النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    Arrow تحقيق حول بداية الأشهر القمرية:رجب، وشعبان، ورمضان، وشوال لعام 1425هجرية

    [align=center]بداية الأشهر القمرية: رجب، وشعبان، ورمضان، وشوال لعام 1425هجرية

    بين الحسابات الفلكية والواقع بحسب الرؤية أو إمكاناتها، ومدى صحة بعض التقاويم

    الشيخ محمد أديب قبيسي[/align]



    [blink]بداية شهر رجب 1425هـ[/blink]

    يولد هلال شهر رجب فلكياً الإثنين 16/آب/2004م، وذلك في الساعة 1:25ص (بحسب التوقيت العالمي غرينتش)، أي الساعة 4:25ص (بحسب التوقيت المحلي لمدينة بيروت)، والمقصود بالولادة الفلكية، عندما يقع مركز الشمس والأرض والقمر بينهما على خط وهمي واحد، فتتراصف هذه الثلاثة معاً على خط واحد، ويقال لذلك لحظة الاقتران أو فترة المحاق.

    ويكون عمر الهلال لحظة غروب الشمس (والتي تغيب في الساعة السابعة والدقيقة الحادية والعشرين 7:21) 14 ساعة و58 دقيقة، ويمكث بعد غروب الشمس نحو (35 دقيقة و20 ثانية تحقيقاً) ويقول الفلكيون إن إمكان الرؤية (رؤية الهلال) بالعين المجردة تبدأ من هذا اليوم من المحيط الأطلسي غرب القارة الإفريقية وذلك بحسب معيار يالوب.

    ما هو المقصود بمعيار يالوب؟؟

    من الواضح أن حساب ولادة الهلال (الاقتران) وإن كانت دقيقة جداً ويقينية بحيث لا يمكن احتمال الخطأ فيها من الناحية الواقعية إذا روعِيَت الحسابات بدقة، إلا أن ذلك لا يعني أن الهلال يمكن أن يُرى لحظة الولادة، ومن هنا فقد حاول علماء الفلك قديماً وحديثاً وضع معايير معينة وشروط محددة للتنبّوء بإمكان الرؤية بعد تحديد لحظة الولادة؛ فمنها ما كان معمولاً به حتى بداية هذا القرن، وهو ما يسمى معيار الاثنتي عشر درجة، والمقصود بهذا المعيار من الناحية العملية أن رؤية الهلال تكون ممكنة مساء التاسع والعشرين من الشهر القمري إذا كان غروب القمر يتأخر عن غروب الشمس بمقدار 12 درجة، أي بمقدار 48 دقيقة من الناحية الزمنية.

    وعلى هذا الأساس، وضعت الجداول من قِبَل علماء الفلك المسلمين، وقد يطلق على هذه الجداول، الأزياج، كزيج الخوارزمي وغيره.

    وهناك معيار آخر، يعرف بمعيار انخفاض الشمس، بحيث تكون رؤية الهلال ممكنة إذا كان انخفاض الشمس تحت الأفق الغربي عند غروب القمر يساوي مقداراً معيناً يبلغ نحو 9 درجات.

    ولعلّ هذه المعايير والتعديلات الطارئة عليها كانت قائمة على علاقة هندسية بين مواقع القمر والشمس والمشاهد؛ سواء من حيث الزمان كالمعيار الأوّل أو من حيث لمعان ضوء الشمس وأثره في الأفق بعد الغروب.

    وتوالت التعديلات للشروط المقترحة التي تساعد على التنبّوء بإمكان الرؤية وظلّت في غالبها مبنية على اعتبارات هندسية وفلكية، حتى من قِبَل فلكيي العصر الحديث. وفي عام 1977 أحدث الباحث فرانس برون والذي كان يعمل باحثاً في المرصد الفلكي للجامعة الأمريكية في بيروت تطوراً نوعياً في هذه المسألة، حين تطرّق إليها من منظار فلكي فيزيائي، فركز على الظروف الحقيقية والخاصة بالمشاهد والتي لوحظ فيها قدرة العين البشرية على التقاط صور الأجسام الساطعة... وفي العام 1984، قام الفلكي الإسلامي الماليزي، محمد الياس، باقتراح معيار جديد حاول فيه التوفيق بين المعايير القديمة ومعيار برون السالف.

    ثم جاء يالوب (yallop) واقترح معياراً جديداً قائماً على المعايير الفلكية القديمة، ولكنه أكثر تطوراً وتعقيداً، وقد استفاد في ذلك من خبرته الطويلة في مجال الرصد، حيث كان مديراً لمرصد غرينتش، ورئيساً للجنة الأزياج الفلكية التابعة للاتحاد الفلكي الدولي. وهذا المعيار يقسم إمكان الرؤية إلى أربع حالات، لأنه إما يمكن رؤيته بالمرقب أو بالمنظار فقط، أو بمساعدة ذلك أولاً، ثم من الممكن الرؤية بالعين المجردة، وإما يمكن المشاهدة بالعين المجردة كما في حالات الصحو التام، وأخيراً الرؤية بسهولة بالعين المجردة مطلقاً.

    والمعيار المذكور يعتمد على عوامل رئيسية ثلاثة:

    1 - عمر الهلال: فقد أشارت إحصاءات ما يزيد على خمسين سنة، أن أصغر عمر للهلال تمّت رؤيته بالعين المجردة، كان 14 ساعة و48 دقيقة.

    2 - مكوث الهلال: وأقل مكوث تمّت رؤيته بالعين المجردة كان 29 دقيقة.

    3 - الاستطالة: وأقل استطالة مسجّلة كانت 7،6 درجات.

    والمقصود بعمر الهلال هو مقدار الزمن الممتد بين لحظة الاقتران ولحظة غروب الشمس في منطقة معينة، وهذا يختلف من مكان إلى آخر.

    المقصود من فترة مكوث الهلال، هو مقدار بقاء الهلال بعد غروب الشمس، أي الفترة الممتدة بين غروب الشمس وغروب القمر.

    والمقصود بالاستطالة، هي بُعد مركز القمر عن مركز الشمس، بالدرجات، كما يرى من الأرض، ويقال أيضاً للاستطالة قوس النور، وذلك لأن الرؤية ممكنة إذا كان الهلال (مركز الهلال) قد ابتعد عن مركز الشمس بحيث صار القمر يعكس مقداراً ممكناً من الضوء يمكن من خلاله رؤية ذلك. ولذلك فإن نسبة إضاءة القمر من العوامل المهمة أيضاً في إمكان الرؤية، ولذلك فإن الاستطالة بين الشمس والقمر إذا كانت (صفر درجة) فإن الرؤية مستحيلة لأن القمر يكون في فترة المحاق؛ وهذا يعني أنه مظلم ظلاماً تاماً، وفي مقابل ذلك، إذا كانت الدرجة هي180 درجة يكون القمر بدراً.

    وبالعودة إلى هلال شهر رجب، فإذا كان عمره حين غروب الشمس 14ساعة و58دقيقة، فإذا أضفنا ذلك إلى المقدار الذي يحتاجه القمر لإتمام دورة اقترانية والذي يقدر بـ29يوماً و12ساعة و44دقيقة يصبح عندنا 30 و3ساعات و42دقيقة. وهذا يعني أن الشهر القمري الجديد قد دخل قطعاً، لأن الشهر لا يكون أكثر من ثلاثين يوماً.

    ولذلك فإن أول أيام شهر رجب لعام 1425هـ هو يوم الثلاثاء: 17/آب/2004.


    [blink]بداية شهر شعبان 1425هـ[/blink]



    يولد هلال شهر شعبان فلكياً الثلاثاء 14/أيلول/2004م، وذلك في الساعة 2,30م (بحسب التوقيت العالمي) أي الساعة 5:30 بحسب توقيت بيروت المحلي...

    ويكون عمر الهلال لحظة غروب الشمس (والتي تغيب 18:44) ساعة و15دقيقة ... وبالطريقة نفسها، فإذا جمعنا ذلك إلى الفترة الزمنية التي يحتاجها القمر لإتمام دورة اقترانية واحدة، يكون الحاصل 29 يوماً و13ساعة و9دقائق... وهذا يعني أن الشهر القمري لم يزد عن الثلاثين يوماً، وبالتالي فلا يكون يوم الأربعاء 15/أيلول/2004م هو أول أيام شهر شعبان، بل هو المتمم للثلاثين بالنسبة إلى شهر رجب.

    ولذلك فإن أوّل أيام شهر شعبان لعام 1425هـ هو يوم الخميس 16/أيلول/2004م.



    [blink]بداية شهر رمضان 1425هـ[/blink]


    يولد هلال شهر رمضان فلكياً، الخميس 14/تشرين الأول/2004م في الساعة 2:49 بحسب التوقيت العالمي، و5:49 بحسب التوقيت المحلي...

    ويكون عمر الهلال لحظة غروب الشمس (والتي تغيب في الساعة18:3) 12ساعة و14دقيقة، فإذا جمعنا ذلك إلى الفترة الزمنية، يكون الناتج 30يوماً وساعة و8دقائق ما يعني أن الشهر القمري الجديد قد دخل فعلاً. ولذلك فإن أول أيام شهر رمضان المبارك لعام 1425هـ هو يوم الجمعة 15/تشرين الأول/2004م.


    [blink]بداية شهر شوال 1425هـ[/blink]


    يولد هلال شهر شوال فلكياً الجمعة 12/تشرين الأول/2004م في الساعة 2:28 مساءً بحسب التوقيت العالمي، و5:28 مساءً بحسب توقيت بيروت المحلي.

    ويكون عمر الهلال لحظة غروب الشمس (والتي تغيب في الساعة 16:35) نحو 8دقائق؛ فإذا تم الجمع بالنحو المذكور سابقاً، يكون الحاصل 29يوماً و13 ساعة ودقيقتان؛ ولذلك فمن المحتمل أن يكون السبت 13/11/2004م هو اليوم المتمم للثلاثين، ولا سيما وأن الهلال يغيب قبل غياب الشمس بـ12 دقيقة ما يعني أن السبت هو اليوم الثلاثون من شهر رمضان، ليكون الأحد14/تشرين الأول/2004م هو أول أيام العيد. والله العالم.

    جـدول:

    رجب الاثنين 16 آب الثلاثاء 17 آب

    30 يوماً

    شعبان الثلاثاء 14 أيلول الخميس 15 أيلول

    29 يوماً

    رمضان الخميس 14 تشرين1 الجمعة 15تشرين

    2 30 يوماً

    شوال الجمعة 12 تشرين2 الأحد 14 تشرين

    2 29 يوماً


    ومن هذا الجدول يتبيّن أن الشهر لم ينقص عن الـ29 يوماً ولم يزد على الـ30 يوماً... وهو مطابق للواقع تماماً.. لأن الشهور القمرية لا تنقص عن التسعة والعشرين يوماً ولا تزيد عن الثلاثين.

    ويمكن الاستنتاج أنه كلما كانت ولادة الهلال قبل الغروب وكانت للهلال فترة مكوث بعد غروب الشمس بحيث يغيب القمر بعد غروب الشمس أمكن القول بأن اليوم الثاني هو بداية الشهر الجديد، وكلما لم يكن الأمر كذلك، كما إذا كانت ولادة الهلال بعد غروب الشمس أو كان غروب القمر قبل غروبها، لم يكن اليوم التالي للرؤية هو بداية الشهر الجديد.

    ملاحظة مهمة: ورد في أحد التقارير الخاصة عن هلال شهر رمضان المبارك 1425هـ، أن هذا الهلال غير قابل للرؤية في جميع بلدان قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا (دول العالم القديمة) وكذلك تتعذر رؤيته في أمريكا الشمالية ولكنها محتملة في السواحل الغربية لأمريكا الجنوبية.

    وعليه فإن هلال شهر رمضان غير قابل للرؤية (يوم ولادته) محلياً ولا في بلدان قريبة ولا حتى في بلدان العالم القديمة...

    وهذا يعني أن أول أيام شهر رمضان هو السبت وليس الجمعة... وهذا يدفع للتساؤل التالي: إذا كان بناء صاحب التقرير المذكور، على أن المفروض أن إثبات أوائل الشهور لا يكون إلا من خلال الرؤية لقوله(ص): "صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته"، فاللازم أن لا يعلن أن يوم السبت هو أول أيام شهر رمضان، بل من المحتمل أن يكون نهار الأحد وليس السبت، ما دام أن السبت هو 29شعبان بحسب ما أفاده التقرير، لأن حصر إثبات أوائل الشهور إذا كان بالرؤية وفقط بالرؤية، ينافي التنبّوء مسبقاً بأوائل الشهور إلا بناءً على عد ثلاثين يوماً مع علمنا باستحالة الرؤية من خلال قرائن خارجية، ومع إمكان الرؤية وعدم إمكانها، فمن الممكن أن يكون الشهر 29يوماً إذا رؤيَ الهلال فعلاً، ومن الممكن أن لا يكون كذلك إذا لم يُرَ.

