 |
-
تقرير : العراقيون لم يلمسوا فائدة من جهود إعادة الإعمار
[blink]تقرير إخباري..[/blink]
.العراقيون لم يلمسوا فائدة من جهود إعادة الإعمار
تلقى العراقيون وعودا كثيرة بمساعدات بمليارات الدولارات خصوصاً من الولايات المتحدة لإعادة بناء بلدهم بعد الغزو الامريكي العام الماضي الا أن الاوضاع المضطربة المتصاعدة حالت دون الوفاء بهذه الوعود. فالوضع الامني سيئ للغاية لدرجة أن السلطات لم تتمكن من انفاق أكثر من خمسة في المائة فقط أي نحو 5.1 مليار دولار من اجمالي 30 مليار دولار وعدت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بتقديمها من اجل اعادة البناء والخدمات الاساسية.
ويعترف المسؤولون العراقيون الذين خصصوا في الآونة الاخيرة 15 مليار دولار من ايرادات مبيعات النفط الآجلة من أجل الاستثمار واعادة البناء بأن أغلب العراقيين لم يلمسوا فائدة كبيرة من جهود الاعمار المحدودة. وقال مهدي الحافظ وزير التخطيط العراقي “الأولوية للقطاعات التي قد تجعل حياة العراقيين مختلفة مثل الامن والخدمات الاساسية والبنية التحتية والاصلاح الاقتصادي”. وتابع: “نريد من المواطن العراقي أن يعيد بناء نفسه. ليس فقط من زاوية متوسط العمر والرعاية الصحية والثروة المالية بل ايضا من خلال التعليم واحترام حقوق الانسان والبيئة”.
وكشفت دراسة لوزارة التخطيط في الآونة الاخيرة ان ثمانية في المائة من الاطفال يعانون من سوء تغذية وأن 12 في المائة آخرين تقل اوزانهم عن المعدل الطبيعي.
وكشف المسح الذي لم يذكر ارقام ما قبل الحرب ان 40 في المائة ايضا من الاسر ليس لديها مياه نقية للشرب وان متوسط دخل الاسرة شهريا بلغ العام الماضي 186 الف دينار عراقي (130 دولارا).
الا ان سلسلة التفجيرات الانتحارية والغارات الجوية وأعمال الخطف والقتل تجعل التقدم بطيئا وصعبا وخطرا.
وتراجع عدد العراقيين العاملين في مشروعات اعادة الاعمار الى نحو 85 الفا بدلا من أكثر من مائة الف في الاشهر القليلة الماضية على حد قول مسؤولين امريكيين.
ونقل عدد كبير من العاملين الاجانب الذين يواجهون خطر الاختطاف وقطع الرأس على أيدي متشددين مقار اقامتهم الى الاردن ودول خليجية مما يعرقل أكثر خطط اعادة الاعمار.
وحولت الاموال من اعادة الاعمار الى تجهيز وتدريب قوات الامن العراقي لمحاربة المقاومة المسلحة بصورة جيدة. ويقول المسؤولون العراقيون إن اجمالي مرتبات المديرين والمتعاقدين الامريكيين تلتهم ميزانيات هائلة.
وقال احدهم “وفود وراء وفود تأتي وتسألنا عن أولوياتنا ونعطيهم القائمة نفسها”. ويسهم الفساد والبيروقراطية أيضا في عرقلة توفير المعدات والتوريدات اللازمة للمستشفيات العامة.
وتتحسن بعض الخدمات ببطء لكن ظل انقطاع الكهرباء متكررا حتى في العاصمة بغداد. وبجانب 6.18 مليار دولار خصصت لاعادة اعمار العراق ضخت الولايات المتحدة مليارات الدولارات من مصادر اخرى منها الجيش في مشروعات البنية التحتية.
ويقول المسؤولون الامريكيون إن الانفاق لن يغير الاوضاع في العراق بين عشية وضحاها الا انه يستهدف ترسيخ الحد الادنى لتشجيع الاستثمارات الخاصة وتحسين مستوى اداء الحكومة.
وقال مسؤول “ارتكبنا خطأ. لم نقم بتشييد مشروعات يراها الناس بأعينهم لنكسب ثقتهم سريعا مثل تمهيد الطرق”.
لكن رغم التقدم البطيء ومليارات الدولارات التي لم تنفق استفاد بعض العراقيين الى حد ما من جهود اعادة الاعمار المحدودة.
شاب مثل احمد صالح (30 عاما) يحقق دخلا كبيرا من أعمال المقاولات مع الأمريكيين. وهو يمثل النموذج الذي تأمل واشنطن كسبهم. فالرجل يحقق دخلاً بمئات الآلاف من الدولارات وهو الذي كان يعيش على الكفاف في العهد السابق. وهو يفكر الآن في التوسع والدخول في مشروعات مع شركات اقليمية وعالمية للفوز بعقود أكبر. ويقول صالح الذي يستخدم اسماً غير حقيقي ان المقاومة تضر بمصالح البلاد. (رويترز)
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |