الأمن لكنهم يؤكدون اعتمادهم على اليد العاملة المحلية المؤهلة لانجاز الاعمال. وينطبق هذا الامر على حفنة من الاميركيين العاملين مع شركة بكتل العملاقة. ويشبه الموقع الذين يعملون فيه قرب بغداد لبناء محطة كهربائية قلعة محصنة تخضع لحماية مشددة.
ويراهن الفنيون على انجاز المشروع بسرعة بينما يعملون في الوقت ذاته على تدريب زملاء عراقيين من اجل تسليمهم هذه المحطة في وقت قريب.
وقال احد الفنيين رافضا ذكر اسمه «كل واحد منا لديه مثيله العراقي، ومهمتنا الاولى تتضمن تحسين ورفع مستواهم لكي يكونوا قادرين على مجاراة المعايير الحديثة في مجالي الهندسة والبناء ومن ثم تسليمهم العمل». واوضح فني اخر من بكتل ان المستوى الفني للشركات المحلية جيد وكذلك اليد العاملة التي تلقت تدريبا لا باس به. كما انهم يبدون رغبة اكثر في تعلم المزيد رغم ان التجربة تنقصهم، واضاف «فوجئت بمستوى اليد العاملة فهي اكثر ثقافة وتأهيلا مما كنت اعتقد»، وتابع لوكالة فرانس برس «عملت في عدة بلدان في الشرق الاوسط، وعلى سبيل المقارنة، اعتقد ان اليد العاملة العراقية مؤهلة بشكل جيد».
وباتت الشركات الاجنبية العاملة في العراق هدفا للمسلحين. وقد تعرض موظفون في شركة جنرال الكتريك التي اوكلت الى بكتل عقدا من الباطن لهجوم انتحاري في يناير (كانون الثاني) الماضي. وقد اخر الهجوم تنفيذ المشروع لكنه لم يوقف بناء مصنع بقيمة 180 مليون دولار يتم تمويله من مبلغ 18.4 مليار دولار خصصتها الادارة الاميركية لاعادة الاعمار. وموقع البناء محمي بجدران اسمنتية مرتفعة ومكانه غير معلن. وتقلب الجرافات الارض في حين ينشط حوالي 300 عامل يرتدون زيا برتقاليا في تنزيل حمولة شاحنات محملة اخشابا وتجميع قطع من الحديد.
وهناك في وسط الورشة توربين لشركة جنرال الكتريك مشابه لمفاعل نووي. وهو احد توربينين في المحطة التي ستزود الكهرباء لحوالي 250 الف مشترك. وقال احد المسؤولين «سنقوم بانتاج الطاقة ووضعها على الشبكة لكن توزيعها يعود الى شركة الكهرباء». وقد انجز قسم كبير من المشروع الذي بدأ العمل به مطلع السنة الحالية لكن ما يزال هناك عمل لاتمامه. وقال مسؤول اخر «ان المعدات اصبحت في المكان ويكفي تجميعها» للانتهاء من العمل.
وخلال زيارة قام بها احد الصحافيين الى الموقع، حصل اطلاق نار وسمع ازيز الرصاص فوق رؤوس العاملين في المشروع، لكن تبين بعد قليل ان الطلقات كانت تحذيرية من دورية للشرطة وجدت نفسها وسط زحمة سير خانقة على الطريق القريب، لكن الامر لم يكن كذلك دائما.
ومن المتوقع ان تبدأ بكتل في وقت قريب بناء محطة كهربائية اخرى في شمال العراق، وستكون المحطة التي يتم تشييدها حاليا في بغداد قادرة على العمل بكامل طاقتها في يونيو (حزيران) 2005 اذا لم يجد طارئ ما يعرقل الاعمال.