    وبالعودة إلى التقرير المذكور، فإنه ذكر إن شروط الرؤية متوافرة ليلة السبت، من خلال مكوث الهلال49 دقيقة وارتفاعه عن الأفق 8درجات ونصف تقريباً، وبُعده الزاوي، ما يجعل الرؤية ممكنة... وهذا يعني أن مجرد كون الرؤية ممكنة مع حصر طرق الإثبات بالرؤية، لا يسمح بالتنبّؤ مسبقاً، ولا سيما وأن ذلك بالنحو الذي ذكرناه...

    وهذا خلط بين الرؤية وبين إمكان الرؤية المبني على المعطيات العلمية وحساب زمان ولادة الهلال، فإذا أردنا الاعتماد على ذلك، وقلنا إنه من المناسب التنبّوء اعتماداً على المعطيات العلمية وحسابات الولادة... فمع كون الرؤية محتملة في السواحل الغربية لأمريكا الجنوبية، فلماذا لا يكون أول شهر رمضان في هذه البلاد هو يوم الجمعة، وبعد ذلك فبناءً على الرأي الفقهي والذي يأخذ به بعض الفقهاء ومنهم السيد الخوئي(قدس سره الشريف) يمكن إثبات أول شهر رمضان بالنسبة إلى البلاد التي تشترك مع بلد الرؤية بجزء من الليل... وهذا يعني ضمناً منطقة الشرق الأوسط، لاشتراك بلادنا مع بلاد الرؤية بجزء من الليل، فإذا التزمنا بذلك كان يوم الجمعة أيضاً هو أول أيام شهر رمضان، وبذلك يكون شهر شعبان بناءً على التقرير28 يوماً لأنه ملتزم أن أول شعبان هو نهار الجمعة وليس الخميس.

    وهذا يعني غرابة ما ورد في التقرير، فإنه ليس دقيقاً من الناحيتين الفلكية والشرعية، وما يزيد من الاستغراب أيضاً، ما ورد فيه: ونظراً إلى أن أغلب المؤمنين يلتزمون بثبوت أول الشهر القمري وفقاً لما يتم تبنّيه في الحوزتين الشريفتين في النجف الأشرف وقم المقدسة، وحيث أن أول شهر شعبان كان حسب الضوابط الشرعية يوم الجمعة 17/9/2004 وهو 29 من شعبان.

    الرؤية في 14 تشرين الأول - أكتوبر 2004




    [align=center][/align]



    http://www.bayynat.org/www/arabic/mo...hbat_hilal.htm





  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    الدولة
    طائر لا أرتضي الأرض مسكنا
    المشاركات
    4,759

    افتراضي

    مواضيع ذات صلة
    [line]

    [align=center]إثبات الهلال بين علم الفلك والرؤية[/align]


    [align=left]اعداد قسم التحرير[/align]

    تمتاز الشريعة الإسلامية باختزانها لقدرة التحرك التشريعي، مما يجعلها قادرة على مواكبة التغيّرات الزمانية والمكانية التي تطرأ، وبشكل بديهي، على الفرد والمجتمع.

    وقد أنيط أمر الكشف عن هذه القدرة بمجموعة من الأشخاص المختصين في أمور التشريع الإسلامي هم "الفقهاء" الذين يتمتعون بقدرة استخراج الأحكام من نصوصها الشرعية، بأدلة وأساليب خاصة، وهذا ما اصطلح على تسميته "الاجتهاد".

    أما القضايا التي تخضع لهذا "التحرك التشريعي" فهي ما يمكن أن نطلق عليه أسم "القضايا الممتدة"، أي القضايا التي تطول دراستها وتمتد عبر عصور طويلة وتبقى قابلة، في ذاتها لإعطاء حكم شرعي جديد فيها، وذلك بعد تغيّر تفاصيلها وزوال عللها الأولى، فمثلاً يمكن أن تكون قضية ما محرّمة، في العصور السابقة، ثم يتغيّر الحكم فيها إلى الحلية، بعد زوال علّة تحريمها. ويمكن أن تكون قضية ما محللة ثم تحرم لدخول علة، فيها، تستدعي ذلك.

    إن هذا الأمر يعود إلى بساطة أحكام الشريعة الإسلامية، وقربها من الإنسان، والسعي لجعلها في متناول الفرد العادي مهما كانت ثقافته، وقد أشار الرسول الأعظم(ص) إلى هذا الأمر أوضح إشارة عندما قال: "إنّا معاشر الأنبياء نكلم الناس على قدر عقولهم".

    إنّ الأمثلة على ذلك أكثر من تحصى الآن لكن هذه بعضها كنماذج:

    1 ـ ما ورد في أمر تشريح الجثث والتعرّض لها بعد الموت من نهي حتى قال رسول الله(ص): "كسر عظم الإنسان ميتاً ككسره حياً"، أو: "إن الله حرّم المثلة ولو بالكلب العقور". وهذه الأحاديث واضحة في حرمة التعرض لجثث الموتى، أما في العصر الحاضر فقد صار للتشريح منافع جمة، لعلّ أبرزها التقدّم الطبي الكبير. وهكذا تحول التعرض للجثث من "مثلة" إلى "فوائد طبية". لذلك لم يرَ الفقهاء بأساً في الإفتاء بجواز هذا الأمر لغرض عقلائي فيه منفعة.

    2ـ في الآية الكريمة{والأنعام خلقها... وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس... والخيل والحمير لتركبوها} دلالة واضحة على تسخير الله وسائل نقل للإنسان لتأمين راحته ومتطلبات حياته، ولكن الآية ذكرت الانعام والخيل والحمير كونها وسائل النقل المعروفة في عصر صدور النص، فهل هذه دلالة على عدم جواز اعتماد وسائل النقل الحديثة كما اعتقدت بعض الفرق.

    3ـ في موضوع تحديد اتجاه القبلة وردت عدة روايات تستدل عليها بأمور منها الشمس ونجم الجدي... وغيره ولكنها لم تحدد البوصلة الحديثة كإحدى وسائل هذا الأمر، فهل لا يجوز الاعتماد عليها؟ نظن بأن الفقهاء متفقين على أن هذا الأمر لا بأس به أبداً بل ربما كان أرجح من غيره.


