بشأن اختفاء 380 طناً من المتفجرات القوية من القعقاع...
ادعت الولايات المتحدة في يوم من الايام انها تغزو العراق من اجل تأمين اسلحة الدمار الشامل.
ولكن الولايات المتحدة تركت كل المؤسسات العسكرية ومواقع تصنيع وحفظ السلاح في النظام السابق بلا اي حراسة.. وحين يسالها الأعلام العالمي لماذا، تتحجج بكثرة تلك المواقع ، مما صعب تأمينها...
وقد تحدثنا الأسبوع الماضي عن محاولات عصابات الإرهاب البعثية في العراق لتصنيع السلاح الكيماوي. وذكرنا ان مواقع الأبحاث النووية في العراق اختفت بعض الأجهزة المهمة للغاية منها بعد ان تركتها القوات الأمريكية بلا حراسة.. وان من سرق هذه الأجهزة كان يعرف جيداً ما يأخذه، وما لا يفيده فيتركه.. واليوم، نقرأ عن اختفاء 380 طناً من المواد شديدة التفجر من معسكر القعقاع..
وقد أبلغت هيئة الرقابة الدولية الولايات المتحدة قبل بدء الحرب ان هذا الموقع حساس، لان المواد الموجودة فيه يمكن استخدامها لتفجير قنبلة نووية. هذه المواد، وهي متفجرات من نوع hmx و rdx القليل جداً منها قادر على تفجير عمارات بأكملها. بل وكانت مؤسسات الرقابة الدولية على تسليح العراق طوال التسعينيات تتابع هذا الموقع، نظراً لخطورة هذه المواد.. وطالبت العراق بالتخلص من بعضها.
ومن المعروف ان هذه المواد تم استخدامها لتدمير طائرة بان ام فوق لوكربي عام 1988 . وكماً اكبر منها تم استخدامه في نوفمبر 2003 لتدمير المجمع السكني في الرياض. .. باختصار هذه أسلحة خطرة للغاية. ويتم اعتبارها غير تقليدية.. Unconventional.
المؤسسات الدولية المسئولة عن الرقابة تؤكد اليوم براءتها، وتقول لكل من يريد السماع أنها أبلغت الولايات المتحدة قبل الحرب ان تامين هذه المواقع ضروري للغاية. ولكن البنتاجون اعتبر القعقاع موقع متوسط الأهمية، ولم يفكر في تأمينه.
وقد تم إبلاغ المستشارة الأمنية للرئيس بوش، السيدة كوندليسا رايس، باختفاء 380 طناً من هذه المواد شديدة التفجر الشهر الماضي. واخيراً قررت الإدارة إرسال مجموعة تتبع ال CIA لمتابعة ما حل بهذه المواد الخطرة.
وبصراحة: المفروض ان الولايات المتحدة دخلت العراق من اجل تامين أسلحته الخطرة، ولكنها تركتها بلا اي حراسة.. الأسبوع الماضي فقط، تمت عملية سرقة جديدة للمزيد من السلاح الموجود في القعقاع. وهذه فضيحة حتى في حق الدولة الجديدة، التي تشتري السلاح.. ثم تترك مواقع الحصول عليه غير مؤمنة...
باختصار: من المؤسف ان مواقع السلاح العراقي صارت منجماً ينهب منه الإرهابي كل ما يريد.. لا يوجد اي دولة في العالم اليوم يمكن فيها الحصول على مثل هذه الأسلحة بهذا القدر من السهولة..
المحجوب.