    إن الأمثلة على القضايا الممتدة تطول لكن ما يهمنا منها هو موضوع إثبات أوائل الشهور القمرية عموماً وهلالي شهر رمضان وشهر شوال خصوصاً لما لهما من أهمية في حياة المسلمين بعد أن خص الله سبحانه وتعالى شهر رمضان بخصوصيات عظيمة دون سائر الشهور فهو الشهر الذي أوجب ـ سبحانه ـ صيامه على المؤمنين، وعظّمه بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر والتي نزل فيها القرآن الكريم ليهدي البشرية وينير طريقها لما فيه صلاح أمرها، ويختتم هذا الشهر العظيم بعيد الفطر الذي حُرِّم صيامه على المؤمنين. ولأهمية شهر رمضان الاستثنائية فقد حازت مسألة إثبات بدايته ونهايته على الأهمية أيضاً، وكثر الأخذ والرد فيها حتى أُلّفت الكتب لتحديد وسائل إثباتها وجعل المسلمين يتوحدون على هذا الشهر العظيم.

    وفي عصرنا وبعد التطور الذي أحرزه العلم باختصاصاته المختلفة وخاصة علم الفلك الذي تحول إلى أكثر العلوم حداثة وتتسابق في ميادينه أكبر الدول بأعلى الميزانيات وأحدث الأجهزة، فقد دار الحديث عن إمكانية الاستفادة من الأبحاث والأرصاد الفلكية في سبيل إثبات الشهور القمرية وخصوصاً في شهر رمضان المبارك، رفعاً لأحد مظاهر التشتت في المجتمع الإسلامي.

    ويعد سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله ـ دام ظله ـ أحد أهم العلماء الذين يتبنون هذه الدعوة بقوة، ولم يكتف سماحته بذلك، بل حوّل ذلك الرأي عن "رأي نظري" إلى مجال "التطبيق العملي" حيث يدأب منذ سنوات على إعلان أوائل الشهور استناداً إلى الحسابات الفلكية الدقيقة والموثوقة.

    وهنا سنعرض لبعض ما يستند عليه هذا الرأي من حجج وأدلة وننقل آراءً لمجموعة من العلماء الأعلام _ أعلى الله مقامهم ـ تتوافق مع هذا الرأي.

    أولاً: يستند هذا الرأي على أن الرؤية في الأحاديث الشريفة هي عبارة عن تحصيل العلم بوجود الهلال المرئي دون أن يكون للرؤية البصرية أية خصوصية، أي أنها وسيلة وليست غاية فلذا لو حصّل الإنسان العلم بأية طريقة للزم عليها العمل طبق هذا العلم، وهذا الأمر اصطلح العلماء عليه بالقول: "الرؤية مأخوذة على الوجهة الطريقية لا الموضوعية". ويقولون أن الرؤية(البصرية) إنما ذكرت في الأحاديث الشريفة كونها وسيلة العلم الوحيدة المتوفرة في زمن صدور النص أي العصر الإسلامي الأوّل، ومن أدلتهم في ذلك:

    1 ـ المعنى اللغوي للرؤية: يلاحظ المراجع لمعاجم اللغة وما كتبت، أنها اتفقت على كون الرؤية هي الإدرك بالعين أو الإدراك بالعقل. ومنها مثلاً:

    ـ لسان العرب: "رأى :الرؤية بالعين تتعدى إلى مفعول واحد، وبمعنى العلم تتعدى إلى مفعولين... وقال ابن سيده: الرؤية: النظر بالعين والقلب" (ج:14، ص:291).

    ـ أقرب الموارد: "رأى : نظر بالعين والقلب... الرؤية: النظر بالعين وبالقلب...". (ج:1، ص:379 ـ380).

    ـ القاموس المحيط: "الرؤية النظر بالعين وبالقلب.."(ج:4، ص:333).

    2ـ المعنى العرفي للرؤية: إن العرف لا يرى الرؤية إلاّ كوسيلة من وسائل المعرفة، وسبيلاً لتحصيل العلم، فمثلاً لو قال القائد لجنوده: "عند رؤية الصهيوني اقتلوه"... أو: "من رأى منكم صهيوناً فليقتله".. ولو شاهد المقاوم آلية معادية تتحرك نحوه فعلم أن فيها جنوداً صهاينة، أو لنفترض أنه علم بإحدى الطرق بأن الصهاينة سيكمنون ليلاً في مكان معيّن... فهل يصح للمقاوم بنظر العرف عدم قتل الصهاينة في هذه الأحوال بحجة أنه لم يرهم رؤية بصرية؟ طبعاً لا وإلاّ عُدّ في عرف العقلاء مخطئاً يستحق العقاب".

    3ـ الهلال ظاهرة كونية: والشهور أمور تكوينية والرؤية كاشف عن هذه الرؤية ولا دخالة لها بتحقّقها.

    4ـ اعتبار البينة: لو كانت الرؤية موضوعاً للهلال لما صح اعتبار البيّنة بدلاً منها.

    5ـ عد الثلاثين: إذا لم تتيسّر الرؤية والبينة حيث أن ذلك يوجب العلم بخروج شهر ودخول شهر، لأن الهلال ظاهرة كونية، تنحصر أيامه بين 29 و30 يوماً.

    6ـ توافق العلماء: على أنه إذا رؤى الهلال في بلد فإنه يحكم بثبوت الهلال في كل البلاد القريبة من ذلك البلد أو الواقعة إلى الغرب منه وإن لم تتحقق الرؤية فعلياً في تلك البلاد.


    ... والأدلة قد تطول لكن ما نستطيع استنتاجه أن الرؤية مأخوذة في الأحاديث الشريفة على الوجهة الطريقية لا الموضوعية، والعبرة هي بتحصيل المكلف الاطمئنان والعلم بان الهلال موجود في الأفق بصورة يمكن رؤيته فيها، ولا ضرورة لتحقق الرؤية بالعين فعلياً. وقد اختار طريقية الرؤية عدد كبير من العلماء والأعلام ومنهم: العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله في (فقه الشريعة)، الإمام الخوئي (في رسالته إلى الطهراني)، الشهيد محمد باقر الصدر (في الفتاوى الواضحة)، الشهيد محمد صادق الصدر (في موسوعة: ما وراء الفقه)، السيد السيستاني(في عدة استفتاءات)، الشيخ محمد اسحاق الفياض (في رسالة: منهاج الصالحين)، الشيخ محمد تقي الآملي(في: مصباح الهدى)، العلامة الدكتور عبد الهادي الفضلي (في موسوعة: مبادىء علم الفقه)، العلامة الأستاذ جعفر السبحاني (الصوم في الشريعة الإسلامية الغرّاء)، السيد المرعشي النجفي (في: الغابة القصوى)، الشيخ الخزعلي (مجلة: فقه أهل البيت(ع) عدد 11_12)، الشيخ محمد جواد مغنية (في: فقه الإمام الصادق(ع)... الخ.

    ومنهم صاحب العروة الوثقى السيد اليزدي، ومنهم أيضاً السيد موسى الصدر الذي لخص القضية في عبارة بليغة حين قال: "الرؤية تكون بالعقل والمشاهدة تكون بالعين".

    ثانيا: يرى أصحاب هذا الرأي أن الأحاديث الشريفة جاءت تقول: "إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فافطروا، وليس بالرأي وبالتظني، ولكن بالرؤية" أي أنها حصرت الإثبات بـ "الرؤية" في مقابل "الرأي والتظني" أي حصرتها بـ "العلم" في مقابل "كل ما لا يحصل منه العلم" أما في عصرنا فقد استطاعت الأرصاد والحسابات الفلكية أن تصل إلى مستوى يحقق لنا العلم، فلذلك لا محذور من اتباعها.

    يقول الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر في موسوعته ما وراء الفقه، ج:2، ص:163، ما يلي: "المهم في نظر الإمام(ع) هو عدم الاعتماد على الشك فما دام الشك متحققاً في حسابات الفلكيين [القدماء] لم يكن للناس اتباعهم بطبيعة الحال. وإنما يجب الاعتماد على الرؤية فإذا فهمنا من الرؤية بعد التجريد من الخصوصية: العلم بوجود الهلال بالحجم المرئي. كان هذا العلم حجة مهما كان مصدره. ولا معنى للنهي عن العلم كما ثبت في علم الأصول".

    ثالثاً: ترى هذه الفئة من العلماء أن ما نهت الأحاديث الشريفة عن اتباعه هو علم التنجيم وليس علم الفلك والفرق بينهما واضح ولا يخفى على اللبيب. ففي قاموس: "المنجد في اللغة العربية المعاصرة" نجد تعريف علم الفلك بأنه "علم يبحث في الأجرام السماوية من حيث تكوينهما ومواقعها وقوانين سيرها". أمّا "التنجيم" فيعرفه هذا القاموس بأنه علم يبحث في تأثير حركات النجوم على مجرى الأحداث، ويستخلص منها تنبؤات مستقبلية ذات تأثير مزعوم على حياة الناس وطباعهم".

    ولأن علم الفلك القديم، في العصر الإسلامي الأول، كان مشوباً ومختلطاً بالتنجيم وبأفعال المنجمين الذين يدّعون معرفة الغيب وقدرة التأثير على الناس فقد ورد النهي عنه بأشد العبارات حتى قال النبي(ص): "من صدّق كاهناً أو منجماً فقد كفر بما أُنزِل على محمد(ص)..".

    وقد أشار إلى الفارق بين علم الفلك القديم وعلم الفلك الحديث عدد من العلماء، منهم الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي حين قال: "مع العلم أن ما نهت عنه النصوص الشرعية ليس هو هذا الحساب الحديث لأنه لم يكن معهوداً بحداثته وقت صدور النص، وإنما الذي نهت عنه هو حساب النجوم أو علم التنجيم أو حساب التقاويم، وهما غير الحساب الفلكي الآلي الحديث" (مبادىء علم الفقه، ج:2، ص:57)، ومنهم أيضاً الفقيه الشيخ جعفر السبحاني إذ قال: "إن علم النجوم في مصطلح القدماء هو العلم بآثار حلول الكواكب في البروج والدرجات... وأما علم النجوم في مصطلح اليوم فهو عبارة عن حساب حركة الشمس والإخبار عن أوائل الشهور الرومية والفارسية ورصد حركات القمر وما شابه ذلك، فأين هذا المعنى من علم النجوم بالنسبة إلى المعنى السابق؟" (الصوم في الشريعة الإسلامية الغراء، ج:2، ص:98ـ99).

    وإلى جانب النهي الشديد عن "التنجيم" فقد حضّ الشرع الإسلامي على التفكر والاطلاع علىعالم السموات وما فيه من عجائب الخلق، وبديع الصنع، حتى صار علم الفلك أحد المداخل للإيمان بالله سبحانه، وقد أشار المحقق الكركي(قده) إلى هذا المعنى حين قال: "...إذا تقرر هذا فاعلم أن التنجيم مع اعتقاد أن للنجوم تأثيراً في الموجودات السفلية، ولو على جهة المدخلية حرام، وكذا تعلم النجوم على هذا الوجه، بل هذا الاعتقاد كفر في نفسه، نعوذ بالله منه... وأما علم الهيئة [علم الفلك] فلا كراهية فيه، بل ربما كان مستحباً، لما فيه من الاطلاع على عظم قدرة الله تعالى..." (جامع المقاصد، ج:4، ص:31ـ32).

    رابعاً: يستند هذا الرأي إلى كون الأبحاث الفلكية مستفاد منها في عدد من مجالات التشريع الإسلامي. ويسألون: ما الدليل على حجية الأرصاد والأبحاث الفلكية، في هذه المجالات، وعدم حجيتها في إثبات الهلال؟ ولماذا يحصّل الفقهاء العلم من عام الفلك في هذه المجالات، ولا يحصلونه في إثبات الهلال؟ مع العلم أن الأبحاث الفلكية هي من وادٍ واحد.

    وقد يطول الحديث عن كل هذه المجالات وأقوال العلماء في جواز ذلك، ولكننا نكتفي بإيراد ما كتبه العلامة الفقيه الشيخ جعفر السبحاني عن علم الفلك الحديث إذ قال: "وهو علم ذو قواعد رصينة مبنية على حسابات رياضية قلّما تخطىء، ولذلك نأخذ بها في تعيين وقت الخسوف والكسوف ودخول الأوقات ومحاذاة القبلة والعرض الجغرافي للبلد وطوله.. (الصوم في الشريعة، ج:2، ص:99).

    خامساً: يستند هذا الرأي على ما يمكن أن تقع فيه العين من أخطاء، وما يصيبها من خدع وأوهام بصرية، وخاصة في عصرنا الحديث وما أصاب الأجواء من تلوّث بالغبار والدخان، وما يجول في السماء من أقمار صناعية ومركبات فضائية وطائرات ومناطيد وغيرها، دون أن ننسى الإشارة إلى العوامل الطبيعية والفيزيائية وحتى البيولوجية والنفسية. وهذه الأخيرة هي الأهم إذ "أن أكثر حالات خداع البصر تعتمد كلياً على أننا لا نكتفي بالنظر إلى الأشياء فقط، بل ونحكم عليها بلا وعي، وهكذا ندفع أنفسنا إلى ارتكاب الخطأ بصورة لا إرادية" (الفيزياء المسلية، ج:2، ص:285).

    وقد اشارت الأبحاث والدراسات العلمية إلى تلك الظاهرة وأفاضت في التعرض لها وفي دراسة أسبابها، كذلك وردت إشارات إليها في كتب السّيَر، وفي القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ففي المجال العلمي هناك عدد كبير في الأمثلة والتي لا مجال لحصرها هنا، ومنها مثلاً مشاهدات الصحون الطائرة التي خضعت لدراسات علمية تمت على 13،000 حالة وظهر أن 90% من هذه الحالات، أي 11700حالة، هي ظواهر صناعية أو طبيعية أو تأثيرات آنية في العين (مجلة "العلم والتكنولوجيا"، عدد:20، نيسان1990، الإنسان الحائر بين العلم والخرافة، ص:218).

    أما في القرآن الكريم فقد وردت عدة آيات تتحدث عن هذه الظاهرة ومنها مثلاً: {والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً}، ففي هذه الآية إشارة إلى حسبان ظاهرة السراب الفيزيائية ماءً عند المشاهد بسبب وضعه النفسي المتأثر بالعطش، ولذلك لم تعبر الآية مثلاً بالقول: يحسبه الرجل أو المرء... وهذه إحدى دلائل إعجاز وبلاغة النص القرآني.

    وفي السنّة الشريفة ورد حديث عن الإمام علي(ع) في نهج البلاغة أشار إلى هذه الظاهرة بطريقة بليغة معبرة إذ قال(ع): "ليست الرؤية كالمعاينة مع الإبصار، فقد تكذب العيون أهلها، ولا يغش العقل من استنصحه".

    قال ابن أبي الحديد في شرح هذا القول: "وقد ذهب أكابر الحكماء إلى أن اليقينات هي المعقولات لا المحسوسات، قالوا: لأن حكم الحس في مظنة الغلط... فأما العقل فإذا كان المعقول به بديهياً أو مستنداً إلى مقدمات بديهية فإنه لا يقع فيه غلط أصلاً" (الشرح، مجلد19ـ20، ج:19، ص:173).

    ..ولذلك فقد تنبه الفقهاء إلى هذا الأمر وأدخلوه بالحسبان أثناء الحديث عن موضوع ثبوت الهلال، ومنهم العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله الذي قال: "إن الشهود الذين شهدوا، وفيهم الثقاة مشتبهون من قبيل من يرى هلالاً، وهو ليس هلالاً..".

    وكذلك العلامة جعفر السبحاني: "يجب التثبت والدقة في ثبوت الهلال بالبيّنة أو بالشياع، لأنه مظنة خطأ الحس...".

    ومنهم الشهيد محمد الصدر الذي قال: "إذا أخبر المرصد بذلك [عدم إمكان الرؤية]، وكان هناك ادعاء رؤية غير كافية للإثبات المعتبر شرعاً كفى في عدم بدء الشهر، واعتبرنا أن هؤلاء المدعين للرؤية متوهمين أو كاذبين".

    ومنهم ـ أيضاً ـ السيد السيستاني الذي قال: "...وفي الحالة المذكورة ونظائرها لا يحصل عادة الاطمئنان بظهور الهلال على الأفق بنحو قابل للرؤية بالعين المجردة، بل ربما يحصل الاطمئنان بعدمه، وكون الشهادات الصادرة مبنية على الوهم والخطأ في الحس".

    وقد أشارت كتب السِّيَر إلى مثال مهم للخدع البصرية في مجال إثبات الهلال بالذات، إذ "رُوي عن أنس بن مالك أنه حضر مع جماعة لرؤية الهلال، وكان معهم أيّاس، فلم يره أحدٌ غير أنس الذي قال أنّه رآه مع أنه كبير السن، ولكن لم يره أحد غيره، وهنا التفت أيّاس وكان ذكياً حاضر البديهة، ونظر إلى عيني أنس فرأى على إحداهما شعرة، وقد تدلّت على حاجبه فمسح إيّاس حاجب أنس بيده حتى سوّاه، وقال: أرني الهلال الآن، فقال أنس: لا أنظره الآن".

    ...إلى ما هنالك من أدلةٍ وبراهين، لكن من المفيد أن نقول إن عدداً من العلماء الأعلام ـ أعلى الله مقامهم ـ قد أخذ بهذا الرأي ورأى أن لا محذور فقهياً من اعتماد الحسابات والأرصاد الفلكية في إثبات الهلال من دون حاجة للاستهلال، وكذلك في نفي الشهادة والبيّنة المخالفة للحسابات الفلكية الموثوقة والدقيقة، ومن هؤلاء العلماء.

    ـ العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (راجع رسالة فقه الشريعة).

    ـ الشهيد محمد باقر الصدر (راجع الفتاوى الواضحة، باب ثبوت الهلال).

    ـ المرجع الشيخ محمد إسحاق الفياض (راجع منهاج الصالحين، باب ثبوت الهلال).

    ـ الشهيد محمد محمد صادق الصدر (راجع فصل الهلال، من موسوعة :ما وراء الفقه"، ج:2).

    ـ المرجع السيد السيستاني (راجع فقه المغتربين، استفتاء صادر في 15 محرم1419هـ، برنامج "الأحكام الشرعية" المسجل على قرص مدمج).

    ـ الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي (راجع فصل الصوم، في موسوعة "مبادىء علم الفقه"، ج:2).

    ـ الشيخ الكرباسي (راجع المصدر السابق).

    ـ السيد الكلبايكاني (مجمع المسائل، ج:1).

    ...إلى غيرهم من العلماء والهيئات والدول الإسلامية، والذين لا مجال لحصرهم في هذه "العجالة".

    وفي النهاية نتمنّى أن يلقى هذا الطرح الفقهي الجديد تجاوباً عند المسلمين، بكافة طوائفهم وفرقهم، الأمر الذي يظهرهم بمظهر الوحدة وعلى حالة من القوة، لأن ذلك من أعظم مصاديق الوحدة، وأحد مظاهر القوة والاستقلال في المجتمع الإسلامي الواحد، امتثالاً لقول الله سبحانه وتعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا} [آل عمران:103].



    http://www.bayynat.org/www/arabic/ra...thbathelal.htm

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    الدولة
    طائر لا أرتضي الأرض مسكنا
    المشاركات
    4,759

    افتراضي

    [align=center]وجهة نظر في إثبات بداية الشهر القمري*[/align]

    [align=left]محمد شري(*)[/align]


    بين الشرع والعقل

    السجال والنقاش القائم حول الموقف من إثبات ولادة الهلال ظاهرة إيجابية بناءة، تعكس حيوية الموقف الاجتهادي للمسلمين وحركيته حيال تبدّل معطيات الزمان والمكان وتطور العلوم والمعارف الإنسانية، كما تشير هذه الظاهرة إلى استمرار إعمال الفكر والعقل وإلى عدم الجمود إزاء الواقع المتحرك المتطور، وتتأكد هذه الإيجابية ببقاء الحوار محكوماً لضوابط العلم والمعرفة والحوار البناء الذي يعترف بالآخر ويحترم حقه بالاختلاف معه.

    وتتحول هذه الإيجابية إلى سلبية إذا ما تجاوز الحوار هذه الضوابط، وتحول بالتالي إلى عصبية وإلى إثبات للذات خارج إطاري العلم والتقوى.

    من هنا، ومع أنني لست من أهل الاختصاص في الفقه، إلا أني لا أرى مانعاً أن أعرض خواطر وأفكاراً تراودني حول هذه المسألة، أفكار تنطلق من فهمي وإيماني بأن الإسلام دين المنطق، ودين المعرفة، ودين العقل، وبأن ما يحكم به الشرع لا بد وأن يوافق العقل، وأن ما يقطع به العقل لا بد ن يأمر به الشرع.

    بين الماضي والحاضر

    إن الفصل بين الشهر القمري الواقعي الفلكي الحقيقي، وبين الشهر الشرعي، الذي عمل على أساسه المسلمون طوال القرون السالفة، له ما يبرره، وناتج من انعدام سبل المعرفة اليقينية القطعية ببداية الشهر الواقعي. وإذا افترضنا أن هذا العلم كان متيسراً لعدد قليل من العلماء، فلم تكن هذه المعرفة بدقة المعارف العلمية الحديثة ويقينيتها، كما لم يكن من سبيل لإثباتها واقعياً وتعميم المعرفة بها بين المسلمين المكلفين المنتشرين في أصقاع الأرض المختلفة، لافتقاد وسائل التواصل والاتصال العملي السريع.

    من هنا كان التأكيد والتشجيع على الاستهلال غروب يوم التاسع والعشرين محاولة للاقتراب من معرفة الولادة الواقعية الحقيقية للهلال بأدق قدر ممكن، باعتبار أن الرؤية بالعين المجردة هي الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام كل الناس لإدراك هذه الولادة.

    ولما كانت رؤية الهلال في الليلة الأولى متعذرة غالباً إلا لأهل الاختصاص والمتابعة، ولما كانت الأسباب المناخية وغيرها تلعب دوراً في عدم حصول هذه الرؤية؛ فإن إكمال عدة الثلاثين يوماً تصبح ـ والحال هذه ـ هي الوسيلة الثابتة والحاكمة لإثبات ولادة الهلال، ولا يعود للرؤية أي أثر في ذلك، لأن الاعتماد عليها حينئذٍ سيتعارض حتماً مع بداية الشهر فلكياً وواقعياً.

    الرؤية غاية أم وسيلة؟

    وعليه فليست الرؤية بالعين مطلوبة لذاتها، وليست شرطاً ثابتاً ولازماً، إنما هي وسيلة لإدراك الشهر الواقعي بأقرب وقت ممكن من الشهر الحقيقي الفلكي. والإسلام الدين الصالح لكل زمان ومكان، الدين القيِّم المتفاعل مع علوم الإنسان، والمؤكد على التدبّر والتفكر وإعمال العقل، لا بد أن ينسجم مع منطق العلم الذي أدرك من خلال وسائل الاستكشاف الحديثة القطعية اليقينية، والتي تتجاوز قطعية رؤية العين المجردة في إثبات الشهر، حيث عادةً ما تنحصر الرؤية بعدد محدود من الشهود، وعادة ما يدور السجال والخلاف والتحقيق في اعتماد شهادة هؤلاء، ومعيار الثقة بهم، ومعيار عدم اختلاف النظر لديهم.

    من هنا، كان منشأ اختلاف المسلمين فيما بينهم حول العيد، ويقع الخلاف حتى بين أتباع المذهب الواحد، لأن شهادة الشهود مقنعة للبعض دون البعض الآخر، ومعلوم ما لهذا الوضع من آثار سلبية تعكس عدم ثقة المسلمين ببعضهم البعض، وتوهين شهادة المسلمين فيما بينهم في أمر عبادي هام كأمر العيد، الذي يفترض أنه عنوان وحدة المسلمين، تماماً كما هي الصلاة، وكما هو الحج.

    الجمود في فهم النص

    إن اليقين القطعي الذي توفره لنا المراصد الحديثة بولادة القمر فلكياً، والذي هو معرفة قطعية ببداية الشهر الحقيقي، هو نعمة إلهية كبرى منّ الله بها على المسلمين، لأنها تقطع الشك باليقين ببداية الشهر، وتطابق الشهر الواقعي الحقيقي بالشهر الشرعي، وهي في اعتقادي غاية الحكم الشرعي. إذ كيف يكون من الشرع أن نعلم بداية الشهر واقعياً، ولا نلتزم مع ذلك بهذا العلم بانتظار توفر الرؤية بالعين أو إكمال العدة؟ مع اليقين بأن الشهر قد بدأ فعلاً، فهذه مفارقة غريبة لا تخلو من إشكال.

    أما الجمود أمام فهم النص، لا أمام النص نفسه، لأنه ملزم بالتأكيد ـ كالوقوف عند فهم تعبير الرؤية على الرؤية بالعين ـ فهو نوع من الجمود غير المبرر، لأن ما تدركه المراصد العلمية ينطبق عليه بالتأكيد مفهوم الرؤية، وتتيح لنا رؤية حقيقية بالصورة الواقعية، وهي كما سبق وأشرنا أكثر صدقية وقطعية من رؤية عدد محدود من الشهود.

    وعليه يصبح الاستهلال المفترض أن يعتمد اليوم هو الاستهلال بالمراصد العلمية، وللمسلمين أن يحفظوا الاستهلال التقليدي والشخصي كأمر عبادي يقف فيه الإنسان مسبحاً مهللاً شاكراً ومعظماً لله ولآياته، دون أن يكون ذلك شرطاً لازماً لإثبات الشهر.

    الإيجابيات والسلبيات

    إن المصالح والآثار الإيجابية المترتبة على اعتماد التطابق بين الشهر الواقعي، والشهر الشرعي، واضحة لكل ذي بصيرة، والفوائد المترتبة للإسلام والمسلمين نتيجةً لذلك غزيرة وجمّة، أهمها: الإدراك اليقيني ليوم العيد ولسائر العبادات والمناسبات المقترنة بالتقويم القمري الهجري، فيوم العيد هو يوم واحد، وليس يومين، تماماً كما هي ليلة القدر، وكما هي أيام الحج، لا تصح في غير توقيتها، ولنتصور لو أن ما يحصل في اختلاف المسلمين يوم عيد الفطر وتفرّقهم عملياً فيه، انسحب على عيد الأضحى المبارك، وعلى أعمال الحج في مكة المكرمة، وهو خلاف قائم فعلاً في تقدير أيام الشهر، إلا أنهم لاعتبارات واقعية، وليس شرعية، يلتزمون تقويم المملكة العربية السعودية، مع ما لذلك من مترتبات شرعية بالنسبة لصحة أعمال الحج.

    إن اعتماد الرؤية الفلكية تحسم كل هذه الخلافات والتباينات، وتوحّد المسلمين في يوم العيد، وفي سائر مناسباتهم الدينية، وتعمم مظهر الوحدة فيما بينهم بدل مشاهد الاختلاف والفرقة.

    أيضاً من شأن ذلك تثبيت التقويم القمري الهجري على مدى التاريخ، تماماً كما هو التقويم الشمسي الميلادي، ومعلوم ما لذلك من إيجابيات، فوفقاً للتقويم الراهن، فإن التقويم القمري الهجري ينبغي أن يتم كل شهر بشهره، وهو أيضاً مختلَف عليه بين قطر إسلامي وآخر، بحيث لا يمكن اعتماده كتقويم عملي علمي وقطعي، ولا مجال لتثبيت أي تاريخ فيه بشكل مسبق.

    هذه الإيجابيات الثابتة، إنما هي آثار ونتائج للحكم الشرعي، وليس سبباً لها، وإن كانت بحد ذاتها جديرة بأن تكون أيضاً سبباً للنظر في هذا الحكم. بالطبع هذا الرأي ليس معتمداً من الغالبية العظمى من الفقهاء، بل ربما منهم جميعاً، وحتى من قال باعتماد الفلك، اشترط لذلك مرور فترة زمنيةتتيح إمكانية الرؤية بالعين، وبهذا بقي في دائرة الفصل بين الشهر الواقعي والشهر الشرعي، رغم علمه بدقة بولادة الشهر الواقعي، فضلاً عن أنه ليس هناك من زمن قطعي بالفترة المقدرة التي تتيح إمكانية الرؤية بالعين.

    بالطبع ليست هذه مقالة فقهية، إنما هي وجهة نظر، ويبقى بالتأكيد لأهل العلم، أهل الاجتهاد والفتوى والمرجعية، الاستفادة أو الرد والرأي الحاسم الذي يبرىء ذمة المكلف المسلم، وهم الأحرص على الأخذ بكل ما فيه الصواب والصلاح.


    --------------------------------------------------------------------------------

    ـ نُشر في مجلة "شؤون جنوبية" اللبنانية، العدد12، كانون الثاني-يناير 2003.

    ( * ) لبناني إعلامي


    http://www.bayynat.org/www/arabic/ra...erry012003.htm

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    1,249

    افتراضي

    بارك الله بجهودكما
    ونسال الله ان يجمع شملنا في ثبوت اول الشهرمن شوال وفي العيد لانها بالواقع مسالة عويصة و الناس واقعة في
    اشكالات لا حصر لها حول هذه المشكلة
    اتذكر في تلك السنة الماضية اتصلت باحد الاصدقاء لكي اهنئة بالعيد ونسيت انه يقلد مرجعا لا يقول بالعيد في نفس يومنا الا انه بادرني بالقول اسف انه ليس عيد وانا صائم عندها قلت اختلاف امتي رحمة
    وفرت علينا وما شاء الله هم كثر في بلاد الغرب يعيشون من امثال هؤلاء
    الرأي قبل شجاعة الشجعان
    هو الاول وهي المحل الثاني

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    الدولة
    طائر لا أرتضي الأرض مسكنا
    المشاركات
    4,759

    افتراضي

    الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة المتيقن
    اتذكر في تلك السنة الماضية اتصلت باحد الاصدقاء لكي اهنئة بالعيد ونسيت انه يقلد مرجعا لا يقول بالعيد في نفس يومنا الا انه بادرني بالقول اسف انه ليس عيد وانا صائم عندها قلت اختلاف امتي رحمة
    وفرت علينا وما شاء الله هم كثر في بلاد الغرب يعيشون من امثال هؤلاء
    السنة الماضية كنت في العراق في عيد الفطر المبارك.
    و لم يكن عيداً بل كان "صراع المقلدين" (على وزن صراع الحضارات).
    و ما تفضلت به رأيته (بالجملة) حيث أن مقلدين المرجع الفلاني عيونهم تقدح شراراً على من يقول لهم أيامكم سعيدة, لأن معناه أنت تقلد المرجع (زيد). و بالمناسبة هذا الأمر عند المتدينين و ليس عند الناس (من أهل لله).

    و أما الرمي فكان تنافس في بعض المناطق لكي يثبتوا أنه مقلدين المرجع عمرو هم الأكثر في هذه المنطقة.

    في وقتنا هذا أرى أنه من شبه المستحيل أتفاق الشيعة حيث أن قضية العيد و بداية الشهر أتجهت نحو أثبات الشخصية لو جاز التعبير.

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني